الربا هو الزيادة على شيء وتضعيف سعره، حرمه الله عز وجل في كل الشرائع السماوية لما له من أضرار اجتماعية واقتصادية على المجتمع.. للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الربا
ما هو مفهوم الربا
الربا لغة:
- مصدر من ربا يربو أي زاد ونما، تأتي بمعنى الزيادة، والفضل، والنماء، قال الله تعالى: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾ [الحج: 5]؛ يعين: زادت الأرض وارتفعت عمَّا كانت عليه قبل هطول الماء
- قال تعالى: ﴿ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ﴾ [النحل: 92]؛ بمعنى: أكثر قوة، وعددًا
- قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]؛ بمعنى يباركها، ويضاعفها
الربا اصطلاحا:
عرفت الربا في الاصطلاح بتعاريف مختلفة تتمثل في:
- قال الحنفية في تعريفها بأنها الفضل الذي يخلو من العِوَض يكون بمعيار شرعي وفق شروط تتم بين المتعاقدين تعود بالنفع على أحدهم في المعاوضة
- قال الشافعة، والمالكية في تعريفها بأنها عقد يتم بين طرفين على عِوَض مخصوص يكون غير معلوم التماثل في شأن معيار الشرع بخصوص حالة العقد
- قال الحنابلة في تعريفها بأنها زيادة تحدث في أشياء مخصوصة
الربا في الشرع:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة بن زيد: (إنما الربا في النسيئة)
- قال عمر بن الخطاب إن آية الربا تعد من آخر الأيات التي نزلت في القرآن، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قد قبض قبل أن يبينه لهم، فدعوا الربا والريبة.
حكم الربا
- محرم في كل الشرائع السماوية، هناك عدة أدلة قاطعة في شأن تحريمها في القرأن، والسنة:
الأدلة في القرأن:
– قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130]
– قال أيضا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279].
- ربط الله سبحانه وتعالى النهي في هذه الآيات بالوعيد الشديد، والتحذير، والإعلام بالحرب من الله ورسوله على المُرَابِين وهو دليلٌ قاطع على تحريم الله عز وجل للربا، وعلى عظم مضاره ومفاسده على الناس من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية
الأدلة في السنة النبوية:
- ((لعن الله آكلَ الرِّبَا ومؤكلَه وشاهدَيه وكاتبَه))؛ متفق عليه.
- وروى الدار قطني عن عبدالله بن حنظلة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لَدِرهمُ ربًا أشدُّ عند الله – تعالى – من ستٍّ وثلاثين زنيةً في الخطيئة)).
أقسام الربا
الربا قسمان هما:
- ربا الفضل (ربا البيوع)
- ربا النسيئة (ربا الديون).
- زاد الشافعية قسم ثالث أطلقوا عليه (ربا اليد).
خطورة الربا:
- حرم الديني الإسلامي مع غيره من الشرائع السماوية الربا لما به من أضرار اقتصادية واجتماعية على المجتمع، تتمثل هذه الأضرار فيما يلي:
-
الأضرار الاقتصادية
الربا وسيلة غير صحيحة، وغير سليمة للكسب، ولها عدة أضرار اقتصادية على المجتمع تتمثل في:
أ. الفائدة التي يأخذها المرابي لا تأتي إليه نتيجة عمل إنتاجي من جانبه بل تأتي له نتيجة استقطاع من ثروة الأمة، أو مال الفرد دون أن يقوم بإنتاج ما يقابله.
ب. الفائدة التي تدفعها فئة من الأمة للبطالة والكسل تمكن المرابي من زيادة ثروته بدون عناء، أو جهد من جانبه
ج. يؤدي الربا لظاهرة التضخم في المجتمع.
د. يؤدي إلى إثقال كاهل الأفراد الذين يقترضون المال عند عجزهم عن تسديد ديونهم من أجل مضاعفة سعر الفائدة التي يأخذ الدائن والتي حرمت شرعا
-
الأضرار الاجتماعية
أ. يستغل حاجة الأفراد المحتاجين ويصيبهم بالعديد من الأضرار دون تمكنهم من الاختيار
ب. يؤدي لتنمية الأحقاد، والضغائن بين الناس نتيجة لعدم اقتناع الشخص الذي اقترض الدين بما أخذ منه مهما كانت رغبته وحاجته
ج. يلغي كل المعاني الجميلة كالتعاون على التقوى والبر، والفضيلة
د. الربا يعد ظلم، ولقد حرم الله سبحانه وتعالى الظلم
هـ مضاده لمنهج الله عز وجل القويم
الفرق بين البيع والربا
- حاول المرابون في كل الأزمان أن يوهموا الناس بأن البيع مثله مثل الربا، فجاء رد القرآن عليهم جازما، وحاسمًا، قال – سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]
- الفرق بين البيع والربا مثل الفرق بين الحلال الطيب الذي يعود بالأجر على صاحبه، وبين الحرام الخبيث الذي يعود بالوزر والضرر على صاحبه.
- البيع يتمثل في مبادلة عين بثمن، لكن الربا يتمثل في الزيادة على ثمن سلعة عند حلول وقت الدفع وتعذر التسديد.
- البيع يكون نتيجة لتبادل المنافع بين طرفين برضاهم، أما الربا فيكون نتيجة لاستغلال الغني لاحتياج الفقير، وعجزه عن سداد الدين
- الربح في البيع يكون مقابل التعب والجهد في التجارة، أما الربح في الربا يكون مقابل الزمن أي الوقت الذي يمر على الدين عند المدين فليس له تعب ولا جهد في مقابله
- التاجر والبائع قد يربح، أو يخسر، أما المرابي فيربح فقط حيث أن ربحه شئ مؤكد ومضمون، وقد يزداد مع مرور الزمن.
- البيع يتناول كل السلع المتاحة، أما الربا فيتعلق بالنقود فقط
- البيع يعمل على سد حاجات الناس، أما الربا فيستغل الناس، حيث قد يرتب المرابين لاحتياج الناس ثم يقومون باستغلالهم
- البيع يؤدي إلى الإنعاش الاقتصادي، والإثراء، أما الربا فيؤدي إلى تخريب الاقتصاد، والفقر
- الربا يقود لنشر النزاع والحسد، والحقد، والشقاق بين الناس، أما البيع يوقد للعدل، والمساواة بين الناس حيث أنه يقوم على تبادل المنفعة
المراجع