الدعاء هو الابتهال إلى الله عز وجل، والتوجه إليه وطلب ما يريده المرء من أمور الدين والدنيا التي حللها الله عز وجل، للدعاء أنواع وشروط إجابة، إليكم ما هو مفهوم الدعاء .
ما هو مفهوم الدعاء
- الدعاء في اللغة: هو الطلب
- الدعاء في الشرع: هو عبارة عن توجه العبد لربه في طلب ما يحتاجه لإصلاح دنياه ودينه
- الدُّعاء هو إظهار الافتقار والتذلُّل إلى الله سبحانه وتعالى، والاستكانة له؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 11 صـ 98).
- أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يتوجه له في طلب حوائجهم الدنيوية من أن يقوم بتيسيرها لهم، كما أمرهم بالتوجه له بالدعاء في أمور دينهم ليتقبل توبتهم، ويحط من أوزارهم، ويعتق رقابهم من النار؛ حيث لا يوجد سبيل يتوصلون به لسؤال الله عزوجل إلا من خلال الدعاء والتقرب لله
الدُّعاء وصية رب العالمين
حثَّنا الله سبحانه وتعالى على الدُّعاء في الكثير من الآيات القرأنية:
- قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
- قال جل شأنه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
- قال سبحانه: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56].
- روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من الدُّعاء))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي – للألباني – حديث 2684).
- روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يسأَلِ اللهَ، يغضَبْ عليه))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي – للألباني – حديث 2686).
أنواع الدُّعاء
-
دعاء العبادة:
- يتضمن هذا النوع من الدعاء الثناءَ على الله سبحانه وتعالى بما هو أهلُه، يصحب هذا الدعاء بالخوف والرجاء.
- روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قديرٌ))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني حديث 2837).
-
دعاء المسألة:
- أن يطلب الداعي من الله ما ينفعه، و كشف الضر عنه، ودفعِه
– الدُّعاء في القرآن الكريم يراد به النوعان دعاء العبادة، ودعاء المسألة فهما متلازمانِ، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
طريقة الدعاء
- افتتاح الدعاء بالحمد والثناء على الله جل جلاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك ختم الدعاء بهم
- رفع اليدين عند الدعاء
- عدم التردد عند الدعاء بل ينبغي على الداعي أن يلح في الدعاء، وأن يحضر بقلبه ويحسن ظنه بربه ولا يقول اغفر يا الله إن شئت بل يعزم على الله، ويدعو بكل ما يحتاجه من خيري الدنيا والأخرة
- تحري أوقات إجابة الدعاء مثل بين الأذان والإقامة، الثلث الأخير من الليل، وعند الإفطار من الصيام
- أن يكون المرء ممن يأكلون الطيبات، ويجتنبون المحرمات.
شروط إجابة الدعاء
- دعاء الله عز وجل وحده بصدق وإخلاص بدون وضع شريك له، لأن الدعاء هو عبادة لله، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين)َ {غافر: 60 }
- في الحديث القدسي: قال رسول الله صل الله عليه وسم أن الله تعالى قال (من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) رواه مسلم
- ألا يدعو الإنسان بقطيعة رحم أو بإثم
- لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء).
- يجب أن يدعو المرء بقلب حاضر وهو موقن بالإجابة
- لما رواه الترمذي، والحاكم، وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
- أن يكون الدعاء لا يشتمل على ما نهانا الله عنه
- بر الوالدين
- الصدق مع الله
- الإلحاح في الطلب
التوسل في الدعاء
- من الممكن أن يتخذ المرء وسيلة مشروعة في دعائه لله عز وجل، قال عمر (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا) رواه البخاري
- يجوز التوسل في الدعاء بثلاث طرق:
- التوسل إلى الله عز وجل بصفاته، وأسمائه
- التوسل إلى الله بالعمل الصالح.
- التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحيًّ.
- قال تعالى في شأن عباده الصالحين: (رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) {آل عمران: 16 } لقد توسل عباد الله هنا بصالح أعمالهم
المراجع