الغيب كل ما غاب عن معرفة الناس وحواسهم، أما الشهادة فهي كل ما يمكن للحواس البشرية أن تدركه من أمور مرئية، أو مسموعة، أو ملموسة، أو ذات رائحة، أو ذات طعم… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الغيب والشهادة
ما هو مفهوم الغيب والشهادة
-
عالم الغيب
- كل ما غيبه الله عز وجل عن عباده
- يندرج تحت مفهوم الغيب کل ما لا تدرکه الحواس البشرية بذاته أو بصفاته مثل يوم القيامة، الثواب، والعقاب، والجنّة، والنار، كما يندرج تحته صفات الله عز وجل والملائكة
- لا يمكننا كبشر رؤية الملائكة لأنّها موجودات أسمي من حواسنا، وخارج إدراكنا لمحدود حيث أننا موجودات زمانية، و الملائكة موجودات خارج الزمان
- كل الموجودات التي لا نستطيع إدراكها بحواسنا البشرية تعد جزء من عالم الغيب، ولا يوجد طريق لإدراك عالم الغيب إلا بالعقل، والإيمان والعقيدة الإسلامية الصحيحة
-
عالم الشهادة
- الشهود عكس الغيب، حيث أن الشهود هو کلّ ما تدرکه الحواس البشرية عكس الغيب الذي يعرف بأنه كل ما عالم يخص كل ما لا تدركه الحواس البشرية
- ينطوي تحت عالم الشهادة كل ما هو قابل للإدراك بالحواس البشرية كالمادّة وخواصها وصفاتها، فهي إما أن تكون مرئية فتدرك بالأبصار، أو تكون سمعية فتدرك بالأسماع، أو تكون ذات رائحة فتدرك بواسطة الشمّ، أو تكون ذات طعم فتدرك بواسطة الذوق، أو تكون ذات ملمس فتدرك باللمس
- تعتبر الطاقة الكهربائية، والجراثيم، والذرة من عالم الشهادة حتى إن تعذّر على الحواس الإحاطة بها حيث أنها قابلة للرؤية من خلال الأجهزة الخاصة بالتكبير بسبب صغرها المتناهي
عالم الغيب والشهود
- ما يعد غيبا بالنسبة للحواس البشرية يندرج تحت عالم الشهادة والحضور عند خالقنا عز وجل فوجوده عز وجل لا تحدّه حدود فهو محيط بما خلق، وخارج عن إطار الزمن حيث أنه عز وجل هو خالق المكان، والزمان، ولا معني للماضي، أو الحاضر، أو المستقبل عنده
- فالطوفان الذي قام بإغراق العالم في زمن سيدنا نوح يعد من عالم الغيب عندنا، إلا أنه عند للّه من عالم الشهادة والحضور، والأمر كذلك أيضا بالنسبة للحوادث التي ستحدث بعد 100 ألف عام فهي تعد غيب بالنسبة لنا، و تعد حضور بالنسبة لله عز وجل، و كذلك الجنّة و النار.
- الله عز وجل قد أحاط بعلم الغيب كله، وهو شاهد أيضا على علم الشهادة، قال الله سبحانه وتعالى عن نفسه (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)، وقال تعالى: (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) [سورة التوبة : 78]
- الغيب في الأيات السابقة بمعنى ما غاب عن الناس، والشهادة هو ما شهده الناس، وأبصروه، وعاينوه
- علم الله عز وجل للأمور تام، ومحيط بكل شيء لا يلحقه نسيان (وما كان ربك نسياً) [سورة مريم : 64 ]، (وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عدداً) [سورة الجن : 28].
- يقول الله تعالى: (إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً) [سورة طه : 98]، ويقول كذلك: (قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً) [سورة الفرقان : 6] لذلك لا يوجد قول أو فعل حديث في السر أو في الجهر، في الأرض أو في السماء، في البحر الواسع، أو الفضاء البعيد إلاَّ يعلمه الله سبحانه وتعالى بكل تفاصيله.
الغيب و الشهادة في القرآن الكريم
– استخدم القرآن الكريم مصطلح الغيب والشهادة في عدة سور قرأنية، قال تعالي:
- ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
- ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾
- ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
- ﴿ … عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ … ﴾
– أشار القرأن إلي أن الغيب من مختصات الله عز وجل، قال تعالى:
- (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (123) (هود)
- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ … ﴾
- ﴿ … إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ … ﴾
- (وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) [الأنعام:59]
- (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) [التوبة:78]
– ذكر في القرآن الكريم أن الحوادث الماضية واحدة من أنباء الغيب، قال الله تعالى:
- ﴿ ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ … ﴾ جاءت هذه الآية الكريم في شرح قصة سيدنا يوسف عليه السلام