تهتم الجغرافيا السياسية بدراسة النتائج غير المتكافئة المكانية للعمليات السياسية والطرق التي تتأثر بها العمليات السياسية بالهيكل المكاني. وسنتعرف خلال مقالنا التالي على ماهو مفهوم الجغرافيا السياسية .
ماهو مفهوم الجغرافيا السياسية
- دراسة لتأثير عوامل مثل الجغرافيا والاقتصاد والديموغرافيا على السياسة وخاصة السياسة الخارجية للدولة
- فرع الجغرافيا الذي يتعامل مع الحكومات البشرية، وحدود وأقسام الوحدات السياسية (كأمم أو دول)، وأوضاع المدن
- تعتمد الجغرافيا السياسية على هيكل ثلاثي المقاييس مع دراسة الدولة في المركز، ودراسة العلاقات الدولية (أو الجغرافيا السياسية) فوقها، بالإضافة إلى دراسة المواقع المحلية التي تحتها.
- الجغرافيا السياسية هي دراسة الطرق التي يتم بها تنظيم المساحة الجغرافية داخل العمليات السياسية وعبرها. إنهحيث تركز على التعبير المكاني للسلوك السياسي. الحدود على الأرض والمحيطات ، ودور العواصم، وعلاقات القوة بين الدول القومية، والأنظمة الإدارية، وسلوك الناخبي، والصراعات على الموارد، وحتى المسائل المتعلقة بالفضاء الخارجي لها أبعاد سياسية جغرافية.
تاريخ الجغرافيا السياسية
تأثر الجغرافي البريطاني هالفورد ماكيندر بالحتمية البيئية في تطوير مفهومه عن “المحور الجغرافي للتاريخ” أو نظرية هارتلاند (في عام 1904) حيث استنتج بأن عصر القوة البحرية كان على وشك الانتهاء وأن تلك الأرض تعتمد على أن السيطرة للأقوى وأن من يسيطر على قلب “أوروبا وآسيا سيحكم العالم.
تضمنت هذه النظرية مفاهيم متناقضة تمامًا مع أفكار ألفريد ثاير ماهان حول أهمية القوة البحرية في الصراع العالمي. حيث افترضت نظرية قلب الأرض إمكانية إنشاء إمبراطورية ضخمة لا تحتاج إلى استخدام النقل الساحلي أو عبر المحيطات لتزويد المجمع الصناعي العسكري، وأنه لا يمكن هزيمة هذه الإمبراطورية من قبل بقية العالم المتحالف ضدها.
تصور نظرية قلب الأرض عالمًا منقسمًا إلى قلب أرض (أوروبا الشرقية / غرب روسيا) ؛ وجزيرة العالم (أوراسيا وأفريقيا) ؛ والجزر المحيطية (الجزر البريطانية واليابان وإندونيسيا وأستراليا) والعالم الجديد (الأمريكتان).
وقد جادل ماكيندر بأن كل من يسيطر على قلب الأرض سيكون له السيطرة على العالم. وقد استخدم هذه الأفكار للتأثير سياسيًا على أحداث مثل معاهدة فرساي، حيث تم إنشاء دول عازلة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا، لمنع أي منهما من السيطرة على قلب الأرض. في الوقت نفسه، كان راتزل يخلق نظرية الدول القائمة على مفاهيم Lebensraum والداروينية الاجتماعية. وقال إن الدول تشبه “الكائنات” التي تحتاج إلى مساحة كافية للعيش فيها.
ابتكر هذان الكاتبان فكرة العلم السياسي والجغرافي، بهدف موضوعي للعالم. قبل الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الجغرافيا السياسية مهتمة إلى حد كبير بقضايا صراع القوى العالمية والتأثير على سياسة الدولة .
