القوامة هي قيام المرء على شيء بمعني رعاية مصالحه والحفاظ عليه، تنقسم القوامة في الإسلام لثلاث أقسام هما القوامة على القاصر، والقوامة على الوقف، والقوامة على الزوجة… إليكم شرح ما هو مفهوم القوامة في الإسلام
ما هو مفهوم القوامة في الإسلام
-
القوامة لغة:
- تأتي من الفعل الثلاثي قام، وهي تعني أن يقوم المرء على شيء أي يحافظ عليه ويرعى مصالحه
- اشتق منها لفظ القيِّم وهو الشخص الذي يقوم على شيء ويصلحه، فالقيم تعني السيد
- قيم القوم هو الشخص الذي يسوس أمورهم، ويقومهم
- قيم المرأة هو وليها أو زوجها لأنه يقوم بكل أمورها وما تحتاج.
- أما القوّام فهي على وزن فعال تأتي للدلالة على المبالغة في القيام على الشيء، وحفظه بالاجتهاد
-
القوامة اصطلاحاً:
- يستخدم الفقهاء قديما لفظ القوامة وهم يريدون به المعاني الآتية:
أ- القيم على القاصر وتعني الولاية التي بسلمها القاضي لشخص رشيد من أجل القيام بما يصلح أمور القاصر المالية.
ب- القيم على الوقف وتعني الولاية التي يفوض صاحبها بموجبها بحفظ المال الموقوف، وإبقائه ناميا صالحاً وفقا لشروط الواقف.
ج- القيم على الزوجة وتعني الولاية التي يفوض بموجبها الولي أو الزوج بتدبير شؤون زوجته، وعمل ما يصلحها
القوامة الزوجيَّة في القرآن الكريم:
- لقد ورَد ذكر القوامة الزوجيَّة في القرأن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ… ﴾ الآية [النساء: 34].
القوامة في السنة:
- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعي في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها)
أسباب القوامة الزوجية
-
المفاضلة بين الرجال والنساء
- نجدها في كتاب الله، في قوله: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228].
- لقد بيَّن ابن كثير في “تفسيره” هذه المفاضلة بأنها في الخلق، والفضيلة، والخُلُق، وطاعة الأمر، والمنزلة، والقيام بالمصالح، والإنفاق، والفضل في الدنيا والآخرة.
- من جهة الخلقة التي خلق الله سبحانه وتعالى الرجال عليها الرجال فإنه من المعلوم أن الرجال يتفوقوا على النساء في في العقل، والشدة، والقوة على العكس تماما من النساء فهن خلقن على العطف، والرقة، واللين، ولقد ذكر الله عزوجل ذلك في كتابه العزيز حيث قال: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) (البقرة: من الآية282).
- قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الأية السابقة: “وإنما أقيمت المرأتان مقام الرجل لنقصان عقل المرأة كما قال مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن، قالت: يا رسول الله ما نقصان العقل والدين؟ قال: “أما نقصان عقلها فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي لا تصلي، وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين” أخرجه مسلم
- أما من الجهة الخاصة بالأمور الشرعية التي طالَب الله عزوجل بها الرجال دون النساء والتي كانت سبباً أخرا في تفضيلهم كالجهاد، وشهود الجماعات والجمعة
-
إنفاق المال:
- يقَع هذا الأمر على عاتق الرجل، فهو المنفق في الحياة الزوجيَّة بداية من التفكير في الخِطبة، وتقديم العديد من الهدايا حتى الزواج، والقيام بدَفْع المهر، وجلب المنقولات الزوجيَّة يليهم جميعا نفقة المعيشة الواجبة من مأكل ومشرب ومسكنٍ ومَلبس
- وتستمر نفقة الرجل على المرأة حتى بعد انفصام الحياة الزوجيَّة بالطلاق بداية من نفقة العُدَّة، والمُتعة،
- كل النفقات السابقة الذكر واجبة على الزوج حتى لو كان فقيرًا وكانت زوجته غنية
- قال تعالى: ﴿ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].
- قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حَجَّة الوداع: ((فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستَحْلَلتم فروجهنَّ بكلمة الله، ولكم عليهنَّ ألا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تُكرهونه))، إلى أن قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف))؛ رواه مسلم (1218).
- حذر رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – من تَرْك الإنفاق على الأهل، فقال: ((كفى بالمرء إثمًا أن يَحبِس عمَّن يَملك قوتَه))؛ رواه مسلم (2359).
- وقال ((إنَّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاه؛ حَفِظ أم ضيَّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))؛ رواه ابن حِبَّان في “صحيحه”.
ضوابط القوامة
- عندما جعل الله عزوجل القوامة بيد الرجل لم يجعلها حتى يستغلها الرجال في القيام بإذلال النساء، والتحكم بهن، وفق ما تتشبه به أنفسهم، أو أهوائهم بل قيدها بضوابط وقيود تتمثل في:
-
أداء الزوج لكل واجباته:
- تتمثل هذه الواجبات في دفع المهر، وهو المال الذي يجب للمرأة على الرجل بالنكاح، قال تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: من الآية4).
- كما تتمثل في النفقة التي توجب بمجرد إتمام عقد الزواج، واستمتاع الزوج بالزوجة؛ حيث يلزم على الرجل توفير كل ما تحتاجه المرأة من مسكن وملبس، قال الله تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية233)
- يجب على الزوج معاشرة زوجته بالمعروف فمن حق الزوجة أن يعاشرها زوجها بالمعروف، قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء: من الآية19)، تشمل المعاشرة كافة جوانب الحياة الأسرية من تعاملات تقع بين الزوجين من حسن الحديث، والتأدب فيه معها، والبعد عن تحميلها ما لا تطيق، ووجوب التجمل لها، والحرص على إدخال السرور عليها، وتجنب ما يكدر الصفو بينهم
-
الإنصاف والعدل في استخدام القوامة:
- يجب أن يراعي الرجل الضوابط الشرعية في أداء وظيفة القوامة بأن لا يظلم ولا يتجبر، وأن يعدل وينصف، وأن يعاملها بما يرضي الله عزوجل، وأن يعطيها حقوقها، ويدعمها في أداء واجباتها
المراجع