ما هو مفهوم الرأسمالية
ينظر العالم إلى الرأسمالية الآن على أنها نظام ديكتاتوري نوعاً ما ولكن في صورة حديثة غير مباشرة، وما بين مؤيد ومعارض لسيطرة الرأسمالية في معظم الدول الكبرى تظل هناك ثوابت في تعريفها، وفي المقالي التالي نوضح ما هو مفهوم الرأسمالية .
ما هو مفهوم الرأسمالية
الرأسمالية نظام اقتصادي يمتلك فيه الأفراد أو الشركات السلع الأساسية، ويعتمد إنتاج السلع والخدمات على العرض والطلب في السوق العامة العالمية والمعروف باسم “اقتصاديات السوق” وليس من خلال تخطيط مركزي أو ما يعرف بالاقتصاد المخطط أو الاقتصاد الموجه.
أوضح أشكال للرأسمالية هي السوق الحرة، حيث تجد الأفراد بلا قيود، ويمكنهم تحديد مكان الاستثمارات الخاصة بهم، وما يجب إنتاجه أو بيعه، وبأي الأسعار يجب أن يتم تبادل السلع والخدمات بها، فهو يعمل بدون ضوابط أو حدود.
أصبحت معظم الدول حالياً تمارس نظام رأس مالي مختلط يتضمن درجة من التنظيم الحكومي للأعمال وحيازة متفردة لصناعات أساسية بعينها.
كيف نفهم الرأسمالية بشكل أفضل؟
من الناحية الوظيفية، الرأسمالية عملية يمكن من خلالها حل مشاكل الإنتاج الاقتصادي وتوزيع الموارد، بدلاً من التخطيط للقرارات الاقتصادية من خلال الأساليب السياسية المركزية، كما هو الحال مع الاشتراكية أو الإقطاعية، ويحدث التخطيط الاقتصادي في ظل الرأسمالية عبر قرارات لا مركزية وطوعية محددة.
يمكن تعريفها بأنها نظام اقتصادي يتميز بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، خاصة في القطاع الصناعي، وتعتمد على التفرد بحقوق الملكية الخاصة بصورة تكاد تكون إجبارية.
تتناقض الرأسمالية في مفهومها الصريح مع الاشتراكية البحتة التي تكون فيها جميع وسائل الإنتاج جماعية أو مملوكة للدولة وليس حكراً على فئة بعينها، عادة ما تنطوي ممارسة الرأسمالية العملية في العالم على درجة من التحبيذ من قبل رجال الأعمال، حيث يطالبون هم أنفسهم الحكومة بالتدخل في المشاكل الإقتصادية.
الرأسمالية وعلاقتها بالنمو الاقتصادي
أثبتت الرأسمالية أنها وسيلة فعالة للغاية للنمو الاقتصادي، من خلال خلق حوافز لأصحاب المشاريع المختلفة لإعادة تخصيص الموارد من منافذ غير مربحة إلى منافذ فعالة ويفضلها المستهلكون بدرجة أكبر من ذي قبل.
قبل ظهور الرأسمالية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حدث نمو اقتصادي سريع من خلال الاستيلاء على الموارد واستخراجها من الشعوب التي تم غزوها، ولكن تطور الوضع تقريباً عندما بدأت جذور الثورة الصناعية الأولى خلال عام 1750، وفي القرون اللاحقة عززت عمليات الإنتاج الرأسمالية القدرة الإنتاجية بشكل كبير.
أصبح عدد أكبر وأفضل من السلع في متناول السكان على نطاق أوسع، مما رفع مستويات المعيشة بطرق غير متوقعة عن السابق، ونتيجة لذلك يرى معظم السياسيين والاقتصاديين أن الرأسمالية نظام التبادل الأكثر كفاءة وإنتاجية عن غيرها.
مميزات الرأسمالية
- عادة ما ينتج عن الرأسمالية منتجات أفضل بأسعار أفضل، لأن المستهليكن سيدفعون أكثر مقابل السلع الأساسية التي يريدونها أكثر من أي شيء.
- توفر الشركات ما يريده العملاء بأعلى الأسعار، ثم يتم بعد ذلك الابقاء على الأسعار منخفضة عن طريق المنافسة بين الشركات، وتجعل منتجاتها فعالة قدر الإمكان لزيادة الأرباح، فالمدخلات الأقل قيمة تتحول لمخرجات أكثر قيمة.
- تتميز بالإبتكار في أساليب الإنتاج وبطريقة أكثر كفاءة، مما يعني ابتكار منتجات جديدة، فكما قال ستيف جوبز في أحد المقابلات أنه لا يمكنك أن تسأل العملاء عما يريدون أن تقدمه، ثم تحاول أن تقدمه بالفعل، فبحلول ذلك الوقت الذي تجهزه لهم، سوف يريدون شيئاً آخر جديد.
عيوب الرأسمالية
- لا توفر التنافسية لمن يفتقرون إلى المهارات اللازمة، ويشمل ذلك كبار السن والأطفال والمعاقين ومقدمي الرعاية، في الوقت الذي تتطلب الرأسمالية فيه سياسات حكومية تقدر وحدة الأسرة للحفاظ على أداء المجتمع.
- الرأسمالية لا تعزز تكافؤ الفرص، فأولئك المفتقرون إلى التغذية الجيدة والدعم والتعليم قد لا يصلون أبداً إلى مستويات انتفاعية بالرأسمالية، ولن يستفيد المجتمع أبداً من مهاراتهم القيمة.
- على المدى القصير قد يبدو عدم المساواة في مصلحة الفائزين في نظام الرأسمالية، حيث يستخدم الرأسماليون قوتهم للتلاعب بالنظام عن طريق إنشاء حواجز أمام الدخول، فعلى سبيل المثال سيتبرع المسئولون المنتخبون إلى الجهات التي تفيد صناعتهم وبالقوانين الراعية لمصالحهم، وغالباً ما سيرسلون أبنائهم للمدارس الخاصة وليست الحكومية.
- على المدى الطويل، يحد التفاوت في الفرص من التنوع والابتكار.
- تتجاهل الرأسمالية التكاليف الخارجية، مثل التلوث وتغير المناخ، وهذا بدوره يجعل البضائع أرخص ويمكن الوصول لها على المدى القصير، ومع مرور الوقت تستنفد الموارد الطبيعية، وتقلل من جودة الحياة في المناطق المتضررة من هذه العوامل، وتزيد التكاليف على الجميع.