ما هو مفهوم العقيدة الصحيح
العقيدة الصحيح تتمثل في إفراد الربوبية والألوهية لله عز وجل، وتجريد القلب لله، وتخليصه من شوائب الشرك، وضلالات البدع… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم العقيدة الصحيح
ما هو مفهوم العقيدة الصحيح
-
العقيدة الصحيحة هي:
- إفراد الله سبحانه وتعالى في الربوبية، والصفات، والأسماء، والألوهية، وفي الشرع، يليهم تَجرَّيد القلب المؤمن لله سبحانه وتعالى وحده تجريد كامل تتحطم أمامه كل أنواع الطواغيت أحياءً وأمواتًا
- كما يتَخَلَّصُ القلب من ضلالات البدع، وشوائب الشرك، والذل للمتكبرين من البشر، وحكم الطغاة، وكافة مشاغل الحياة الدنيا المفسدة للقلوب
- إتباع العقيدة الصحيحة يؤدي لتجرد القلوب من المنكرات والفواحش بأنواعها، حيث تتجرد القلوب من الغل، والظلم، والحقد، والتقاطع، والغيبة، والغش، والكبر، والنميمة، والخبث
- ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته، والسلف الأوائل، الدليل على ذلك:
– قوله سبحانه وتعالى:( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا.. )
– قوله تعالى: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )
– قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية: ” وهم من كانوا على مثل ما أنا عليه وأصحابي .” رواه الترمذي
– قوله صلى الله وسلم: ” خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. .” رواه البخاري
- العقيدة لغة هي كلمة مأخوذة من الجزم، والربط والشد بقوة
- العقيدة شرعاً هي حكم الذهن الذي إن طابق الواقع فيعرف بأنه العقيدة الصحيحة، لكن إن لم يطابق الواقع فيعرف بأنه العقيدة الباطلة.
- العقيدة الإسلامية تعرف بأنها:
- مجموعة من المبادئ والأسس المتعلقة بالله عز وجل، والأنبياء، وما أخبر الله سبحانه وتعالى الأنبياء به من الأمور الغيبية مثل البعث، والملائكة، واليوم الآخر، والكثير من الأمور التي قد أخبر الله عز وجل الرسل بها من خلال الوحي، ثم دعا الرسل الناس للإيمان الكامل به مع ترسيخ بطلان كل ما يخالفها.
مفهوم العقيدة الإسلامية
تشمل في طياتها:
- كل ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، وما أخبر به سبحانه عن نفسه من صفات، وذات، وأفعال
- الرسل الذين قد بعثهم الله سبحانه وتعالى للبشر برسالاته، وكل ما يتعلق بهؤلاء الرسل من صفات وما يمكنهم فعله، وما يستحيل عليهم
- كافة الأمور الغيبية التي لا يمكن أن يتم الوصول إلى التعرف عليها إلا بوحي من الله سبحانه وتعالى منزل على رسول من رسله، أو في كتاب من كتبه.
ويدخل ضمن هذه الأمور الغيبية:
أ- الملائكة يجب الإيمان بهم جميعا جملة، ونؤمن تفصيلا بمن علمنا علمه ومن علمنا اسمه
ب- الكتب يجب الإيمان بكل الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على رسله، فنؤمن بكل ما تنص عليه تفصيلا، قال الله سبحانه وتعالى ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورً ﴾ [النساء: 163]، وقوله ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ [المائدة: 44]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ﴾ [المائدة: 47]
ج- اليوم الآخر وهو يوم القيامة يجب الإيمان بما يتعلق بوقته، وكل ما يقع فيه من البعث بعد الموت، والحساب، والنشور، والجنة، والنار
د- الأخبار المتعلقة ببدء الخليقة
أهمية العقيدة في حياة الإنسان:
- البناء والأساس السليم للدين الإسلامي
- الدين الإسلامي عبارة عن بناء متكامل يشتمل على حياة المسلم منذ وقت ولادته، حتى مماته، وما يصبح عليه بعد موته ولقد بني هذا الدين على أساس متين يتمثل في العقيدة الإسلامية، قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].
- يعني الإسلام بالعقيدة ويوليها عناية كبيرة سواء من حيث وضوحها أو ثبوتها بالنصوص، أو آثارها في نفوس معتقديها.
- تعد ضرورة من ضروريات الحياة عند الإنسان فهي لا غنى له عنها، حيث يميل الإنسان بفطرته إلى اللجوء لقوة عليا يعتقد بأن لها سيطرة كاملة عليه وعلى كل المخلوقات حوله.
- يحقق هذا الاعتقاد الميل الفطري الخاص به في شأن التدين وأولى ما يحقق هذا الأمر هو الاعتقاد الصحيح الذي يتوافق بالكامل مع الفطرة واحترام عقل الإنسان، وهذا ما قد جاءت به العقيدة الإسلامية، فلقد قال الله سبحانه وتعالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]
- الإيمان والعقيدة الصحيحة من أعظم الأمور التي تُساعد الإنسان على البعد عن المعاصي والذنوب، حيث يدفع الإيمان بالله الإنسان إلى استشعار مراقبة الله له ممّا يؤدّي إلى البعد عن معصية الله، والتوبة السريعة في حالة ارتكاب ذنب
- لها أثرٌ على العلاقة بين أفراد الأمّة، حيث أنها تحمي من جعل ولاءه لله تعالى، ولرسوله، وللمؤمنين، وتدفعهم دفعا للتضامن، والتكافل، والشعور بالأخوّة الإيمانيّة، قال الله تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ)
- الأساس الذي يبني عليه الإنسان شئون حياته، حيث تعمل على بناء ثقة المسلم بنفسه، وتزرع في روحه التضحية بالنفس والمال، وتدفعه للعمل الجّاد، والجهاد في سبيل ما يؤمن به من مبادئ كما فعل السلف الصالح من انتصار على أعدائهم، وبناء حضارتهم.