ما هو الحدس

يعد الحدس كلمة لاتينية بمعنى النظر، وهو القدرة على اكتساب المعرفة بدون الوصول إلى منطق في هذه القدرة، ويسمى بالمعرفة اللا شعورية، أو الإدراك اللا شعوري، وهو ناتج عن شعور داخلي ناتج عن تبصر روحي، وتعددت التعريفات والنظريات التي تتحدث عن ما هو الحدس في العديد من المجالات كالفلسفة وعلم النفس .

– ما هو الحدس :

١- الحدس في الفلسفة :

عند الحديث عن ما هو الحدس فلابد من ذكر الدراسات الفلسفية التي قام بها كل من الفلاسفة الشرقيين والغربيين، وذلك للوصول إلى هذا المفهوم بالتفصيل .

– الحدس في الفلسفة الشرقية :

ان الحدس في الفلسفة الشرقية مرتبط غالبا مع الدين والروحانية، وتتعدد معانيها على حسب المعاني المختلفة في النصوص الدينية.

– الحدس في الهندوسية :

بذل الكثير من المتخصصين في الديانة الهندوسية لمحاولات تفسير النصوص التي تشير إلى الحدس ومعرفة معانيها .

فسر الفيلسوف الهندي لسري أوروبيندو، بأنه احد معالم المعرفة المبنية على طبيعتين :

  • الطبيعة الأولى هي ناتجة عن التجارب النفسية التي مر بها الشخص في حياته، فكونت معلومات حسية في داخلة .
  • الطبيعة الثانية هي العمل على معرفة النفس مما يؤدي إلى الوعي بالذات ومعرفة الهوية التي تجعله يتنبأ بذاته.

أما الفيلسوف أوشو فهو يرى أن الوعي هو العامل الأساسي في تنمية الحدس، ويساعد في ذلك كثرة التعايش والمعرفة بالعوامل المحيطة بنا والإدراك المعرفي .

– الحدس في البوذية :

ان الحدس في الديانة البوذية هو دراسة في ذهن المعرفة الفورية، وهو يتعلق بالتفكير الواعي، ليس كما يظن البعض بأنه ينتج من اللاوعي .

كذلك يتم تنمية الحدس بتنمية الإدراك البديهي، وذلك بالمساعدة على تطوير العقل وسرعة الاستيعاب مما يجعله بالخبرة يدرك لا شعوريا.

– الحدس في الإسلام:

اختلفت التفسيرات العلمية التي قام بها المسلمون لمعرفة الحدس، حيث تم تفسيره بأنه المعرفة المكتسبة من خلال التنوير، وهو ناتج من العقل الباطني .

عرف ابن سينا الحدس على انه قدرة نبوية يتم الوصول إليها بالمعرفة والإدراك الذي يستند على يقين داخلي .

ما هو الحدس

– الحدس في الفلسفة الغربية :

ان الحدس في الفلسفة الغربية ليس مجالا منفصلا للدراسة، بل تم التعامل معه بكونه قدرة بشرية أساسية لفهم الطبيعة الحقيقية للواقع .

ذكر ديكارت الحدس في كتابه تأملات في الفلسفة الأولى، وتحدث عنه كمعرفة موجودة من قبل، ومكتسبة من خلال التفكير العقلاني ويتم اكتشاف الحقيقة بها من خلال التأمل في الوقائع .

اما الفيلسوف إيمانويل فهو يرى أن الحدس هو مجرد معلومات حسية ناتجة عن القدرة العقلية المعرفية والإدراك.

اما الفيلسوف ميتافيلوسوفكيال فهو يفترض ان الحدس هو أحد القدرات الفلسفية التي تلعب دورا خاصا في علم الفلسفة، ولا توجد فروق بين أساليب الفلسفة وطرق الحدس .

جاءت العديد من الافتراضات من الفلاسفة الغربيين، والذي كانوا يجادلون بأن النداءات عن الحدس والبحث في طبيعته، يجب أن يكون مبنى على علم ومنطق .

٢- الحدس في علم النفس :

عند الحديث عن ما هو الحدس فلا بد أن يتم ذكر النظريات العلمية التي قام بها علماء النفس في محاولة فهم الحدس والتعامل معه بشكل علمي .

يرى فرويد ان من يمتلك قدرة مثل الحدس ويقدر على استنتاجاته، هو على معرفة عالية وإدراك، مما يجعل عقله يتلاعب بالأفكار المنطقية في مواقف متعددة .

يختلف العالم كارل جونغ عن العالم فرويد، حيث انه يرى ان الحدس لا علاقة له بالعقل والمعرفة، بل يراه يرتبط بالإحساس الداخلي، والذي ينتج عن مشاعر فطرية بديهية، كما يرى أن أكثر الناس بداخلهم الحدس هم الصوفيون والأنبياء والسواعد .

٣- الحدس في علم النفس الحديث :

لا يمكن تخطي النظريات الحديثة في علم النفس عند الحديث عن ما هو الحدس، نظرا لما تتضمنه من معلومات قد تغير المفاهيم .

في علم النفس الحديث يرتبط الحدس بالقدرات والخبرات، حيث انه تم تعريفة بأنه القدرة على حل المشكلات وصنع القرار الصحيح .

يرى العالم غاري كلاين في نظريته أن الحدس يتولد تحت الضغط وتعقيد الأمور، وكلما زادت المخاطر تزداد قدرة الحدس، وذلك لأن اللاوعي داخل الإنسان يستدعي الخبرات المدفونة داخله، مما يفتح مسارات ذهنية تصل الى الحل اللا شعوري .

عرف العالم دانيال كاهنيمان الحدس بأنه القدرة على توليد الحلول التلقائية دون الحجج المنطقية او الأدلة .

بعض العلماء عرف الحدس بأنه الغريزة الداخلية التي يتم التصرف بها في بعض المواقف، ولكن أثبتت العديد من التجارب ان الحدس لا علاقة له بالغريزة رغم مصادفة توافقه معها أحيانا.

ما هو الحدس

٤- استخدامات الحدس :

ان استخدامات الحدس من أهم ما يجب معرفته بعد ما هو الحدس، وذلك للاستفادة منه بشكل صحيح .

أكثر الناس استفادة من الحدس هم القادة والمسئولين، والخبراء الاستراتيجيين، حيث أنهم يستفيدوا من الحدس في إصدار الحكم حول الناس واكتشافهم .

كذلك يستفيد الضباط والمحاربون من الحدس في مقاومة العدو وتفادي اي خطر يمكن أن يعرضون له، حيث أن معظم عمليات الانقاذ تكون مبنية على الشعور والحدس .

– المراجع :

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *