يعتبر الزنا واحد من أعظم الذنوب عقب الشرك بالله، فقد قرن الله سبحانه وتعالى الزنا بالشرك، وقتل النفس، وذلك لما به من انتهاك الحرمات، وإضاعة للأنساب، وإشعال البغضاء، والعداوة بين الناس، من خلال إفساد الرجل لامرأة صاحبه، أو بنته، أو أخته.. للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الزنا
ما هو مفهوم الزنا
-
الزنا وفق ما قاله العلماء
- يتحقق فعل الزنا بتغييب رأس العضو الذكري في فرج ما هو محرم عليه من غير شبهة نكاح، يتم فعل الزنا حتى لو لم يكن فيه إنزال
– إذا اجتمعت كافة الصفات المذكورة السابقة، وثبت بشهادة أربعة شهداء حدوثه وجب الحد
-
الزنا في الشرع
- يعتبر الزنا القيام بفعل الفاحشة مع ما هو محرم من غير نكاح
- اعتبر الدين الإسلامي الزنا أحد الجرائم التي يترتَّب عليها إقامة الحد في الحياة الدنيا، وخلود فاعلها في نار جهنم، ما لم يسرع في تبديل ذلك بالتوبة الصادقة، والإيمان
– حذر الرسول الصحابة من الزنا وبايعهم على تجنبه، روى البخاري ومسلم من حديث عبادة بن الصامت: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: “بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا”
أنواع الزنا
-
الزنا الحقيقي
- نوع الزنا الذي يقع فيه الفعل الفاحش بالفعل من حدوث خلوه بين رجل وامرأة لا تحل له بدون نكاح
-
الزِّنا المجازي
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: “كُتِبَ على ابْنِ آدم نصيبُه من الزِّنا، مُدرِكٌ ذلك لا محالة، فالعَيْنان زِناهُما النَّظر، والأُذُنان زناهُما الاستِماع، واللِّسان زناه الكلام، واليد زِناها البطْش، والرِّجْل زِنَاها الخُطَى، والقلب يَهوَى ويَتَمنَّى، ويُصَدِّق ذلك الفَرج ويُكَذِّبُهُ” متَّفق عليْه
– يعود الزنا بالخراب على العالم لذلك كان الزاني المحصن أحد الثلاثة الذين أحل الله عز وجل دماءهم، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”
أسباب تحريم الله للزنا
- إطلاق الإنسان للبصر، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، يكون ذلك في الأماكن العامة، والأسواق، وعبر التلفاز
- خروج بعض النساء متعطرات متبرجات للأسواق، ويعد التبرج باب عظيم يقود لفعل الفاحشة، قال الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].
- دخول بعض الرجال الأجانب على المرأة، يتمثل هؤلاء الرجال في أقارب زوج المرأة، وأقارب أبويها، روى البخاري، ومسلم من حديث عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت”
- التأخير من بلغ الشابات والشباب عن الزواج، حيث أنه بمجرد بلوغهم تشتد لديهم الشهوة، فإذا لم يتمكنوا من إطفائها بالحلال فربما يلجأون إلى فعلها في الحرام الذي يجلب لهم العار في الحياة الدنيا، والخزي في الحياة الآخرة
- روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج”
- روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض”
- انتشار العديد من آلات الفساد واللهو في البيوت، مثل الغناء، والأفلام الخليعة، والمواقع الإباحية على الإنترنت
حكم الزنا
- حرم الله سبحانه وتعالى فعل الزنا، وحرم كل الطرق التي تقود إليه في الكثير من الأيات، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) [الإسراء:32].
– كما قال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور:30].
– وقال عز وجل: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) [النور:2].
- أوضحت الأية السابقة الحد ثابت الواقع في حق البكر غير المحصن، إلا أن السنة النبوية قد زادت عليه عقوبة أخرى تتمثل في تغريب الفاعل سنة كاملة عن المكان الذي قام بالزنا فيه، قال صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة” رواه مسلم.
- أما بالنسبة لعقوبة الزاني المحصن فهي تتمثل في الرجم حتى الموت سواء أكان رجلاً أو امرأة، هذا وتوجد عدة شروط للإحصان ذكرها أهل العلم تتمثل جملتها في القيام بالوطء في القبل في حالة النكاح الصحيح الذي يحصل من بالغ حر عاقل.
– روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان”