ما هو مفهوم التسامح

التسامح الموقف العادل والموضوعي تجاه الذين تختلف أرائهم ومعتداتهم وممارساتهم وأصولهم العرقية، وفي مقالة ما هو مفهوم التسامح نتعمق أكثر في هذا المفهوم، ونتعرف على دور التسامح في المجتمع، ورأي الأديان فيه.

ما هو مفهوم التسامح

التسامح لا يتعلق بكيفية التعامل مع الأشخاص الذين نتفق معهم، وإنما تتعلق بكيفية التعامل مع الأشخاص الذين لا نتوافق معهم، سواء في المعتقدات الدينية أو الأراء السياسية أو غيرها، والتسامح يمنح الأخرين حرية الإختلاف والتعبير عن الرأي، بما في ذلك التعبير عن وجهات نظرهم ومعتقداتهم دون خوف من عقاب.

التسامح يكون أمرا بالغ الأهمية في جميع المجتمعات، خاصة تلك المتنوعة والمتعددة ثقافيا وعرقيا، وهذا التنوع يعني أيضا وجود تنوع في الأراء، وهو أمر صحي في أي مجتمع، لكن ما يفسد المجتمعات هو الإيمان بوجهة نظر واحدة فقط، وغير ذلك يعد أمرا محرما ويعاقب عليه، وهذا ما يعرف بالتعصب.

عندما تتسامح مع شخص ما، فإنك تقبل أفكاره وتحترمها حتى إذا كنت لا توافقها، وفي بعض الأحيان يتطلب التسامح الكثير من الجهد النفسي، خاصة عندما تكون هناك أفكار تعارض تماما الأفكار الشائعة أو التي تنافي المنطق، إلا أن المتسامح يكون مجبرا على قبولها، وهذا لا يعني الإلتزام بها، وإنما فقط عدم الحرص على إضطهادها.

التعصب عكس التسامح، ويعني عدم السماح للأخرين بالإختلاف، وفي حالة وجوده، قد يتطور الأمر إلى عقاب الشخص أو المجموعة فقط لأنهم يختلفون مع صاحب القوة في المجتمع، ومن جهة أخرى، فإن التسامح لا يعني على الإطلاق مساعدة الذين يختلفون في الأراء، وإنما دعمهم في حالة تعرضهم للإضطهاد أو العقاب.

ما هو مفهوم التسامح
ما هو مفهوم التسامح

التسامح في الاديان

في المسيحية يعد التسامح من الفضائل المطلوبة بشدة في عالمنا، ومع ذلك فقد وضع هذا الدين بعض القوانين أو الحدود لهذا التسامح، كما أنه لا يلزم المؤمن به أو بتشجيع المخالفين له، وقد وضع الرب خطوط حدودية لتحديد التسامح، وفي حالة تجاوزها، فإن التسامح لا يكون ملزما على المؤمن، وأنه غير مفروض عليه تحمل الشر.

الإسلام دين يسمح بالحرية الدينية لأي فرد، ولا يكره أي شخص في إعتناق هذا الدين، ويشدد على أن جوهر الإيمان يكمن في علاقة الفرد بالله، وهناك العديد من الأيات القرأنية عن الحرية الدينية، ووضع الإسلام بعض الحدود التي لا يجب تجاوزها.

التسامح في الاديان

التسامح في السياسة

عبر التاريخ، كان التسامح مرتبط بشكل شبه كامل بالأديان، لكنه وبداية من القرون الأخيرة، تحول التسامح إلى الإرتباط بالسياسة أكثر من الدين، ويكمن هذا التسامح في إعطاء الحقوق السياسية للجماعات التي تختلف في أراءها، ومن أهم ظواهر التسامح السياسي هي الحق في حرية التعبير، الحق في التصويت، التظاهر علنا، شغل مناصب سياسية عليا.

التسامح السياسي ينتج عنه جمهور أكثر تسامحا، وحتى في الدول الديمقراطية المتقدمة، لايزال التسامح يمثل تحديا، ولا تزال هناك العديد من الفجوات، ومن أفضل الأمثلة على ذلك، هي موجة الهجرة العربية والإسلامية نحو الأراضي الأوروبية، والتي شجعت في صعود اليمين المتطرف، والذي يعرف بخطاب الكراهية ضد المسلمين.

التسامح في السياسة

التسامح في المجتمع

التسامح ضروري في جميع مجالات الحياة، وعلى كل المستويات، وفي كل مرحلة لأنه يلعب دورا حيويا في إرساء السلام والمحبة في جميع المجتمع، من الأصغر إلى الأكبر، ويمكن إظهار هذا التسامح بعدة طرق وفي مناسبات وفي أوقات مختلفة، قد يختلف الشخص تماما مع الأخرين بشأن أي مسألة، من الدين إلى السياسة، ويكون هذا التسامح من خلال إظهار الإحترام وعدم إستخدام الكلمات البغيضة والإستفزازية.

في عصرنا الحالي، يعيش الناس من خلفيات وثقافات وديانات مختلفة في عالم أشبه بالقرية، فقد أصبح التسامح أكثر ضرورية من أي وقت مضى، وبدونه، لا يمكن إطلاقا الحفاظ على السلام، فإنعدام التسامح دائما ما يؤدي إلى العنف، وفي النهاية يدمر سلام وأمن المجتمع، خاصة عندما يفقد الناس الحجج للرد على الأراء المختلفة، فيصبحون أكثر عدائية، ويستخدمون تلك القوة لدعم وجهة نظرهم.

التسامح في المجتمع

المراجع

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

Exit mobile version