العدل هو مفهوم للأخلاقيات القائمة على الحق والعقلانية والقانون والدين والإنصاف والعدالة، والحق في تمتع جميع الأشخاص والأفراد بحماية متساوية أمام القانون لحقوقهم المدنية، وفي هذه المقالة نتعمق أكثر في مفهوم العدل ونتعرف على ما هو العدل بالنسبة للجاني والضحية، وعلاقته بالمساواة والإنصاف.
ما هو مفهوم العدل
العدل أو العدالة هو الحق المنصف للأفراد، والذي من الواجب أن يتمتع به جميع الأفراد في المجتمع، دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الميل الجنسي أو الأصل القومي أو اللون أو العرق أو الدين أو الإعاقة أو السن أو الثروة أو غيرها من الخصائص، وهي من الفضائل الأساسية في أي مجتمع سليم.
التعريف الدقيق للعدل لا يزال موضوع نقاش للفلاسفة، لكن غالبا ما تستخدمة كلمة عدالة للإشارة إلى “الإنصاف”، وهو ينطبق على أي موقف، سواء كان ذلك في قاعة المحكمة أو في مكان العمل أو في المدرسة أو أي مكان أخر، حيث يكون من المهم أن يحصل الجميع على معاملة منصفة وعادلة.
العدل هو الحالة المثالية والصحيحة أخلاقيا للأشياء والأشخاص، وبالنسبة للكثير فإن العدالة تعد الفضيلة الأولى للمؤسسات والحكومات، ويشار إلى أن المساواة عنصر مهم للعدالة، لهذا يجب على الحكومات ممارسة العدالة في التوزيع، وذلك يشمل توزيع الثروات على قدم المساواة بين جميع المواطنين.
الرغبة في العدل
الإنسان يمتلك رغبة في المساواة والإنصاف، لهذا فإن ضمان العدل هو عادة شرط أساسي للمجتمع السليم، وهذا العدل يكون من قبل قائد شرعي يتم إختياره بين ناخبيه، ويجب عليه أن يعمل على تطبيق قوانين معينة من شأنها أن تدير الأمور بشكل عادل ومنصف.
التاريخ مليئ بأمثلة للغياب العدل، أحد هذه الأمثلة تشير إلى حكومة الولايات المتحدة في عصر العبودية، حيث لم يكن السود يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها البيض، وقد إستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تعترف الحكومة بالسود كأشخاص متساوين مع البيض.
حتى بعد إعتراف الحكومة الأمريكية بالسود كمواطنين، إلا أن الكثير من السود طالب من الحكومة التعويض عن سنوات المعاملة غير المتساوية التي تلقاها أجدادهم، فعندما يتم إرتكاب جريمة أو سوء معاملة، يميل الإنسان إلى الرغبة في العدالة، سواء بالنسبة للجاني أو الضحية.
العدل للجاني والضحية
بالنسبة للجاني، تعني العدالة أن الجرائم لا تمر دون عقاب، ولكن العقوبة تتناسب مع الجريمة، على سبيل المثال، تعاملنا مع طفل يبلغ من العمر 13 عامًا سرق العلكة يختلف عن العقاب الذي يجب أن يعامل به رجل بالغ إرتكب جريمة قتل.
بالنسبة للضحية، فإن العدل يمكن أن يكون بأكثر من طريقة، منها رؤية المجرم خلف القضبان أو على المشنقة، أو في بعض الأحيان فقط من خلال تعرضه لبعض الأضرار، مثل إجباره على دفع مبلغ من المال، والهدف من هذا هو جعل الضحية يشعر بالمساوة مرة أخرى.
الاختلاف في العدل
بالنسبة للبعض، العدل يكمن في حق كل شخص للتمتع بحقوق معينة، تعرف عموما بإسم حقوق الإنسان، وأي شي ينتزع تلك الحقوق أو ينتهكها دون سبب كافي للقيام بذلك فهذا أمر غير عادل، وتشمل هذه الحقوق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة والملكية وغيرها الكثير.
العدل يضل موضوعا صعبا لأن الناس تختلف غالبا حول ما يستحقونه وما إذا كانوا يتلقون ذلك أم لا، وهو أمر خطير للغاية كون أن الناس عندما تشعر بأنها لا تحصل على العدل، فقد تصبح المجتمعات غير مستقر، وقد تكون الثورة الفرنسية من أفضل الأمثلة على ذلك.
العدل والمساواة والانصاف
غالبا ما يشار العدل إلى الإنصاف، كما في المعاملة العادلة للأشخاص، مثل الأجر العادل للعمل، التعويض العادل للإصابات، المعاملة العادلة في القانون وفي المحاكم وفي الشؤون الحكومية، وقد يكون من الصعب تحديد ما هو الإنصاف، ولكنه يشمل معالجة الحالات بطريقة مماثلة، ومعالجة الحالات المختلفة بطرق تتناسب مع الإختلافات.
هناك إرتباط وثيق بين العدل والمساواة، ويجب أن يعامل البشر على قدم المساواة ما لم يتم إظهار بعض الإختلافات ذات الصلة بينهم، ومع ذلك، لا يوجد حالات متماثلتان تمامًا، لهذا فإن الإختلافات في معاملة الأشخاص والحالات أمر لا مفر منه، لكن أي عاملة فظيعة أو غير متكافئة واضحة بشكل عام تعتبر غير عادلة.