يعرف التراث الثقافي بأنه مصطلح لأساليب الحياة المختلفة في المجتمع والتي تتناقلها الأجيال عبر العصور، بما في ذلك من العادات والأماكن والأخلاق والأساليب الفنية، وغالبًا ما يعبر عن ما هو مفهوم التراث الثقافي باعتباره إما تراثًا ثقافيًا معنويًا أو تراثًا ملموسًا كشيء أساسي من النشاط الإنساني، والتراث الثقافي يتكون نتيجة معايشة لحياة المجتمع من الأخلاق والمبادئ والعبادات وأساليب الحياة المتبعة في المعيشة.
ما هو التراث الثقافي
يحتوي على الآثار التي تشكل العصور السابقة في الماضي القريب، والتراث الثقافي هو مفهوم واسع يشمل جوانب الحياة جميعها، ويمكننا ملاحظة التراث الثقافي في:
- المعمار: (المباني، شكل المكان، بقايا أثار)
- الطبيعة: (الريف ومناظره الطبيعية والأماكن الساحلية والشواطئ والعادات الزراعية)
- الأعمال اليدوية: (الصور الفوتوغرافية والفسيفساء والكتب والمخطوطات والوثائق وفن النحت والأدوات والإبداع البشري وجميع ما يدل عليه)
ووراء كل تعريفات التراث الثقافي قوة دافعة وهي: التراث المادي وغير المادي يتضمن فئات جديدة اليوم ونجد أن التراث لا يظهر فقط من خلال أشياء ملموسة، مثل: المشغولات اليدوية، والمباني والمناظر الطبيعية، ولكن يظهر أيضًا من خلال أشياء معنوية مثل: اللغة والأخلاق والمبادئ والعادات والتاريخ والقصص المحكي والطقوس الخاصة.
وفي المجتمع يتم ملاحظة ذلك من خلال الأكل وطريقة الطهي، والزي الذي يرتديه غالب الناس، وأشكال البيوت، والمهارات والأعمال التقليدية، والمناسبات الدينية، والفنون التمثيلية، ورواية الحكايات.
العلاقة بين التراث المادي وغير المادي
تربطهم علاقة وثيقة من خلال مشاريع خاصة بالحفظ والتي تهدف للحفاظ على كلًّا من التراثين، وليست كل ما تركه لنا السابقون هو “تراث” بل التراث هو نتيجة للاختيار من المجتمع والجيل الموجود به.
يُعرف الحفاظ على التراث من الماضي للحاضر بالحفظ على الموروثات التاريخية، التي تنشر لها المتاحف الثقافية والتاريخية ومراكز الثقافة. والتراث المحفوظ أساس للترويج للسياحة في كل العالم، وهو أحد العوامل الرئيسية في الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
والأشياء الحية جزء من دراسة تاريخ البشرية لأنها تعطينا أفكارًا ملحوظة للتراث في الماضي، ويدل الحفاظ على التراث الملموس للاعتراف بضرورة التاريخ والأشياء التي تروي لنا عنه والأشياء المحفوظة توضح لنا صحة الحكايات.
والعثور على الآثار المختلفة يوضح لنا شيء من تراث العصور الماضية بدقة أكثر تاريخيًا، ومما يلفت انتباه عامة الناس هي الآثار الملموسة وهذا للأسف يكون خطرًا على الآثار حيث يلحقها الضرر على أيدي زائريها حيث لابد من عرضها بطرق خاصة وما يصحب ذلك من إلقاء الضوء عليها، ويبين ذلك القطع الأثرية التي تكون دائمًا في حالة تحول كيميائي، ولذلك فإن ما يجب أن نحافظ عليه يتغير بالفعل ولا يعود أبدًا كما كان في السابق، وكما يتغير التراث الملموس تتغير القيم والمبادئ من الماضر للحاضر كما تتغير الأماكن الأثرية التي تربطنا بالعصور السابقة.
حماية التراث
عندما يتوجب علينا حماية التراث لأسباب ثقافية وسياسية واجتماعية وتاريخية، وينبغي التعاون والتضافر للحفاظ عليه، ولكن ذلك غالبًا قد يتحول لصراع بين كثير من الجهات للمشاركة واكتساب الشرعية للحفاظ عليه وما يصحب ذلك من امتيازات للجهة المختصة بذلك.
لقد أعطت بعض الحضارات مثل: الحضارة الهندية، الأهمية البالغة للحفاظ على العادات والموروثات القديمة ومظاهر الحياة للحفاظ على تراثها، وحجتها لذلك أن المجتمع والعلم الحديث والتكنولوجيا تحتاج للتراث كملهم لهم، وبالغة الحديثة يمكن أن نقول: إن الهنود السابقين اجتماعيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا تركوا ما لم يستهلك بل تم تسليمه وفي بعض الأوقات تنميته جيلًا بعد جيل وكان ذلك ضروريًا في حياتهم.
وما يعتبره جيل في زمن واحد “تراث” قد يرفضه جيلًا أخر يليه، ثم يتم اعتباره مرةً أخرى في جيل لاحق كتراث ثقافي، وذلك لاختلاف الفكر على مر العصور
من أمثلة التراث غير المادي
من التراث الذي نشاهده مجموعة رائعة من العادات والموسيقى والرقصات مثل التانغو والفلامنكو والمواكب المقدسة والكرنفالات والصقور وثقافة المقاهي الفيينية والسجاد الأذربيجاني وتقاليده في النسيج ودمى الظل الصينية ونظام الدمى الصيني والحنجرة الفيدية مسرح كابوكي، الغناء المجسم لآكا وسط أفريقيا (على سبيل المثال لا الحصر).
وتشارك جميع الشعوب في ثقافة هذا العالم؛ ولهذا ينبغي علينا احترام وحماية التراث الثقافي، وذلك بوضع القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية. وتجريم الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية والثقافية ، وسرقة المواقع الأثرية ، وتغيير المباني والمعالم التاريخية مما يلحق الضرر لأي تراث ثقافي ولا يمكن إصلاحه في أي بلد.
وقد اتخذت اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، التي وضعت اللبنة الأولى لها في عام 1954م، اتفاقيات دولية بشأن حماية التراث الثقافي، لخلق جو من التفاهم بين الثقافات مع التأكيد على أهمية التعاون بين الدول والشعوب.