الرياء قيام العبد بفعل الطاعات وترك المعاصي من أجل مقصد دنيوي يتمثل في المال، أو المدح من الناس… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الرياء
ما هو مفهوم الرياء
- عرفه العلماء بأنه فعل العبد للطاعة وترك المعصية مع ملاحظته لغير الله، أو إخباره للغير بها، أو حبه لإطلاع الأخرين عليها بمعنى أن يكون له مقصدٍ دنيوي مِن ورائها يتمثل في مال أو نحوه
- قال بعض العلماء أن الرِّيَاءُ هو طَلَبُ الإنسان الْمَنْزِلَةِ فِي ْقُلُوبِ الغير عن طريق إظْهَارِ الْعِبَادَاتِ
- إرَادَةُ الإنسان في الحصول على النَّفْعِ الدُّنْيَوِيِّ من عَمَلِ الْآخِرَةِ، عن طريق إعْلَامُ الأخرين به، يعرف الأمر بِالسُّمْعَةِ
- أن يبتغي الإنسان الدنيا من خلال عمل الآخرة, أو أن يقصد العبد بعبادته غير الله
- الرياء أحد صفات المنافقين الذين قال الله عز وجل في شأنهم: ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].
صور الرياء في المجتمع
- يتصدَّق بعض الناس في المحافل الخيرية ليس من أجل عمل الخير بل من أجل أن يسجل أن له دعم وصاحب خير على الأخرين
- تحدث البعض مع الأخرين عن عملهم الصالح، وذكر كم عمرة قام بها، وكم حجَّة حجَّها، وهو لم يسأل أبدا عن ذلك، لكنه يفعل ذلك حتى يمدح الناس فيه
- ذكر البعض لمساعدتهم للناس بمالهم، أو جاههم يريدون بذلك منزلة عند الناس، أو أن يقول الناس عنهم أنهم من المحسنين
خطر الرياء
- يُفرغُ الرياء العملَ الصالحَ مِن كل غايته العظيمة، وآثاره الطيِّبة، حيث أن العبادة إن لم تكن صادرةً عن تجرد، وإخلاص لم تحقق أي آثار طيبة في القلب، ولم تكون سبب للدفع للعمل الصالح، فهي تتحول لعبادةٌ جوفاءُ، لا حياة ولا روح لها
2. القلبَ المغطَّى بالرياء يشبه بالصفوانٍ الذي عليه تراب، فهو يشبه الحجر الذي لا ليونة فيه ولا خصْب يُغَطِّيه التراب الخفيف الذي يحجب صلادته، مثلما يحجب الرياء الصلادة الخاصة بالقلب الخالي من الإيمان، تلى ذلك مجئ المطر فقام بإذهاب التراب مما أدى لانكشاف العورة وإظهار الحجَر الذي لم ينبت كما المُرَاءى الذي لا ينتج أي خير من عمله
- قال تعالى: ﴿ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة : 264].
عواقب الرياء
1. عواقب الرياء وخيمة؛ لأن الله سبحانه وتعالى سيعمل على فضح المرائين من خلال كشف نواياهم أمام الناس أجمعين
– روى جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به، ومَن راءَى راءَى اللَّهُ بهِ))؛ رواه مسلم؛ أي: من قام بإظهار عمله للناس كرياء، عمل الله عز وجل يوم القيامة على إظهار نيَّته الفاسدة في عمله، وقام بفضحَه على كل رؤوس الأشهاد
2. سيدخل الله المراءى النار
- قال أبو هريرة رضي الله عنه: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلانًا قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: فِي مَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ: كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ))
ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي، فَقَالَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))؛ رواه الترمذي
الرياء والشرك الخفي
– يُعَدُّ الرياء أحد أنواع الشرك الأصغر الذي يعمل على التغلغل في النفوس، وقليل ما ينجو منه أحدٌهم، حيث أنه شرك خفيٌّ يتمثل في إظهار العبد كل أمور عبادته للناس من أجل أن ينال عَرَضًا من أعراض الدنيا
- أي عبادة يقوم العبد بعملها لله لكنه يطلب الثناء من الناس يبطلها الله، فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا شَيْءَ لَهُ))، فَأَعَادَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لا شَيْءَ لَهُ))، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ))؛ رواه الترمذي وأبو داود.
- حذَّر الرسول عليه الصلاة والسلام من الرياء، وأنه أشدُّ خطورة على الأمة الإسلامية من فتنة المسيح الدجال؛ روى أبو سَعِيدٍ الخُدْري رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: ((أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟))، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: ((الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ))؛ رواه ابن ماجه