يعد الحمل العنقودي أحد أشكال الحمل التي تحدث نتيجة عدة مضاعفات نادر حدوثها، ويطلق عليه الحمل الرحوي أو الرحى العدارية، وهو ينتج عن نمو غير طبيعي في الأرومة المغذية، مما يؤدي إلى تشكيل المشيمة في شكل غير طبيعي، للمزيد تعرف على ما هو الحمل العنقودي وما هي أنواعه وأعراضه وأسباب وطرق الوقاية منه .
– ما هو الحمل العنقودي:
١- أنواع الحمل العنقودي :
أول ما يجب معرفته للإجابة على سؤال ما هو الحمل العنقودي هي أنواعه، حيث أن هناك نوعين من هذا الحمل وهما :
- الحمل العنقودي الكامل: ويكون في هذه الحالة النسيج المشيمي بأكمله غير طبيعي ومتورما، كما انه يكون مكونا لتكيسات مليئة بالسوائل، ولا يوجد به نسيج مضغى .
- الحمل العنقودي الجزئي : ويكون في هذه الحالة النسيج المشيمي ينقسم إلى جزئين أحدهم طبيعي والأخر غير طبيعي، وتتواجد فيه أحيانا مضغى، ولكن في معظم الحالات لا يستطيع الجنين مواصلة تكوينه، وعادة ما يجهض هذا الحمل في مراحل المرض المبكرة، إلا في حالات نادرة .
٢- أعراض الحمل العنقودي:
تتعدد الأعراض التي توضح ما هو الحمل العنقودي وكيف اكتشاف هذا الحمل مبكرا لمعرفة كيفية التعامل معه .
ان أبرز أعراض هذا الحمل هو نزيفا مهبليا يتراوح لونه من الاحمر الفاتح إلى اللون البني الغامق، وعادة ما يحدث هذا في الشهور الأولى من الحمل.
القيء والغثيان من أعراض الحمل المتعارف عليها، ولكن في هذه الحالة فإنهما يشتدان بشكل غير المتعارف عليه ويكونان بكثرة ملحوظة .
يحدث أيضا ألم وضغط في منطقة الحوض، وفي بعض الحالات يحدث خروج لتكيسات تشبه حبات العنب من المهبل .
في بعض الحالات يحدث نمو رحمي سريع، ينعكس ذلك على شكل البطن الخارجي، بحيث يكون حجم البطن أكبر من مرحلة الحمل التي تمر بها الحامل .
في مراحل متقدمة من الحمل العنقودي يحدث ارتفاع في ضغط الدم، وزيادة البروتين في البول، وعادة ما يحدث ذلك في الاسبوع ال ٢٠ من الحمل .
هناك العديد من الأعراض الأخرى ولكنها لا تحدث دائما، من ابرزها تكيسات المبيض، نشاط الغدة الدرقية، وفقر الدم الحاد .
٣- أسباب الحمل العنقودي:
تتعدد أسباب الحمل العنقودي على حسب الحالة، حيث انه يختلف من حالة الحمل العنقودي الكلي او الجزئي.
بشكل عام يحدث الحمل العنقودي بسبب تخصيب بويضة بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى خلل في الكروموسمات سواء كان كامل ام جزئي .
في الحمل العنقودي الكامل يحدث ويتم تخصيب بويضة فارغة من الأم، مما ينتج عنه عدم وجود كروموسمات من الأم مقابل تضاعف في كروموسمات الأب .
اما في الحمل العنقودي الجزئي يتم تلقيح بويضة بأكثر من حيوان منوي، بحيث تكون كروموسمات الأم موجوده، ولكن تصبح كروموسمات الأب مضاعفة مما يؤدي لخلل بسبب إنتاج جينات أخرى من الأب .
٤- عوامل الخطر:
هناك مراحل بالغة الخطورة في الحمل العنقودي يجب التعرف عليها لتفادي اي مضاعفات يمكن أن تحدث نتيجتها .
ان عمر الأم يتحكم في تحديد مرحلة الخطورة، حيث أن الحمل العنقودي بعد عمر ال ٣٥ قد يؤثر على صحة الأم الحامل بشكل كبير .
في بعض الحالات وبعد حدوث الحمل العنقودي للمرة الأولى، يمكن أن يتكرر هذا الحمل مع السيدة، ولكنها من الحالات التي تحدث بنسبة ١%.
قد يسبب هذا الحمل بعد التخلص منه أنسجة تستمر في النمو ويطلق عليها ورم الأرومة المغذية الحملي، وهو ما يحدث بنسبة ٢٠% تقريبا .
نادرا ما يسبب هذا الحمل أحد الأورام الخبيثة، وهو ما يعرف بإسم سرطان المشيمة، وعادة ما يمكن ان يصيب اعضاء اخرى بالقرب من المنطقة .
٥- التشخيص :
ان معرفة التشخيص من أبرز المعلومات عن ما هو الحمل العنقودي التي تساعد في العلاج المبكر والوقاية من مراحل الخطر .
يتم تشخيص الحمل العنقودي بفحص الدم وفحص هرمون الحمل، بالاضافة الى فحص الموجات الصوتية للجهاز التناسلي .
يحدد الاصابة بالحمل الكامل ام الجزئي بعدة نتائج مختلفة، ففي الحمل العنقودي الكامل تكون النتائج:
- عدم ظهور الجنين على الأشعة.
- عدم وجود سائل حول الجنين .
- امتلاء الرحم بمشيمة كبيرة سميكة .
- تكيسات في المبيض .
اما في الحمل العنقودي الجزئي، فيظهر الجنين ولكنه لا ينمو، ويمكن أن يكون عدم وجود سائل حول الجنين من علامات الحمل الجزئي أيضا.
٦- العلاج :
ان العلاج من المراحل الهامة في الحمل العنقودي، ولذلك يجب أن يتم الاهتمام بمتابعة هذه المرحلة جيدا .
تختلف أساليب العلاج على حسب الحالة ودرجة الخطورة التي تصل إليها المرأة، ومن أبرز هذه الأساليب:
- توسيع وكحت الرحم : ان المرحلة الأولى في العلاج عادة تكون توسيع وكحت الرحم، حيث ان الطبيب يقوم بإزالة الأنسجة العنقودية والتخلص من الحمل بشكل كامل، وتتم هذه العملية بمنظار مهبلي، بتخدير موضعي أو كامل .
- استئصال الرحم : نادرا ما يحدث هذا الاجراء، ويكون بسبب حدوث ورم خبيث متزايد ومنتشر في الإصابة.
لا ينتهي العلاج بمجرد التخلص من الحمل والأنسجة، بل يستمر الطبيب يتابع حالة الرحم ونظافته الداخلية، ومدى تكون اي أورام وتكيسات، كما لا ينصح بحدوث حمل إلا بعد فترة ٦ أشهر على الاقل، وذلك بعد استشارة الطبيب أولًا .
المراجع :