العصف الذهني أو القدح الذهني هو أسلوب لحل المشاكل من مجموعة من الأفراد، للمزيد تعرف على ماهو العصف الذهني، وفوائده، وكيف يمكن العمل بهذا الأسلوب بالشكل الصحيح.
ماهو العصف الذهني
العصف الذهني هو طريقة لتوليد الأفكار لحل مشكلة ما، وعادة يتم هذا الأمر من قبل مجموعة من الأفراد، وتكمن قوة العصف الذهني في مساهمة المشاركين في تقريب الروابط بين أفكارهم في بيئة واحدة، بداية من التوسع في جميع الإتجاهات، ونهاية بالتقريب بينها للحصول على حل واحد أو حلول متفق عليه.
في العصف الذهني يستطيع الناس التفكير بحرية أكبر، ما ينتج عنه العديد من الأفكار والحلول الجديدة، وخلال الإجتماع يكون على المشاركين الإستماع إلى جميع الأفكار من دون نقدها أو رفض أي واحدة منها، وفي نهاية جلسة العصف الذهني يكون جميع المشاركين قد قاموا بتقييم كل الأفكار المطروحة.
العصف الذهني يساعد الأفراد في الخروج بافكار جديدة، أو مع أفكار سابقة لكنها محسنة، ويجعل من السهل بعدها توليد الأفكار الإبداعية، ويمكن إستخدام تقنيات العصف الذهني لتطوير منتجات وخدمات وعمليات جديدة في مكان العمل، أو يمكن تطبيقها لتطوير وتحسين الحياة الشخصية.
العصف الذهني المتقدم والتقليدي
العصف الذهني التقليدي يكمن في إجتماع مجموعة من الناس في غرفة واحدة، ويتبادلون الأفكار والحلول، ويكون كل واحد من أفراد المجموعة قادر على التصريح بأفكاره دون الشعور بالإحراج أو الخوف، لسماع أكبر عدد ممكن من الأفكار لتحليلها في وقت لاحق، ومن بين هذه الأفكار، ستكون هناك بعض الأفكار القيمة.
العصف الذهني المتقدم هو إمتداد للعصف الذهني القليدي، لكن بإستخدام تقنيات أفضل وأكثر حداثة، على سبيل المثال، يجتمع المشاركون على شاشة الحسوب المرتبطة مع جهاز التحكم المركزي، ويمكن إستخدام التقنيات المتطورة مثل برامج الحاسوب لشرح أفضل للحلول والأفكار،
فوائد العصف الذهني
غالبا ما يتم الإشارة إلى العصف الذهني على أنها أفضل وسيلة للتوصل للأفكار الجديدة والحلول المناسبة للمشاكل، فهذه الطريقة توفر بيئة حرة ومفتوحة تشجع الجميع على المشاركة، وترحيب بجميع الأفكار والبناء عليها، ويتم خلالها تشجيع جميع المشاركين على المساهمة، وفي نفس الوقت مساعدتهم على تطوير الحلول الإبداعية.
في حين أن العصف الذهني يمكن أن يكون أكثر فاعلية من جميع الوسائل الأخرى، إلا أنه من المهم أن يتم التعامل مع العصف الذهني بالعقل والإنفتاح، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يكون للعصف الذهني أثار مدمرة على المجموعة، خاصة عند تصادم الأفكار مع بعضها بشكل غير ودي، ما ينتج عنه إنخفاض في نوعية الأفكار، وتأثرا في معنويات المشاركين.
كيف يتم العصف الذهني
في العادة يتم اجراء العصف الذهني في غرفة بها لوحة حيث يمكن للمشاركين كتابة أفكارهم، وبالرغم من أن العصف الذهني يمكن أن يتم من دون قيود، إلا أن النجاح الأكبر سيكون من خلال مراعاة بعض القواعد :
- الإمتناع عن التحكم. ما يميز العصف الذهني هي الحرية في طرح جميع الأفكار، لهذا من الجيد والمهم عدم إعتراض الأفكار، سواء بالكلمات أو عن باستخدام لغة الجسد.
- البناء على أفكار الآخرين. لا يمكن أن تكون جميع الأفكار مناسبة، لكن البعض منها يكون كذلك، لهذا من الجيد البناء عليها وتصحيح بعض أجزائها لطرح فكرة أكثر تكاملا.
- التوضيح أكثر. من أجل إيصال الفكرة للأخرين، يجب التركيز على أن تكون الفكرة أكثر مرونة، واستخدام كل الوسائل الممكنة لشرحها للزملاء.
- التركيز على المشكلة. يجب على الأعضاء التعامل مع الهدف أو السؤال الموجه أو المشكلة بشكل واضح، وعدم الإبتعاد عن الموضوع.
- الإحترام. للتوصل إلى نتائج ملموسة، من المهم جدا إحترام جميع الأفكار، وحتى عند طرح أفكار معارضة لها، لا تحاول السخرية منها.
- تحديد مدة زمنية. المدة تكون بحسب تعقيد المشكلة، وعادة قد تستمر من 15 إلى 60 دقيقة، وربما أكثر من ذلك.
قيادة العصف الذهني
الشخص الذي يعمل على قيادة العصف الذهني يكون الفرد الأكثر أهمية في الجلسة، والمهارات التي يتمتع بها تعد العامل الحاسم، ومن الأمور التي يتعين عليه القيام بها هي تشجيع الجميع، ففي العادة يكون الإنطوائيون هادئين بينما يهيمن المنفتحون، لهذا يجب عليه إعطاء الوقت للكل وتشجيع الإنطوائيون على الإدلاء بأفكارهم بعيدا عن القمع.
هناك خطر أخر يتمثل في ترك الفريق يخرج عن الموضوع، أو أن يعمل على حل مشاكل أخرى، لهذا فإن القائد دائما ما عليه التركيز على التمسك بالمشكلة ذات الصلة بالجلسة، وتذكير المشاركين بإستمرار عند الخروج عن الموضوع بأي شكل، والأهم من ذلك، التعامل الذكي مع من يقوم بالخروج عن موضوع الجلسة.