ما هو مفهوم العلمانية

العلمانية أو الدنيوية هو مبدأ سياسي يرتكز على فصل الحكومة أو الدولة عن الدين، ورفضه وإستبعاده بالكامل من التأثير عن قراراتها، وعند التعرف على ما هو مفهوم العلمانية نتعرف أكثر عن هذا المفهوم، وعن الأنواع الرئيسية الثلاثة للعلمانية.

ما هو مفهوم العلمانية

العلمانية تشير إلى مبدأ يعمل على فصل الدين عن الدولة، وفي نفس الوقت لا يعد معارضة للدين أو نشرا للإلحاد في المجتمع، وإنما فقط يعمل على كبح تأثيره على السلطة، وعادة ما يكون المجتمع العلماني مكون من أشخاص لا يمارسون الطقوس الدينية، لكنه لا ينطبق على الجميع.

عند الحديث عن العلمانية كحركة، فإننا نتحدث عن حركة تعمل على إبقاء الأفكار والأيديولوجية الدينية خارج الحكومة، وبحسب العلمانية، فإنها لا تهدف إلى نشر الإلحاد، ولكنها تهدف إلى نشر حقوق الإنسان، كون أن الحكومة الأكثر عدلا هي الحكومة التي لا يكون للدين سلطة عليها.

عوض الأخذ بالدين، يريد العلمانيون أن تستند السياسة العامة إلى الحقائق والعلوم، ويمكن لأي شخص أن يكون متدينا ولا يزال يعتقد أن العلمانية هي النهج الأكثر عدلا والأكثر مساواة للحكومة، لأنها تضمن الحرية الدينية للجميع، ولا تفضل أي دين على الأخر، أو على عدم الإعتقاد بأي دين.

قد يكون أفضل تعريف للعلمانية، أن هدف الحركة يكمن في الحرية الدينية المكفولة للجميع، وفي نفس الوقت عدم حصول أي منظمة أو شخصية دينية على أي إمتيازات من الدولة، ولن تكون قادرة على ممارسة أي سلطة سياسية، ولا يجوز إجبار أي شخص على المشاركة في أي عمل ديني.

ما هو مفهوم العلمانية
ما هو مفهوم العلمانية

الى ماذا تشير العلمانية

العلمانية ليست شيئا محددا، بدلا من ذلك، تم بناء العلمانية من قبل العديد من الأشخاص عبر التاريخ، وبطرق مختلفة، ما يعني أن الأفكار العلمانية متبانية إلى حد ما، ومع ذلك، يمكن تحديد ثلاثة أنواع رئيسية من العلمانية، وهي :

  • العلمانية السياسية.
  • العلمانية الفلسفية.
  • العلمانية الإجتماعية والثقافية.

تتداخل الثلاثة جميعها وترتبط جميعها ببعضها البعض، ومع ذلك فهي تظهر سمات متباينة وتجسد معاني منفصلة، وفي النهاية فهي ثلاثة فروع من شجرة واحدة مشتركة، متحدة في الجذر، لكنها متميزة بوضوح.

الى ماذا تشير العلمانية
الى ماذا تشير العلمانية

العلمانية السياسية

الشكل الأول للعلمانية هي العلمانية السياسية، وهي عبارة عن إيديولوجيات وسياسات تسعى إلى الحفاظ على الحياة المدنية خالية من الهيمنة الدينية أو التفضيل، وهذا ما يعني إبقاء الحكومة خارج عمل الدين، وفي نفس الوقت، إبقاء الدين خارج نطاق عمل الحكومة، أي أن لا أحد منهما يتدخل في شؤون الأخر.

يمكن تطبيق هذه السياسات باكثر من طريقة، بعضها يكون أكثر نجاحا من غيرها، وبعضها أكثر قمعا من غيرها، لكن المهم أن هذا الشكل من العلمانية ليس مرادفا بالضرورة للإلحاد أو حتى معاداة الدين، بالأحرى، يتعلق الأمر بالمكانة التي يجب أن يكون للدين في الحكومة والمجتمع المدني.

العلمانية السياسية
العلمانية السياسية

العلمانية الفلسفية

مصطلح يهدف إلى الإستحواذ على مجموعة الفكر والكتابة وجميع الأنشطة التي من شأنها أن تعمل على نقد الدين، وفضح إدعاءاته، وتحدي السلطة الدينية، وفي النهاية إهمال المتدينين من معتقداتهم الدينية ومشاركتهم، وهذا الأمر يهدف بالأساس إلى إضعاف الدين في المجتمع، ما يجعل تحقيق أو تطبيق السياسات العلمانية أكثر سهولة.

تعمل الفلسفية العلمانية على تشجيع الأعمال الفلسفية التي يكون هدفها هو نقد الدين، وهناك العديد من الطرق لهذا الغرض، من أهمها، تشجيع الكتب الفلسفية القديمة التي هاجمت الدين، وأيضا الكتب الأكثر مبيعا من الملحدين الجدد، وتستلزم العلماينة الفلسفية التفكيك المباشر للدين، وإنتقاد الممارسات والقادة الدينيين.

العلمانية الفلسفية
العلمانية الفلسفية

العلمانية الاجتماعية والثقافية

العلمانية الإجتماعية والثقافية هي نوع رئيسي من العلمانية يعد الأكثر إنتشارا، والأكثر تأثيرا، وهو نوع يعمل على إضعاف الدين في المجتمع، وفي الحياة اليومية للأفراد، وهنا نتحدث عن أشياء لا تبدوا على أنها تعمل على إضعاف الدين بشكل مباشر، وإنما بطرق غير مباشرة، ويكون لها تأثير أكبر من العلمانية الفلسفية والسياسية.

الطرق التي تعمل عليها العلمانية الإجتماعية والثقافية هي مثل تشجيع الأشخاص على القضاء المزيد من الوقت على شبكة الأنترنت من الوقت الذي يقضونه في دراسة الكتب الدينية أو الذهاب إلى أماكن العبادة، أو تقليل عدد الناس الذي يسعون إلى أن يصبحوا كهنة أو أئمة، وتشجيع البرامج التلفزيونية التي تستهدف الدين والشخصيات الدينية.

العلمانية الإجتماعية والثقافية هي ظاهرة إجتماعية، حيث يهتم المزيد من الناس بالدين بشكل أقل فأقل، ويكون في المجتمع العديد من الناس الذي ينتمون إلى دين معين، لكنهم في واقع الأمر يعيشون كعلمانيين، أو غير مبالين بامور خارقة مثل الله أو الخطيئة أو الجنة أو النار، وعدم الإهتمام بالطقوس والأنشطة الدينية مثل الصلاة والدعاء.

العلمانية الاجتماعية والثقافية
العلمانية الاجتماعية والثقافية

المراجع
المصدر 1
المصدر 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *