تجيب العلوم السياسية عن سؤال ما هو مفهوم الثورة أنها التغيير السياسي المفاجئ الناتج عن سخط الشعب من الحكومة أو النظام السياسي المتبع في دولة ما بسبب الاضطهاد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي مطالبين بتغيير الأوضاع السياسية أو الاقتصادية التي باتت تشكل عبء ثقيل على كاهل سكان هذه الدولة،للمزيد تعرف على ما مفهوم الثورة .
أنواع الثورات السياسية
قام الفيلسوف اليوناني أرسطو بتقسيم مفهوم الثورة إلى نوعين وهما:
- المطالبة بتغيير الدستور كاملًا إلى دستور آخر جديد.
- المطالبة بتعديل مواد محددة في الدستور التي يمثل التقاعس عن تعديلها أو تغييرها هو السبب الرئيسي في اندلاع الثورة.
حيث تؤثر الثورة في تاريخ الأمم والشعوب، وتختلف باختلاف المدة الزمنية التي قامت بها أو الأساليب المتبعة لقيام بها، بالتالي فإن تأثير الثورات العالمية ينعكس على الفكر السياسي والاقتصادي والثقافي بالإضافة إلى تغير المؤسسات الاجتماعية وفي الغالب تستجيب الحكومات إلى رغبات المواطنين لتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية.
أبرز الثورات التي حدثت خلال القرون الماضية
من خلال معرفة ما هو مفهوم الثورة، والتي عرفتها الإنسانية من قديم الأزل وعلى مر العصور، كان لثورات العالم أثر كبير منها احتلال شعوب أو تحرير أرض أو إنشاء دولة، وهذه أبرز الثورات التي عرفتها البشرية في القرون الماضية:
- الحرب الثورية الأمريكية التي كانت السبب في إنشاء دولة الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1775 إلى 1783م.
- الثورة الصينية عام 1940م.
- الثورة الأوروبية عام 1989.
- الثورة الروسية عام 1917.
- الثورة الفرنسية منذ عام 1789 إلى 1799.
قوة البرلمان في دعم الثورة
- يقول ماركس وإنجلز أن فكرة تنقل السلطة من يد إلى أخرى بطريقة سلمية دون حدوث تغيرات جذرية في المجتمع لا يعد ثورة، حيث تقوم فكرة الثورات على تحرير الطبقة العاملة التي تمثل الفئة العظمى من المجتمع من قيد رأسمالية أصحاب النفوذ والسلطات المتحكمين في مصير البلاد اجتماعيًا وثقافيًا.
- الطبقة العاملة أو ما يطلق عليها سياسيًا ( البروليتاريا) لا يمكنها تغيير وضعها تغييرًا جذريًا دون إبادة الهيكل الرأسمالي المكون لسلطات البلاد، فقد سئمنا من الحلول المؤقتة المطروحة في أروقة البرلمان، ففي الغالب يكون البرلمان وسياسات البلاد عبارة عن فخ تقع في شباكه الطبقة العاملة.
- البرلمان له سلطة قوية في التصدي لبطش الحكومات، والاستمرار في جعله الواجهة الغير مرئية لاستمرار أعمال الظلم والتخريب في البلاد هو مجرد عبث وأسلوب سياسي انتهى عصره منذ زمن، فإن نقل السلطة بطريقة سلمية لإصلاح الأوضاع ما هو إلا خداع فلسفي للعمال، فقط وحدها الإطاحة بالبرجوازية (الطبقة الرأسمالية) هي الطريقة المثلى للقضاء على فساد الدولة وتحريرها من قمع واستعباد الطبقة الكادحة.
- وقد أدت عملية تحول المجتمع عقب ثورات العالم التي حدثت في القرن الماضي إلى تحلل المجتمع من أعلى إلى أسفل، حيث ظهرت قوى جديدة وهي (بروليتاريون) الذين ساهموا في إيصال الرأسمالية إلى ذروتها بينما تنتظر طبقات العالم الأخرى التغيير، بالتالي فإن الثورة هي أمر حتمي لا فرار منه.
مصادر الثورة
- يقول ماركس الفيلسوف الألماني والخبير في علم الاجتماع بأن التناقض أو الصراع على السلطة هو مصدر الثورة، فالاختلاف بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج هو العامل الرئيسي لاندلاع الثورة، فلا يمكن التوفيق بين سطوة الطبقة الرأسمالية واحتياج الطبقة العاملة مما يؤكد ذلك أن الثورة أمر حتمي.
- وللخروج من هذه الأزمة وبحث سبل جديدة لتطوير الفكر السياسي والاجتماعي في بلاد العالم لابد من تطوير خطة الإنتاج، فهي الحل الوحيد لتأسيس حياة جديدة للمجتمعات.
- ويرى ماركس أن التناقض بين الطبقتين الرأسمالية والعاملة يترتب عليه تضئيل قوة الطبقة الحاكمة وزيادة وعي وإدراك الطبقة العاملة، بالتالي فإن بؤس الطبقة العاملة يزيد مع نمو معدلات رأس المال في ضوء احتياجات الطبقة العاملة، مما يحول العمال في ذلك الوقت إلى مجرد آلة مجردة تمامًا من المشاعر الإنسانية.
- وقد ناقش ماركس في كتاب ” النضال الطبقي” فكرة أن الثورة ليست قيد طلب الجماهير العريضة من العمال، فهو يقول أن الطبقات العاملة لا تنتظر من حكامها أو حكوماتها أن تستجيب إلى متطلباتهم على هيئة معجزات، فهم لا يملكون حلول جذرية واقعية لتحقيق المساواة بين الناس، وحتى يتمكنوا من تحرير أنفسهم من قيود الرأسمالية في ضوء الوكالات الاقتصادية عليهم اجتياز جيوش من الصراعات طويلة المدى التي من الممكن أن تؤتي ثمار التغيير في المستقبل، بالتالي فإن الثورة هي الحل الأمثل لحل الصراع المستديم بين الطبقة الحاكمة المستبدة والطبقة العاملة المستغلة، وكانت تلك إجابة ما هو مفهوم الثورة.