في عالم المال والأعمال يتردد مصطلح عجز الموازنة كثيرا، وحدوثه في أي دولة يمكن أن يعرضها لخسائر فادحة، ورغم أهميته إلا أن الكثير من الأشخاص لا يعرفون ماهو عجز الموازنة ، لذلك نوضح في هذا المقال مفهومه وأسبابه وبعض المعلومات الأخرى حوله.
ماهو عجز الموازنة
تجاوز النفقات الإيرادات، أي أن يكون الإنفاق أكثر من الدخل، ويشير إلى الحالة المالية للدولة، وينطبق المصطلح على الحكومات أو الدول، على الرغم أن الأفراد والشركات والمؤسسات الأخرى يمكن أن تتعرض لعجز في الموازنة.
يحدث عجز الموازنة عندما يزيد الإنفاق الفردي أو التجاري أو الحكومي عن الإنفاق المتاح من الإيرادات المتاحة لدفع النفقات، على مدى فترة زمنية محددة، أما الدين فهو القيمة الإجمالية للعجز المتراكم مع مرور الوقت.
يجب سد العجز، وإذا لم يتم ذلك، فإنه يخلق الديون، وكل عام يضيف إلى الدين، ومع نمو الدين يزيد العجز بطريقتين، هما:
- يجب دفع الفائدة على الدين كل عام، هذا يزيد من الإنفاق مع عدم توفير أي فوائد.
- مستويات الديون العالية يمكن أن تجعل زيادة الموارد المالية أكثر صعوبة، ويشعر الدائنون بالقلق من قدرة المقترض على سداد الديون، لذلك يطلبون أسعار فائدة أعلى لتوفير عائد أكبر على هذا الخطر العالي، وهذا يزيد من العجز في كل عام.
فائض الموازنة عكس عجز الموازنة، يحدث عندما يكون الإنفاق أقل من الدخل، ويسمح بتحقيق مدخرات، أما الموازنة المتوازنة هي تساوي العائدات مع الإنفاق.
تفسير عجز الموازنة
في الحالات التي يتم فيها تحديد عجز الموازنة، تتجاوز النفقات الحالية مقدار الإيرادات التي يتم تلقيها من خلال العمليات القياسية، وقد تحتاج الدولة التي ترغب في تصحيح عجز موازنتها إلى خفض نفقات معينة، أو زيادة الأنشطة المدرة للدخل، أو توظيف مزيج من الاثنين.
الأسباب
أسباب العجز في الموازنة بسيطة لكنها معقدة، هو يحدث في الغالب عندما تنفق الحكومة أكثر مما تجمعه في الضرائب، وقد يؤدي تخفيض معدلات الضرائب أيضا إلى حدوث عجز، إذا لم يتم خفض الإنفاق ليتماشى مع الانخفاض في الإيرادات.
نبذة تاريخية
في أوائل القرن العشرين، كان هناك عدد قليل من الدول الصناعية التي تعاني من عجز مالي كبير، إلا أن العجز في الحرب العالمية الأولى زاد مع اقتراض الحكومات للاحتياطيات المالية بشكل كبير، بهدف تمويل الحرب.
استمرت حالات العجز هذه في زمن الحرب حتى الستينيات والسبعينيات عندما انخفضت معدلات النمو الاقتصادي العالمي.
خطر عجز الموازنة
معرفة مدى الخطورة يسهم بشكل أو بأخر في توضيح ماهو عجز الموازنة ، وهى تتمثل في:
- التضخم هو أحد الأخطار الرئيسية لعجز الموازنة وهو الزيادة المستمرة في مستويات الأسعار.
- في النهاية، سوف يحدث ركود، وهو ما يمثل انخفاضا في النشاط الاقتصادي الذي يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.
- يمكن أن يؤدي استمرار العجز في الميزانية إلى سياسات نقدية تضخمية، عاما بعد عام.
استراتيجيات للحد من العجز
يمكن للبلدان مواجهة عجز الموازنة عن طريق:
- تشجيع النمو الاقتصادي من خلال السياسات المالية، مثل خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الضرائب.
- طباعة عملة إضافية لتغطية مدفوعات الديون المصدرة للأوراق المالية، مثل سندات الخزانة، ورغم أن ذلك يوفر آلية لتسديد الديون، إلا أنه ينطوي على خطر تخفيض قيمة عملة البلاد، ما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
أما على مستوى الأفراد، يمكن مواجهته، من خلال:
- الحصول على زيادة أو العثور على وظيفة أفضل أو العمل في وظيفتين.
- بدء عمل تجاري خاص، أو تأجير العقارات.
- التخلص من الأشياء غير الضرورية، مثل الاشتراكات الشهرية التي يمكن الاستغناء عنها.
مثال حقيقي لتوضيح ماهو عجز الموازنة
قد يحدث هذا العجز، استجابة لبعض الأحداث والسياسات غير المتوقعة، على سبيل المثال، ساهم الإنفاق الدفاعي المتزايد بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة في عجز الموازنة.
الحرب في أفغانستان كلفت ما يقدر بنحو 30 مليار دولار، والإنفاق اللاحق في العراق كلف 50 مليار دولار في السنة المالية 2003.
في نهاية فترة ولاية جورج دبليو بوش الرئاسية في عام 2009، بلغ إجمالي المبلغ المنفق 864.82 مليار دولار، هذا المبلغ، بالإضافة إلى التكاليف المتراكمة خلال الفترة الرئاسية من 2009 إلى 2017، زاد العجز إلى 1.4 تريليون دولار تقريبا بحلول عام 2009.