العقيدة هي الوصف لما يؤمن به شخص ما، سواء في الدين أو المبادئ أو الأفكار، وفي مقالة ما هو مفهوم العقيدة نلقي نظرة عن هذا المفهوم، ونتعرف على كيفية تكون العقيدة لدى الإنسان، ولماذا يصعب تغييرها.
ما هو مفهوم العقيدة
العقيدة شيء يصدقه أو يتقبله الإنسان على أنه صحيح، إستنادًا إلى حقيقة أو رأي أو حتى إلى إفتراض، وعندما يصدق المرء شيئًا ما، فقد لا يكون ذلك دائما مبنيا على معرفة شخصية فورية ولكن بسبب راضى صاحبه على قراره، وهذا لا يعني أن هذا الإعتقاد صحيح، فلكل شخص معتقده الخاص، ولا يمكن أن يكون الجميع محقا.
تختلف العقيدة من شخص لأخر، وحتى مع تشابه الدين أو البيئة، فالإنسان لا يؤخذ بالمعتقدات فقط، وإنما يبحث عن أدلة، أو غيرها من التجارب التي تؤكد معتقداته وتعززها لأنه لا يريد أن يكون مخطئًا، وعادة ما تكون تلك المعتقدات هي التصور الشخصي للطريقة التي تسير بها الأمور وما يعتقد بأنه حقيقي.
العقيدة هي ببساطة الأفكار التي يرتاح له صاحبها، وهي عقيدة تتشكل لدى الإنسان منذ سن مبكرة، تستند على مجموعة من المعتقدات التي يؤمنها الناس في البيئة المحيطة بالفرد، وما قيل له، وما سمع به، وكذلك ما لاحظه وإختبره، والعقيدة تكون هي الإستنتاج الأخير لجميع هذه الأمور.
العقيدة وتغييرها
يتمسك الإنسان بعقيدته حتى لو كان يواجه مجموعة من الأدلة التي تعكس ذلك، وهذا هو السبب في أنه من الصعب للغاية التفكير المنطقي مع أولئك الذين يحملون معتقدات قوية تستند إلى الشعور بالمعرفة، بدلا من المنطق المبني على الأدلة والدليل العلمي.
من جهة أخرى قد يعرف الناس معتقداتهم أنها لا معنى لها وتتعارض مع جميع الأدلة، ولكن كما تؤكد الأبحاث في علم الأعصاب، فإن العقيدة القوية لدى بعض الأشخاص تجعلهم يؤمنون بها حتى عند توفر كل الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك.
العقيدة واهميتها
العقيدة القوية تجبر الإنسان على تعزيزها بشكل مستمر بوعي أو بغير وعي، وهو أمر مفيد للإنسان إلى حد، فالعقل يحتاج إلى الإعتقاد حتى يشعر بالأمان، فالعقيدة عبارة عن خريطة شكلت عالم المرء منذ السنوات الأولى من حياته، وبدونها من المرجح أن يشعر الإنسان بالضياع.
العقيدة لدى المرء قد تكون صحيحة وقد لا تكون كذلك، لكن وبما أن لكل واحد من سكان هذه الأرض معتقده المنفرد، فإنه من الصعب للغاية التوصل إلى النتائج الصحيحة، خاصة ومع تمسك كل جانب بأراءه الخاصة ومعتقداته، وأكثر من ذلك، فالعديد يميلون إلى نشر معتقداتهم إلى الأخرين بأي طريقة، منها القوة.
العديد من البشر يسعون إلى نشر العقيدة التي يؤمنون بها للأخرين، وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب القيام بذلك، لكن الرغبة الشديد في نشر تلك العقيدة قد تجبر صاحبه على إستخدام القوة، وقد حدث هذا الأمر عبر التاريخ في نشر بعض الأديان، أما حاليا، فإنه يستخدم في نشر الأفكار السياسية أكثر من الدينية.
تحديث العقيدة
بالرغم من أنه من الصعب نوعا ما تغييرة عقيدة إنسان ما، إلا أن معتقدات أي شخص تتأثر بشكل أو بأخر بأراء وتحيزات الأخرين، وهذا هو السبب في أنه من الأهمية بمكان أن يتحدى الإنسان معتقداته بشكل ومستمر، ويعمل على تحديثها، وإعادة تفسيرها، خاصة السلبية منها.
تغيير العقيدة بالكامل ليست بالأمر الجيد، ففي النهاية دائما ما يكون لدى الإنسان العديد من الأشياء الجيدة في عقيدته، ومن أجل إجراء تحديث على هذه العقيدة، يكون على المرء طرح بعض الأسئلة على نفسه والإجابة عليها للتوصل إلى النتائج التي من شأنها أن تساعده على بناء عقيدة صحيحة، وهي :
- من أين يأتي هذا الإعتقاد؟
- هل هذا إعتقادي أم تبنيته من شخص أخر؟
- كيف يساعدني هذا الإعتقاد؟
- كيف يعيقني هذا الإعتقاد؟
- كيف أعرف أن هذا الإعتقاد صحيح؟
- ما هو إعتقادي الجديد والمحدث؟
العقيدة في الاديان
العقيدة أو العقيدة الإسلامية هي الإيمان والتصديق بمجموعة من القوانين والأحكام التي يفرضها الدين الإسلامي، ومثل جميع المعتدقات الأخرى، فإن العقيدة لدى الإنسان المسلم لا تكون مبنية على القوانين والأحكام الإسلامية فقط، وإنما على مجموعة من العوامل الأخرى، والتي قد تكون مناقضة إلى حد ما بالأحكام الإسلامية.
العقيدة في المسيحية تختلف عن العقيدة الإسلامية، وأكبر إختلاف، يكون في الرب، بحيث تنص المسيحية على وجود إله واحد متمثل في ثلاثة، في حين أن الإسلام واليهودية تؤمن بوجود إله واحد يتمثل في كائن واحد، ومع ذلك، ومثل المسلم فإن لكل مسيحي عقيدة خاص به، وهناك من يؤمن بوجود إله واحد متمثل في كائن واحد.
العقيدة في الأديان لا تختلف عن العقائد الأخرى، فبالرغم من وجود أدلة على صحة معتقد ما، إلا أن الإنسان المؤمن يعمل على إنشاء عقيدة خاصة به، في العادة تكون متطابقة مع العقيدة التي تنص عليها الأحكام والقوانين الدينية، في حين أن البعض الأخر ينشأ عقيدته على تجربته الشخصية متجاوزا جميع الأدلة الأخرى.
