مفهوم التوحيد هو الإيمان بإله واحد قادر على كل شيء، أي عكس الأديان التي تؤمن بالألهة المتعددة، وتعد اليهودية والمسيحية والإسلام من الأديان التي تؤمن بالتوحيد، اليكم ما هو مفهوم التوحيد في الأديان الإبراهيمية.
ما هو مفهوم التوحيد
يؤمن أتباع بعض الديانات بمبدأ وجود إله واحد قادر على كل شيء، له القدرة المطلقة والكلية، والتوحيد يعني وجود إله واحد فقط، وعادة ما يكون إله له قدرات أكثر من الألهة المتعددة، والتي تكون قدراتها في مجال معين فقط، مثل القدرة على تحريك الأمطار أو الرياح أو غيرها.
التوحيد بوجود إله واحد يعد من أركان الإسلام الخمسة، “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله”، فهو دين يؤمن أتباعه بوجود إله واحد لا شريك له قادر على كل شيء، وهذا الإيمان يكون لدى أديان أخرى تؤمن بنفس الفكرة، وهي وجود إله واحد.
التوحيد عند الاديان الابراهيمية
تؤمن بعض الأديان بالتوحيد، لكنها قد تختلف نوعا ما عن التوحيد الذي يؤمن به المسلمون، وهو الإيمان بوجود إله واحد له القوى العظمي، لكن مع وجود عدة ألهة أخرى أقل منه عظمة، على سبيل المثال، يعتبر المسيحيون أنفسهم توحيديين، لكن البعض من اليهود يعتبرونهم غير ذلك.
الإسلام من جهة أخرى لا يعترف بالمسيحية كديانة توحيدية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى العقيدة المسيحية للثالوث، ويقول الإسلام أنها لم تكن جزءا من المسيحية التوحيدية الأصلية التي بشر بها المسيح عيسى بن مريم.
أتباع الديانة المسيحية من ناحية أخرى، يجادلون بأن عقيدة الثالوث هي تعبير صحيح عن التوحيد، مشيرين إلى أن الثالوث لا يتكون من ثلاث ألهة منفصلة، بل أن الثلاثة موجودين بشكل جوهري كمادة واحدة.
التوحيد في اليهودية
تعد اليهودية واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، على الرغم من أن بعض العلماء قد جادلوا بأن أوائل بني إسرائيل قبل القرن السابع قبل الميلاد كانو يعبدون أكثر من ألهة، وفي وقت لاحق أصبحت اليهودية أكثر صرامة في الإيمان بإله واحد، وهو كائن مطلق وغير قابل للتجزئة ولا يضاهيه أحد من الكائنات الأخرى.
كان الديانة الإسرائيلية القديمة تعبد العديد من الألهة، بما في ذلك أشيرة وأستارت، ومع تقدم الوقت بدأت هذه الألهة في الإختفاء، وفي وقت لاحق، فرضت عدة إصلاحات للتشدد في عبادة إله واحد، خاصة في عهد يوشيا ملك يهوذا، ويعتقد أنها المرة الأولى حيث إجتمع اليهود على إله واحد.
التوحيد في المسيحية
تتبع التقاليد الأرثوذكسية المسيحية القرار الذي تم الإتفاق عليه في سنة 381 للميلاد في قسطنطينية بإعتبار أن الله عبارة عن كيان ثلاثي، وهو قرار إتخذه مجموعة من الأساقفة بعد التشاور والمحادثات عن طبيعة المسيح، وهل هو بنفس خصائص الإله أو مجرد كائن مشابه، وقد سمي الأب والروح القدس والمسيح بالثالوث، وهم ثلاثة لهم نفس الخصائص، أي أنهم كيان واحد.
يؤكد المسيحيون بأغلبية ساحقة على أن التوحيد هو أمر أساسي في الإيمان المسيحي، ومع ذلك فإن الألهة لا يزال يتمثل في ثلاثة، وببساطة فان الثلاثة هم واحد، وفي الوقت الحالي يؤمن معظم المسيحيين أن الربانية هي الثلوث، وهذا الإعتقاد يصفه المسلمون واليهود أنه لا يتطابق مع الوحدانية الحقيقة المتمثلة في وجود إله واحد.
يؤمن أتباع المورمونية بأن الربانية هي في الواقع ثلاث أفراد منفصلين، بما في ذلك الأب وإبنه يسوع المسيح والروح القدس، ولكل واحد منهم غرض متميز في الوجود البشري، علاوة على ذلك، يعتقد المؤمون أنه قبل القرن الرابع، أي قبل مجمع نيقية، كان الإعتقاد السائد هو أن الألهة هي ثلاثة أفراد منفصلين.
التوحيد في الاسلام
التوحيد في الإسلام هو الإعتقاد بوجود إله واحد لا شريك له، فالله في الإسلام ليس له والد أو ولد ويكون في كل مكان، وعلى دراية بكل شيء، وعلى عكس الأديان الإبراهيمية الأخرى، فإن التوحيد ظهر في الإسلام منذ الوهلة الأولى، وبحسب الإسلام، فإن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتي بدين جديد، وإنما جاء بنفس الدين الذي جاء به موسى وعيسى.
يؤكد القرأن الكريم أن الله هو كائن فريد يحكم هذا الكون بأكمله، ولا يشاركه في ذلك أحد، وأنه ليس إله المسلمين فقط، وإنما إله الجميع، ويشكل التوحيد أول شيء يجب على المسلم الإعتقاد به، وأن الله يمكنه مغفرة كل الذنوب لعباده، لكن الشرك يعد خطيئة لا تغتفر.