الضمير عبارة عن نداء النفس للعقل يحفزنا على العمل على المستوى الأخلاقي، أو على الأقل وفقًا لقيمنا، للمزيد تعرف على ما هو مفهوم الضمير.
الضمير
- يمكننا القول أن “الضمير” هو درجة النزاهة والأمانة لكل إنسان لأنه يراقب، ويحدد نوعية أفعال الشخص الذي يتصرف بـ “ضمير واضح” والذي يتمتع بالسلام الداخلي وهي ميزة رائعة، وشعور يخفف من الآثار الفسيولوجية الضارة التي يمر بها الجميع في أوقات الشدة.
- الضمير هو “أعلى سلطة” للنفس، ويُقَيِم المعلومات لتحديد نوعية الفعل المُقدم عليه سواء كان الخير أو الشر، عدل أو ظلم، وبالتالي يحتل الضمير مرتبة أعلى من الوعي.
- وأيضا يتمتع بالقدرة والسُلطة على تقرير كيفية استخدام المعلومات، والتصرف في المواقف، سواء من أجل الخير أومن أجل الشر، ومع ذلك، فإن الضمير عادةً ما يتأثر ويعدل في قراراته عن طريق الغرائز الطبيعية للإنسان التي تدفعه من أجل “البقاء” و”الإدامة”.
تعريف الضمير
هناك العديد من التعريفات المختلفة والمتنوعة عن”الضمير”، الديني والفلسفي والعلمي والقانوني والمجتمعي:
- الديني:الضمير يكون من النفس باستشعار مراقبة الله لها، والأخلاق في كُل الأديان هي التي تُقوم الضمير وتأتي من عقل مستنير ومن الله، وتختلف الأديان فيما إذا كان الضمير يعتبر أساسا كاللكمات، أو كفضيلة يجب أن تزرع .
- فلسفي: كتب العديد من الفلاسفة أن الضمير الأخلاقي الحقيقي يتطلب ممارسة العقل وليست المشاعر؛ وزعم آخرون أنه حدس بالحقيقة الأخلاقية الموضعية، والفلاسفة كانوا في مرحلة ما قبل الحداثة يميلون إلى الإيمان بأخلاق طبيعية وموضوعية تُعلم الضمير، وهو أشبه بغريزة أخلاقية حقيقية، أما فالفلاسفة المعاصرين يميلون إلى إدراك النسبية الثقافية والفردية للأخلاق، والعديد من الحجج الحالية القائمة على النظريات العلمية حول العقل، والتطور، والمجتمع.
- علمي: الضمير بشكل علمي مثل النظريات في علم النفس التطوري، والعلوم المعرفية، وأيضاعلم الاجتماع.
- قانوني: المجتمع يعترف بـ “بحرية الضمير”، بمعنى أننا نكون أحرار في أن نطيع ضمائرنا وذلك في حدود ما لم نضر، وإذا ما تعدى الوضع حدوده فقد يصل بنا إلى العديد من القضايا، ونضع في الاعتبار أننا لا نتبنى فلسفة ضمير واضحة أو موحدة ، وهذا من شأنه أن يثير قضايا قانونية وسياسية واجتماعية.
- المجتمع: فكرتنا اليومية كمجتمع عن الضمير مثيرة فلسفيا، فنعتبر أن الضمير جزءًا منّا يعارض الأعمال التي نعتبرها نحن أنفسنا غير أخلاقية وغير لائقة مجتمعيا، ولكن هذا يجعلنا في خطر على أي حال، ويبدو الأمر متناقضاً بعض الشيء.
رؤية مجتمعية عن الضمير
- يرى العديد من الناس أن الضمير مستنير بالأخلاق الموضوعية، سواء كانت من مصادر إلهية أو متعالية أو طبيعية، وحتى في مجتمعنا، حيث أننا نعترف ظاهريا بالنسبية الثقافية، والشخصية فالأخلاق والوجدان يمنحان الشخص مكانة خاصة في المجتمع.
- تحمي القوانين حقوق الأطباء وغيرهم في عدم انتهاك ضمائرهم، وعلى سبيل المثال”الإجهاض” بأي معنى ينتهك الإجهاض ضمير الطبيب الملتزم، وهل الضمير قابل للعقل والنقاش العام، أم أنه مناشدات الضمير المبنية في النهاية على الإحساس والأخلاق الخاصة، وعلى هذا فإن الضمير خاص وغير موضوعي، وقريب ثقافيا، ولكنه يحمل ثِقَلاً قانونياً وسياسيا.
- يوجد آخرين يزعموا أن هذا الحدس للضمير يكون بالعقل، وهي تجربة خاصة، وشكل من أشكال المعرفة الذاتية؛ فمن الضمير نستطيع أن نتعلم القيم الخاصة،ونتعلم الأخلاق الخاصة بنا مجتمعيا.
بشكل عام إن التفكير في الضمير يتميز بالتنوع والتعقيد ايضا، والذي يجعلنا لا نرى الانسان الكامل، ولا يوجد علاج شامل له، وهذه مفارقة أخرى حول الضمير؛ فنحن نعرفه بشكل أكثر حميمية في داخلنا، ولكن لا يوجد إجماع حول مصدر الضمير، سواء كان العقل أو المشاعر، ومدى الواجب احترامه.