الزمن هو سلسلة متصلة تفتقر إلى الأبعاد المكانية، الزمن له أهمية فلسفية، وهو أيضًا موضوع البحث الرياضي والعلمي، إنه مكون من نظام القياس المستخدم لتسلسل الأحداث، لمقارنة فترات الأحداث والفواصل بينهما، ولتحديد حركات الأشياء، لقد كان الزمن موضوعًا رئيسيًا للدين والفلسفة والعلوم، لكن تحديده بطريقة غير مثيرة للجدل، ينطبق على جميع مجالات الدراسة ظل بعيدًا عن أعظم العلماء، للمزيد تعرف على ما هو مفهوم الزمن .
ما هو مفهوم الزمن
يعرف الزمن بأنه، تقدم الأحداث بشكلٍ مستمر، وإلى ما لانهاية، بدءً من الماضي مروراً بالحاضر ووصولا إلى المستقبل، ربما يكون الوصول إلى تعريف معين للزمن، هو من أعصى التعريفات، حيث أن الزمن غالبا ما يتم الشعور به، أو يتم تخمينه، وبالتالي فهو يختلف باختلاف وجهة النظر التي ننظر بها، فتعريف الزمن من وجهة النظر الفلسفية، يختلف عن تعريفه من وجهة النظر الفيزيائية.
التعريف الفلسفي للزمن:
- يعود الكفاح لفهم الزمن والتعبير عنه، تاريخيا إلى القرن الخامس قبل الميلاد، عندما حاول الإغريق في العصر الحجري القديم، بالإعراب عن مرور الوقت في الفن الكهفي، في القرن الثامن قبل الميلاد، تصور هوميروس الزمن في أعماله العظيمة، اعتقدت معظم الحضارات القديمة أن الزمن كان دوريًا، لأن كل شيء من حولهم في الطبيعة أظهر نوعًا من التكرار، مثل صعود وهبوط المد والجزر في المحيطات والأنهار، وعودة الفصول، ولكن أعظم الجهود لدراسة وفهم وتحديد الزمن بدأ مع فلاسفة اليونان القديمة.
- في وقت لاحق، وصف أرسطو الزمن جسديا بأنه عدد أو مقياس الحركة، وبعد ذلك، تعامل القديس أغسطينوس في القرن الرابع مع الوقت بطريقة جديدة جدًا، من الناحية النفسية، كمنتج وهمي لعقولنا.
- بين الفلاسفة البارزين، هناك نظرتان متميزتان للزمن، أحد الآراء هو أن الزمن جزء من البنية الأساسية للكون، وهو بُعد تحدث فيه الأحداث بالتسلسل، يصبح السفر عبر الزمن، في طريقة العرض هذه، احتمالًا لأن “الأوقات” الأخرى لا تزال قائمة مثل إطارات شريط فيلم، تنتشر عبر الخط الزمني. اشترك إسحاق نيوتن في هذه النظرة الواقعية، وبالتالي يشار إليها أحيانًا باسم العصر النيوتوني.
- وجهة النظر المعارضة هي أن الزمن لا يشير إلى أي نوع من “الحاوية، ” التي تنتقل بها الأحداث والكائنات، ولا إلى أي كيان “يتدفق”، ولكنه بدلاً من ذلك جزء من بنية فكرية أساسية، ضمنها تسلسل البشر ومقارنة الأحداث، تقول النظرة الثانية هذه، وفقًا لتقليد غوتفريد لايبنز وإيمانويل كانت، إن الزمن ليس حدثًا ولا شيء، وبالتالي لا يمكن قياسه بنفسه ولا يمكن نقله.
التعريف الفيزيائي للزمن:
- منذ عصر نيوتن، وحتى إعادة التفسير العميق لآينشتاين، للمفاهيم المادية المرتبطة بالزمان والمكان، كان الزمن يعتبر “مطلقًا”، ويتدفق “بالتساوي” لجميع المراقبين، يعتمد علم الميكانيكا الكلاسيكية على هذه الفكرة النيوتونية للزمن.
- افترض أينشتاين، في نظريته النسبية الخاصة، ثبات ودقة سرعة الضوء لجميع المراقبين، لقد أظهر أن هذه الفرضية، بالإضافة إلى تعريف معقول لما يعنيه أن يكون حدثان متزامنين، تتطلب أن تظهر المسافات مضغوطة، وأن تظهر الفواصل الزمنية مطولة للأحداث، المرتبطة بالأشياء المتحركة ذات الصلة بمراقب بالقصور الذاتي.
- أوضح أينشتاين أنه إذا تم قياس الزمان والمكان باستخدام ظواهر كهرومغناطيسية، (مثل الضوء المرتد بين المرايا)، فعندئذٍ بسبب ثبات سرعة الضوء، يصبح الزمن والفضاء متشابكين رياضياً بطريقة معينة، (تسمى مساحة مينكوفسكي)، والتي بدورها تنتج في التحول لورنتز والتشابك، من جميع الكميات المادية المشتقة الهامة الأخرى (مثل الطاقة، والزخم، والكتلة، والقوة ، الخ) بطريقة معينة.
الفيزياء الحديثة:
في أواخر القرن التاسع عشر، واجه الفيزيائيون مشاكل مع الفهم الكلاسيكي للزمن، فيما يتعلق بسلوك الكهرباء والمغناطيسية، قام أينشتاين بحل هذه المشكلات، من خلال استدعاء طريقة لمزامنة الساعات باستخدام، السرعة الثابتة والمحدودة للضوء كأقصى سرعة للإشارة، وأدى ذلك مباشرة إلى النتيجة المتمثلة في أن المراقبين في الحركة بالنسبة لبعضهم البعض، سيقيسون الأوقات المنقضية المختلفة للحدث نفسه.
الزمن في نظرية النسبية:
الزمن هو وسيلة الطبيعة لمنع كل شيء من الحدوث مرة واحدة، هذا الاقتباس، المنسوب بشكل مختلف إلى أينشتاين، وجون أرشيبالد ويلر، وودي ألين، يقول إن الزمن هو ما يفصل بين السبب والنتيجة، أظهر أينشتاين أن الأشخاص الذين يسافرون بسرعات مختلفة، بينما يتفقون على السبب والنتيجة، سيقيسون الفواصل الزمنية المختلفة بين الأحداث، ويمكنهم حتى مراقبة ترتيب زمني مختلف، بين الأحداث غير المرتبطة بالسببية.
السفر عبر الزمن:
يعرف السفر عبر الزمن، بالمغادرة من مكان معين والوقت الذي يليه (من وجهة نظر المسافر)، بالوصول إلى نفس المكان في وقت سابق (من وجهة نظر المراقب المستقر)، تنشأ مفارقات السفر عبر الزمن من حقيقة أن المغادرة تحدث بعد الوصول وفقًا لأحد المراقبين، وقبل الوصول وفقًا لآخر.
في مصطلحات النسبية الخاصة، يشير السفر عبر الزمن إلى أن الترتيب الزمني للأحداث ليس ثابتًا، هذا ينتهك مفاهيمنا البديهية عن السببية، لكن الحدس ليس دليلًا معصومًا، لذلك يجب أن نكون حذرين.
المراجع