مجالات دراسة الجغرافيا السياسية
منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، شهدت الجغرافيا السياسية نهضة، يمكن وصفها بأنها واحدة من أكثر التخصصات الفرعية ديناميكية. ومع ظهور نظام عالمي جديد وتطوير برامج بحثية جديدة، مثل التركيز على الحركات الاجتماعية والصراعات السياسية، كان هناك أيضًا اهتمام متزايد بجغرافيا السياسة الخضراء بما في ذلك الجغرافيا السياسية للاحتجاج البيئي
الجغرافيا السياسية المعاصرة
وسعت الجغرافيا السياسية نطاق مناهج العلوم السياسية التقليدية من خلال الاعتراف بأن ممارسة السلطة لا تقتصر على الدول والبيروقراطية، ولكنها جزء من الحياة اليومية. وقد أدى ذلك إلى تداخل اهتمامات الجغرافيا السياسية بشكل متزايد مع اهتمامات التخصصات الفرعية الأخرى للجغرافيا البشرية مثل الجغرافيا الاقتصادية، ولا سيما اهتمامات الجغرافيا الاجتماعية والثقافية فيما يتعلق بدراسة سياسة المكان
الجغرافيا السياسية المعاصرة حافظت على العديد من اهتماماتها التقليدية، وذلك فإن التوسع متعدد التخصصات في المجالات ذات الصلة هو جزء من عملية عامة داخل الجغرافيا البشرية
تأخذ الجغرافيا السياسية المعاصرة في الاعتبار:
- كيف ولماذا يتم تنظيم الدول في مجموعات إقليمية رسميًا (مثل الاتحاد الأوروبي) وغير رسمي (مثل العالم الثالث)
- العلاقة بين الدول والمستعمرات السابقة، وكيف يتم نشرها مع مرور الوقت، على سبيل المثال من خلال الاستعمار الجديد
- العلاقة بين الحكومة وشعبها
- العلاقات بين الدول بما في ذلك التجارة الدولية والمعاهدات
- وظائف ترسيم الحدود وضبط الحدود
- كيف يكون للجغرافيا تداعيات سياسية
- تأثير السلطة السياسية على الفضاء الجغرافي
- الآثار السياسية لوسائل الإعلام الحديثة (مثل الإذاعة والتلفزيون وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت والشبكات الاجتماعية)
- دراسة نتائج الانتخابات (الجغرافيا الانتخابية)
الجغرافيا السياسية الحرجة
اهتمت الجغرافيا السياسية الحرجة بانتقاد الجغرافيا السياسية التقليدية في مواجهة الاتجاهات الحديثة.و استمدت الحجج إلى حد كبير من نظريات ما بعد الحداثة وما بعد الهيكلية وما بعد الاستعمار وتشمل :
- الجغرافيا النسوية، التي تدافع عن الاعتراف بعلاقات القوة باعتبارها أبوية ومحاولات لنظريات المفاهيم البديلة للهوية وسياسة الهوية.
- نظريات ما بعد الاستعمار التي تعترف بالطبيعة الإمبريالية والعالمية للكثير من الجغرافيا السياسية، وخاصة جغرافيا التنمية
- العدالة البيئية التي تعالج المعاملة العادلة والمشاركة الفعالة لجميع الناس بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدخل فيما يتعلق بتطوير وتنفيذ وإنفاذ القوانين واللوائح والسياسات .
الجغرافيين السياسيين البارزين
- سيمون دالبي
- كلاوس دودز
- ديريك غريغوري
- ريتشارد هارتشورن
- كارل هاوشوفر
- رون جونستون
- ريس جونز
- سيندي كاتز
- بيتر كروبوتكين
- إيف لاكوست
- هالفورد ماكيندر
- دورين ماسي
فروع الجغرافيا السياسية
بعض الحقول ضمن الجغرافيا السياسية اليوم تشمل :
- رسم الخرائط ودراسة الانتخابات ونتائجها
- العلاقة بين الحكومة على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات والشعب
- رسم الحدود السياسية
- العلاقات بين الدول المشاركة في التجمعات السياسية الدولية فوق الوطنية مثل الاتحاد الأوروبي
- تؤثر الاتجاهات السياسية الحديثة أيضًا على الجغرافيا السياسية ، وقد تطورت المواضيع الفرعية التي ركزت على هذه الاتجاهات في الجغرافيا السياسية في السنوات الأخيرة.
