ما هو مفهوم الحرية في الإسلام
يعتبر الإسلام الحرية حقًا طبيعيًا للإنسان حيث تصبح الحياة خالية من القيمة عندما تكون الحرية غير موجودة فعندما يفقد شخص ما حريته تموت نفسه الداخلية على الرغم من أنه خارجيا يستمر في العيش، والأكل، والشرب، والعمل، إليكم شرح ما هو مفهوم الحرية في الإسلام
ما هو مفهوم الحرية في الإسلام
- يرفع الإسلام الحرية إلى المستوى الذي يجعل الفكر الحر هو الطريقة الصحيحة للاعتراف بوجود الله، يقول الله تعالى: {لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي}
– تنفي الآية استخدام الإكراه في الدين لأن المعتقد الديني هو أقوى شيء يمتلكه الإنسان، وهذا يجعل من الواضح تمامًا أن الإكراه لا يُسمح به في أي مسألة أخرى، كما توضح أيضا أن الإنسان مستقل فيما يملكه ويفعله دون التعرض للضغوط من أي شخص آخر، فالفرد لديه الإرادة الحرة والاختيار الحر.
- الحرية الحقَّة في الإسلام هي التحرر من العبودية لغير الله؛ حيث أن الفرد الذي يمتثل لأمر الله ويتجنب نواهيه هو الشخص الحر حقا، ومن يقوم بخلاف ذلك فهو يكون أسير للعبودية لغير الله
- الحرية هي وصية رسمية وتكليف شرعي من الله عز وجل للإنسان، يوجد لها بعض المبادئ الأساسية المتمثلة في:
– خضوع ضمير الإنسان لله، ووجوب تحمل كل إنسان مسؤولياته المباشرة.
– كل إنسان مسئول شخصياً عن أفعاله، ويحق له وحده أن يجني ثمار عمله.
– لقد فوض الله للإنسان مسؤولية تقرير نفسه.
– يتم تزويد الإنسان بما يكفي من التوجيهات الروحية، والصفات العقلانية التي تمكنه من اتخاذ خيارات سليمة، ومسئولة.
- الحرية في الإسلام هي حق طبيعي للإنسان، امتياز روحي، امتياز أخلاقي، وقبل كل شيء واجب ديني، ولا يوجد أي مجال للاضطهاد الديني، أو الصراع الطبقي، أو التحامل العنصري
- حق الفرد في الحرية مقدس مثل حقه في الحياة؛ الحرية تعادل الحياة نفسها.
- قدرة الشخص على فعل شيء ما، أو الامتناع عنه بناءً على إرادته الحرة.
- نوعية خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل.
- الشخص الحر يعمل دون تدخل الآخرين، لأنه ليس ملكًا لأحد ليس على المستوى الفردي، أو على مستوى الدولة والمجتمع.
ضوابط الحرية كما حددها الإسلام
- لا يعني اعتراف الإسلام بالحرية أن يترك الفرد متحرراً من جميع القيود والإرشادات، لأن هذا النوع من “الحرية” هو مجرد فوضى تمنح حقًا للشهوات، والرغبات الشريرة.
- لهذا السبب يمنع الإسلام أي شخص من إجبار شخص ما على فعلا ما لا يريد لأنه لا يتم منح أي شخص حرية على حساب الآخر، حيث يجب منح الجميع الحرية على الصعيدين الفردي والمجتمعي.
- وضع الإسلام قواعد وإرشادات معينة تضمن حرية الجميع، يمكن تحديدها بالطريقة التالية:
أ. يجب ألا تهدد حرية الأفراد، والمجتمعات النظام العام للمجتمع أو تدمر أسسه.
ب. يجب ألا تتسبب حرية الأفراد أو المجتمعات أبدًا في فقدان المزيد من الحقوق العامة.
ج. يجب ألا تنتهك حرية أي شخص حرية الآخرين، بمعنى أخر أن الحرية تطون مشروطة بعدم وقوع أي ضرر على الأخرين سواء أكان ضرر معنوي أو ضرر حسي
د. يجب ألا تضر الحرية النفس البشرية حيث حرم الله كل ما فعل أو شئ يضر بالنفس والعقل.
- الإسلام لا يعترف بالحرية الفردية على حساب المجتمع، كما أنه لا ينشئ حريات للمجتمعات على حساب الأفراد، بدلاً من ذلك فإنه يحقق توازناً بين الاثنين مما يمنح الجميع حق الاستحقاق.
صور الحريات التي أعطاها الإسلام للإنسان
- كفل الإسلام للإنسان الحرية في القيام بالتصرفات المالية فلا يقوم أي شخص بالحجر عليه في ماله، كما منع الإسلام المعاملات المالية التي تسبب أي ضرر بالآخرين.
- كفل الإسلام للإنسان حرية العقود بشرط أن تكون مباحة ويتم الوفاء بها
- كفل الإسلام للإنسان أيضا حرية النكاح حيث لا يمكن إجبار أي فرد على النكاح فلا تجبر المرأة على الزواج من رجل لا تريده، ولا يجبر الرجل على الزواج من امرأة لا يرغبها
- كفل الإسلام للإنسان حريات المأكل والمشرب طالما كانت الأطعمة حلال لا تضر بالبدن ضررا معنويا أو حسيا
- لقد كفل الإسلام كذلك حرية الملبس بشرط أن لا يترتب عليه أي مفسدة.
- كفل الإسلام أيضا حرية التعبير، والاجهار بالحق أمام كل الظلمة ويعتبره من أعظم مراتب الجهاد في سبيل الله
- كفل الإسلام للأمة حرية اختيار حاكمها حيث أن من شروط صحة البيعة رضا الأمة عنها
- كفل الإسلام للإنسان حرية الدين فلم يلزم الإسلام الناس بالدخول فيه، حيث يترك لغير المسلم الخيار الحر في الدخول في الإسلام، أو البقاء كما هو، يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [256: سورة البقرة]
- في حديث بريدة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال “اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ … فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ “رواه مسلم (1731).