الديب ويب هو شبكة الإنترنت العميقة التي لا يُمكن أن تظهر في بحث غوغل، ومع أنَّ هذا تعريف غير واضح جدًّا، إلّا أنّه يُبعد الديب ويب عن الهاوية الشّريرة للنّشاط غير القانونيّ والمُقلق، الذي يُسمّى الإنترنت المظلم، مع أنَّ غالبيّة النّاس يخلطون بين المصطلحين، وفي الواقع جميع القصص المرعبة تحدُث على الشّبكة المظلمة Dark Web، وليس على الديب ويب وهي تُشكِّل فقط 0.01٪ منها، وتتحدّث المقالة التّالية عن ماهو الديب ويب بالتّفصيل:
تعريف الديب ويب
يُعرَف الديب ويب بأنّه المُحتوى المُستَخدَم يوميًّا، ولكنَّه لا يظهر في نتائج بحث غوغل (الشّبكة السّطحيّة)، مثل حساب البريد الإلكترونيّ الشّخصيّ، أو حسابات الوسائط الاجتماعيّة، أو حساب الخدمات المصرفيّة عبر الإنترنت، أو صفحات بوابة العلامة التّجاريّة، أو قاعدة البيانات الخاصّة للشّركة.
يتمثّل الاختلاف الوحيد بين شبكة الويب السّطحيّة والديب ويب بأنَّ هناك طبقة أمنيّة رقيقة، تمنع جميع النّاس من الوصول إلى المحتوى على شبكة الإنترنت العميقة، ويوجد أكثر من 96٪ من المحتوى عبر الإنترنت على الديب ويب وهي الصّفحات التي لا يصل إليها أحد إلّا عن طريق المصادقة على اسم المُستَخدِم وكلمة السّرِّ، مثل بوابة الخدمات المصرفيّة عبر الإنترنت.
لماذا الديب ويب موجود؟
بعد معرفة ماهو الديب ويب من المفيد معرفة سبب إنشاءه، والسّبب الرّئيسيّ لذلك هو أنّه يجب أن يكون لدى بعض الأشخاص فقط حقّ الوصول إلى هذه المعلومات وليس الجميع، ومع ذلك لا تخلو الشّبكة العميقة من الأخطاء، ومن أجل هذا لا تقوم مواقع الويب بفهرسة الصّفحات المحميّة من قِبَل المصادقة للعثور عليها في جوجل لسبب وجيه، أمّا الويب المظلم، فهو الشّظيّة الصّغيرة من الدّيب ويب فقط، وهو الجزء الأكثر خطورة.
سوء فهم الديب ويب
يُساء فِهم الديب ويب كثيرًا؛ لأنّها ترتبط بالخطأ بالنّشاط غير القانونيّ للشّبكة المظلمة طوال الوقت، وتسمّى أيضًا الويب غير المرئيّة أو المخفيّة، ممّا يزيد من تحريف استخداماتها العاديّة كثيرًا، وفي الواقع الديب ويب ليست سوقًا للعقاقير والعناصر غير القانونيّة الأخرى، مثل الاتّجار بالبشر أو الأسلحة، بل هي مهمّة للغاية لحماية المعلومات الشّخصيّة والخصوصيّة، وضروريّة للحياة اليوميّة.
حجم الديب ويب
الشّبكة العميقة هائلة مقارنةً بالويب السّطحيّ، وتحتوي شبكة الويب اليوم على أكثر من 555 مليون نطاق مسجّل، يمكن أن يحتوي كلّ نطاق من هذه النّطاقات على عشرات أو مئات أو حتّى آلاف الصّفحات الفرعيّة، التي لم يُفهرَس الكثير منها، وبالتّالي تندرج ضمن فئة الويب العميقة.
على الرّغم من عدم معرفة العدد على وجه اليقين، إلّا أنّ الشبكة العميقة قد تكون أكبر بحوالي 400 أو 500 مرّة من الشّبكة السّطحيّة، وكلا الشّبكتين في نموٌّ يوميٍّ مستمرٍّ.
حماية المعلومات على الديب ويب
نظرًا لأنّ المعلومات الشّخصيّة تُعدُّ سلعة دسمة لسرقتها، يجب أن تكون محميّة جيّدًا لئلّا تقع في أيدي مُستخدمي الويب المظلم، ومن النّصائح لحماية المعلومات ما يلي:
- تمكين المصادقة على جميع الحسابات عبر الإنترنت حتّى وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فبالإضافة إلى إدخال كلمة المرور، من الأفضل إرسال رمز إلى الهاتف أو البريد الإلكترونيّ.
- مراقبة الحسابات باستمرار وإعداد تنبيهات لأيّ استفسار أو حسابات جديدة.
- استخدام كلمات مرور قويّة، وتغييرها كلَّ شهر أو 90 يومًا، واستخدام كلمة مرور مختلفة لكلِّ حساب.
بماذا يختلف الإنترنت المظلم عن الديب ويب؟
بعد معرفة ماهو الديب ويب بالتّفصيل، من الجيّد التّميّز بينه وبين الويب المظلم، وقد كان الغرض من الشبكة العميقة في الأساس توفير مكان مجهول للتّعبير الحرِّ للأشخاص في البلدان التي تعاني من الاضّطهاد والرّقابة والتّرهيب، وذلك عن طريق تشتيت عناوين IP؛ إذ يكون من المستحيل معرفة مكان إنشاء كلمة المرور، مثلما تفعل أفضل شبكات VPN (شبكة خاصّة افتراضيّة)، وكانت بداية الفكرة على يد علماء الرّياضيّات في مختبر البحوث البحريّة، وأصبحت تُعرَف باسمِ تور (Tor) أو البصل، منذ عام 1997.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتّى انحدَرَت الشّبكة إلى المناطق المظلمة، ومن المثل الأعلى للحرّيّة من خلال إخفاء الهويّة، وأصبحَت مكانًا للمجرمين والأغراض غير المشروعة، وقدَّرت إحدى الدّراسات أنّ أكثر من نصف مواقع Tor التي يزيد عددها عن 5000 موقع تورطّت في أنشطة غير قانونيّة.
كيف يُمكن الوصول إلى الويب المظلم؟
لا يمكن الدّخول إلى شبكة الويب المظلمة من متصفّح ويب قياسيّ مثل جوجل كروم، أو سفاري، بل يجب استخدام متصفّح تور، الذي يعمل على إخفاء هويّة المستخدمين وموقعهم ونقل بياناتهم، لذلك يميل النّشاط الإجراميّ للانتشار كثيرًا على الويب المظلم، ومن المستحيل عمليًّا تتبّع أيٍّ من هؤلاء المجرمين أو أنشطتهم.
على الرّغم من أنّه يكاد يكون من المستحيل على أجهزة القانون القبض على هؤلاء المجرمين، إلّا أنّ إخفاء الهويّة على الويب المظلم ما زال مفيدًا بالفعل لمستخدميها الأخلاقيين، مثل النّشطاء السّياسيين والصّحفيين، الذين يعيشون في دول تفرِض رقابة على الإنترنت.
المراجع
