التربية عملية تدريجية تجلب تغييرات إيجابية في حياة وسلوك الإنسان، ويمكن تعريفها على أنها إكتساب المعرفة من خلال الدراسة أو تلقيها من خلال التعليمات أو الملاحظة أو بعض الإجراءات العملية الأخرى، وفي مقالة ما هو مفهوم التربية نتعرف أكثر عن دور التربية في المجتمع، وكيف تكون في المدرسة والمنزل.
ما هو مفهوم التربية
التربية عملية طبيعية في تغيير تفكير الفرد وفي قدرته على تحقيق الأهداف، تركز على إهتمامات أو إحتياجات الناس وتجاربهم ومشاعرهم، وتساعدهم التربية على تعلم أشياء محددة، مادية أو غير مادية، وكيف ما كانت فإنها تكون بنفس الأهمية لمستقبل الفرد، خاصة عندما يتلقاها في سن صغيرة.
التربية تتم في أكثر من مكان، أهمها يكون في المنزل من قبل الأباء، أو في المدرسة من قبل المدرسين، وجميعها تلعب دورا بالغ الأهمية في مستقبل الفرد، ففي المنزل يتم تربية الطفل على التصرف بالطريقة الصحيحة وسط المجتمع، أما في المدرسة فيتم تربيته على تعلم بعض المعلومات التي من شأنها أن يبني عليها مستقبله.
ببساطة، فإن التربية فعل أو عملية نقل أو إكتساب المعرفة العامة، وتنمية مستوى التفكير، وعموما إعداد الفرد من الناحية الفكرية لحياة ناضجة، فهي دائما ما تعمل على تغيير تفكير الشخص وقدرته على فعل الأشياء، وبالرغم من أن التربية تكون أكثر أهمية في مرحلة الطفولة، إلا أنها تحدث في جميع الفترات العمرية للإنسان.
التربية في المدرسة
المدرسة وسيلة رسمية للتربية والتعليم يتلقى فيها الطفل معلومات مادية تجعله يفكر بطريقة أكثر نضجا، ويمكن إعتبارها كعملية نقل للقيم والمعرفة والثقافة، والهدف منه يكمن في توجيه الطفل نحو القيام بدوره الطبيعي في المجتمع، وفي الدولة النائية، غالبا ما تكون هناك القليل من المؤسسات الرسمية، وبدلا من ذلك يكون الطفل مجبرا على تلقي التعليم في أماكن غير رسمية.
أصبحت المدارس أكثر رسمية، والتربية في المدارس أصبحت أقل إرتباطا بالحياة اليومية، فالمدرسة تساهم في تعليم الطفل ثقافة المجتمع أكثر بكثير مما يمكنه فعله بمجرد الملاحظة والتقليد، ونظرا لأن المجتمع يولي أهمية متزايدة للتعليم، فإنه يحاول أيضا صياغة الأهداف العامة للتعليم ومحتواه وتنظيمه وإستراتيجياته.
دور المدرسة لا يكون دائما تصوير حقيقة المجتمع، وإنما يصور مجتمعا أفضل، من خلال التركيز على الأخطاء وتربية الطفل على تجنبها، ويكون هذا التعليم في المراحل المبكرة للغاية، بداية من الحضانة أو التعليم قبل المدرسي، وبالرغم من أنها لا تكون دائما من مؤسسات رسمية، إلا أنها تكون بنفس الأهداف في تربية الطفل على تعلم السلوكيات الصحيحة.
التربية في المنزل
يكون للتربية في المنزل على الطفل التأثير الأكبر، خاصة وأنه المكان الأول حيث يحاول فيه تعلم الأشياء الجديدة، والتي من شأنها أن تساعده على النجاح خارج المنزل، بداية من المدرسة إلى العمل وأخيرا بنقل تجربة التربية إلى جيل أخر، وفي هذا المكان يكون المعلم هو الأب والأم، وهما شخصان يحاولان نقل تجاربهم وثقافتهم للأطفال.
التربية في المنزل تكون أكثر تعقيدا من المدرسة، ويكون من الصعب نوعا ما إيصال الأفكار أو المعلومات بالطريقة الصحيحة، وخاصة وأن الطفل لا يكون دائما قادر على إستلام الرسائل بالشكل الصحيح، وتربية الطفل تكون بشكل مباشر أو غير مباشر، أي أنه قد يتعلم أشياء من خلال التوجيه الذي يتلقاه من الأب والأم، وبطريق غير مباشرة من خلال الملاحظة.
تعلم الأشياء بطريقة غير مباشرة تعد بنفس أهمية نقل المعلومات له بشكل مباشر، لهذا دائما ما ينصح بالتركيز على إخفاء أو إظهار بعض التصرفات المعينة أمام الطفل، بحيث أن الطفل يمكنه التأثر بمشاهد معين لوقت طويل من حياته، خاصة المشاهد أو الأحداث العنيفة، لذا فإن من الطبيعي أن يكون الطفل أكثر شبها بالأم أو الأب، بسبب ملاحظة تصرفاتهم والتعلم منها.