الزهد هو عدم التَّعلق بشيء، أو عدم المبالاة به، ويعرف بأنه الإعراض عن الملذات واستقلالها واحتقارها… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الزهد
ما هو مفهوم الزهد
- عدم التَّعلق بالدنيا وإيثار الآخرة عليها.
- لغة؛ يعرف الزهد بأنه الإعراض، ولفظ الزهيد يأتي بمعنى الشيء القليل، والأصلُ اللغوي لهم يدلُّ على قلَّة الشيء
- الزهد في الشيء يعني الإعراض عنه يكون ذلك لاحتقاره، واستقلالِه، وارْتفاع الهمَّة عنه
- الزهِدَ في الدنيا يعني ترك حلالها من أجل مخافةَ حسابه، والقيام بترك حرامها أيضا مَخَافة من عقابه
- القَدْرُ اليسير
- انْصِرافَ العبد للعِبادَةِ، وَتَرْكَه كل مَلَذَّاتِ الدُّنْيا، والإِعْراضَ عَنْها
- انصراف النفس والقلب عن طلب الدنيا وانعدام الرغبة في ملذاتها، ومتاعها من أجل طلب الآخرة والجنة، والسعي وراء نعيمها، والحصول على السعادة الأبدية بها، حيث أن الآخرة هي خير وأبقى من الدنيا، جاء في الحديث عن المستورد بن شداد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله ما الدنيا في الآخرة، إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!» (رواه مسلم).
- اتَّفق الحكماء، والعلماء على علوِّ مكانة الزهد، وشرَف مقامه، حيث قالوا:
أ. الزهد هو ترْك الإعراض عن الدنيا، وشهواتها من خلال ترْك طلبها
ب. قال الفضيل بن عِياض أن أصل الزُّهد هو الرِّضا عن الله سبحانه وتعالى، كما قال أن القنوع: هو الغني، والزاهدُ
ج. قال الحسنُ البصريُّ أن الزاهد هو الشخص الذي إذا رأى أحد قال في شأنه أنه أفضل منِّي؛ بمعنى أن يزهَد المرء في تعظيم نفسه، ومدحها
د. قال مالك بن دينار أن الزاهد هو من ترْك كل ما يخص الدنيا وهو قادَر عليها.
س. قال مالك بن أنس أن الزهد هو قصر الأمل، وطِيب الكسب
هـ. أخْذ الضرورة فقط مِن الأمر الحلال، وترْك المشتبه
و. قال سفيان بن عُيينة أن الزهدُ يتمثل في شُّكر الله عندَ السرَّاء، والالتزام بالصبر عندَ الضرَّاء.
ي. قال إبراهيمُ بن أدهم أن الزُّهد له ثلاثةُ أصناف هما: زهد الفضل وهو زهد المرء في الحلال، وزُهد الفرض، وهو زُّهد المرء في الحرام، وزُهد السلامة وهو زهد المرء في الشُّبهات
أقسام الزهد:
- الزهد في الحرام، فرض عين.
- الزهد في الشبهات يكون وفق مراتب الشبهة، إن قويت الشبهة التحقت بالواجب، أما إن ضعفت الشبهة كانت مستحبة.
- الزهد في الفضول.
- الزهد في الكلام
- الزهد في الناس
- الزهد في النفس بمعنى أن تهون علي المرء نفسه في الله.
- الزهد الجامع لكل ما سبق وهو الزهد في كل ما يشغل المرء عن الله
- أفضل الزهد يكون في إخفاء الزهد، أما أصعبه يكون في الحظوظ
الفرق بين الزهد وبين الورع
- الزهد هو ترك مالا ينفعك في الآخرة
- أما الورع فهو ترك المرء ما يخشى من ضرره في الآخرة
سبل تحقيق الزهد:
- النظر إلى الدنيا على أنها دار زوال وانقطاع، والقيام بجهاد النفس
- النظر إلى الأخرة على أنها دار بقاء، والعمل من أجلها
- اغتنام الوقت في فعل ما يقرب إلى الله.
- إذا كان لديك وقت فراغ إملأه بما ينفعك عند الله مثل القيام بزيارة أخ، أو اعطاء نصيحة لأخ، أو القيام بعمل صالح، أو قراءة القرأن، أو متابعة موضوع علمي، أو القيام بخدمة لإنسان، فأنت بذلك تدع المباحات مثل قراءة مجلة والتي لا ذنب ولا ثواب في أخذها، وتلتفت لملأ وقتك بالعمل الطيب الذي ينفعك في الآخرة
سيدنا محمد صل الله عليه وسلم والزهد
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزهد الناس في الدنيا، حيث جاء في سيرته الزاكية الحديث عن زهده فس ملبسه، ومطعمه، وفراشه، وحياته
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لقد رأيت رسول الله يظل يتلوى لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف”.
- كما جاء في الحديث الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء، فقال: «ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» (رواه ابن ماجه والترمذي، وقال حديث حسن صحيح).
المراجع