ما هو مفهوم الذكاء الاقتصادي
تتشابك المفاهيم والعناصر المؤدية بالنهاية لتعريف مصطلح الذكاء الاقتصادي، فهو مفهوم هام وخطير في أي عملية أو موضوع يخص الاقتصاد القومي على مستوى الحكومات أو الخاص على مستوى الأفراد والشركات أو المستثمرين، وللمزيد تعرف على ما هو مفهوم الذكاء الاقتصادي .
ما هو مفهوم الذكاء الاقتصادي
يمكن تعريف مصطلح الذكاء الاقتصادي بشكل عام بأنه مجموعة من المعلومات التي يتم جمعها بواسطة استخبارات متخصصة بهذا الشأن حول المواد والموارد التي يتم تطويرها أو إنتاجها أو إدارتها خارج نطاق الدولة، بالإضافة لتفسير وعرض المعلومات الأولية أو البيانات الغير منشورة لتقارير أو تحليلات تصل لصانعي السياسات والمستهلكين على حد سواء.
ظهر مصطلح الذكاء الاقتصادي بمفهومه الحديث في البداية بمعرفة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خصصت جهات خاصة وسرية بعض الشيء لهذا الأمر وأسست أيضاً وحدة الذكاء الاقتصادي، للوقوف على الأوضاع الاقتصادية الراهنة لدى دول العالم، ومحاولة الاستفادة منها قدر الإمكان.
أنواع المعلومات التي تغذي استخبارات الذكاء الاقتصادي
هناك ثلاثة مصادر رئيسية للاستخبارات الاقتصادية، فالمصادر الأولى تتراوح بين المنشورات الإحصائية الرسمية والصحف والبث الإذاعي والمنشورات التجارية وصولاً إلى الدراسات التخصصية لصندوق النقد الدولي، حيث تشكل المصادر غير المصنفة أساس لأي تحليل اقتصادي أو تفسير للصورة العامة.
المصادر الثانية تتمثل في التقارير والبيانات الواردة من السفارات والقنصليات المتعلقة بكل بلد وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تم جمعها من قبل المسئولين الاقتصاديين بوزارة الخارجية، ووزارة الخزانة وضباط الخدمة التجارية الخارجية.
المصادر الثالثة تصنف كمعلومات سرية نوعاً ما، حيث يتم الحصول عليها دون علم أو موافقة الحكومات الأجنبية، فيمكن أن تأتي من أقمار صناعية، أو من شبكات الاتصالات التي يتم اعتراضها، أو من الأسرار التي يسرقها مواطن أجنبي تستخدمه دول أخرى.
خلفية تاريخية عن الذكاء الاقتصادي وأهميته على مدار التاريخ
ظهرت أهمية الاستخبارات الاقتصادية لأول مرة في عام 1776م، عندما أرسلت لجنة المراسلات السرية للكونجرس (التي تعتبر أول وكالة استخبارات أمريكية) ويليام كارمايكل إلى أوروبا لدراسة العديد من المشاكل والمفاهيم الاقتصادية الحاسمة للحكومة الناشئة وقتها، مثل المنافسة الأجنبية في الأسواق الأوروبية.
قام كارمايكل بوقت لاحق بإرسال تقرير سري في نوفمبر 1776 لرؤسائه يطمئنهم من مخاوفهم تجاه النمو الاقتصادي لبعض الدول مثل أوكرانيا وروسيا.
خلال الحرب العالمية الأولى أصبح قسم الاستخبارات الاقتصادية ضمن عملية الاستخبارات العسكرية للجيش، ورأسه في ذلك الوقت وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس، وبعد انتهاء الحرب كان الرئيس الأمريكي وقتها يستعد لمؤتمر فرساي للسلام، واستعان بخبراء اقتصاديون زودوه بمعلومات هامة جمعتها استخبارات الذكاء الاقتصادي من مقرها في الجمعية الجغرافية الأمريكية بنيويورك.
أثناء الحرب العالمية الثانية، قامت الوكالات الأمريكية بدراسة اقتصاد اليابان بدقة شديدة، كما قام مكتب الخدمات الإستراتيجية OSS بجمع معلومات عن السلع الأساسية وقتها بما في ذلك التنجستين، وأيضاً دراسة وتقييم الاتحاد السوفييتي وحالته بعد الحرب.
ما هي وحدة المعلومات الإقتصادية والذكاء الإقتصادي (EIU) ؟
هي منظمة تقدم خدمة التنبؤ والاستشارات لمساعدة رواد الأعمال والممولين والمسئولين الحكوميين، كما توفر تحليلات على مستوى الصناعة والمخاطر بناء على العمل والبحث والرؤى الخاصة بشبكة عالمية من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين وخبراء الأعمال، كما يوجد بها نظام من المتخصصين يوفرون رؤى وتحليلات خاصة بكل بلد على مستوى العالم.
تعمل كشركة بحث وتحليل مستقلة في مجموعة الإكونوميست التي تتخد من لندن مقراً لها، وهي شركة الإعلام التي تنشر مجلة الإكونوميست المشهورة عالمياً، كما تمنح الوحدة حرية الوصول لبعض التقارير والمعلومات على موقعها على شبكة الإنترنت، حيث تتوفر تقارير وبيانات أكثر للشراء، وهناك خاصية الاشتراك المدفوع الذي يفتح أمامك أبواب أكثر من المعلومات.
تقدم لعملائها تحليلات وتوقعات مفصلة لـ 205 دولة، وتغضى التوقعات الاقتصادية والسياسية لكل بلد، ومخاطر الائتمان وبيئة الأعمال، وفرص السوق، والبيئة التنظيمية، وشروط التمويل.
الوضع الحالي للمعنيين بالذكاء الاقتصادي بأمريكا باعتبارها المسيطرة اقتصاديا عالمياً
تقدم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بمساعدة وكالات حكومية أخرى معلومات اقتصادية للسياسة الأمريكية، مع خبراء يراقبون المعاملات الدولية بما في ذلك تطبيق العقوبات والتمويل غير المشروع، وكذا المشاكل الاقتصادية والبيئية الدولية بما في ذلك التجارة والتمويل، أسواق الدفاع واللوجستيات، الموارد الجغرافية بما في ذلك التركيبة السكانية والسلع الأساسية، التكنولوجية المدنية بما في ذلك الطيران، التصنيع المتطور والتكنولوجيات الناشئة وموارد الطاقة.
يرى النقاد أن الشركات الأمريكية لا تحتاج لوكالة مخابرات مركزية للمنافسة في السوق العالمية، حيث يمكن إيجاد معلومات وفيرة للغاية من الإنترنت ومن المواطنين أنفسهم والمجموعات والمؤسسات الخاصة، الذين يمكنهم الوصول للأنشطة الاقتصادية الأجنبية، وخدمات المشتركين، مثل قواعد بيانات وحدة المعلومات الاقتصادية.