ما هو مفهوم التعاون
يشير مفهوم التعاون إلى ممارسة يقوم بها مجموعة من الأشخاص أو كيانات أو حتى دول، تعمل بشكل مشترك مع أهداف متفق عليها، بدلا من العمل بشكل منفصل، إليكم ما هو مفهوم التعاون، والفرق بين التعاون والمنافسة.
ما هو مفهوم التعاون
التعاون هو السلوك المصمم لصالح المجموعة وليس الفرد، وهذا يفيد الفرد في نهاية المطاف، وهو الغرض النهائي والأساسي من التعاون، وهذا السلوك يكون لدى جميع الكائنات الحية، بما في ذلك الحيوان والإنسان، وفي بعض الحالات يكون التعاون بينهما لمصلحة مشتركة.
التعاون يعد بمثابة نقيض المنافسة، أي العمل من أجل المنفعة الأنانية، وهذا التعاون يكون أكثر إحتياجا بين الأفراد في المنفعة المباشرة أو العلاقة الوراثية أو المعاملة بالمثل، كما أن هناك بعض الأسباب الإنسانية التي تشجع على التعاون بدون وجود مصلحة لجميع الأفراد.
الفرق بين التعاون والمنافسة
بالرغم من أن المنافسة تعد بمثابة النقيض للتعاون، إلا أن الرغبة في التنافس مع الأخرين هي دافع يحفز الأفراد على التنظيم في مجموعة والتعاون مع بعضهم البعض من أجل تشكيل قوة تنافسية أقوى تنافس بها مجموعات أخرى، وقد يكون هذا التعاون في العديد من المجالات مثل الزراعة والصناعة والتجارة وحتى في بعض الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة.
المنافسة كما هو الحال في الرياضة، فإنها شكل من أشكال التعاون، لأن المشاركين يتفقون طواعية على قواعد اللعبة ويعملون أو يتعاونون معا لغرض تحديد الشخص أو الفريق الأفضل في هذه الرياضة، أما الصراع الذي ينطوي على العراك أو القتال جراء خوض الحروب الدموية فإنها ليست تعاونا طوعيا للعمل معا من أجل هدف مشترك.
كيف يتم التعاون
التعاون هو أمر طوعي، غير إجباري، يوافق الأشخاص على فعل شيء معا لمنفعة كل واحد منهما، أو قد يستفدون جميعا من النتيجة، وعندما يتفق الناس يجب عليهم إدراك حقيقة أنهم اصبحوا كيانا واحدا، وعليهم أن يفهموا ما الذي سيفعلونه، وكيف سيفعلون ذلك، ومن يفعل ماذا، وما إلى ذلك.
عادة يكون التعاون لفترة معينة من الزمن، وخلال تلك الفترة يكون على الأفراد التواصل مع بعضهم البعض بإستمرار، بحيث أن عملية التعاون تتطلب تبادل المعلومات ودمجها معا للعمل كعقل واحد، وكل معلومة من شأنها أن تغيير من طريق عمل الفريق.
قواعد التعاون
مثل أي مجموعة أو كيان يضم ألاف أو ملايين من البشر، فإن القواعد يكون لها أهمية كبيرة في تنضيم عملة التعاون، بحيث يكون من الصعب تواصل جميع الأفراد معا، لهذا فدائما ما تكون لكل مجموعة قواعدها الخاصة أو معتقداتها، وهذا الأمر ينطبق على المؤسسات والأديان والدول.
في الأديان، يتم تعزيز القواعد بشكل أسبوعي في المساجد او الكنائس أو دور العبادة أو المناسبات الدينية، أما في الدول، فإن القواعد تنتقل لدى الأفراد من خلال وسائل الإعلام المطبوعة والإلكتورنية، والغرض من هذه القواعد هي تعزيز التعاون بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة.
ما هو دور القواعد في التعاون
المعتقدات والقواعد والمعايير الإجتماعية ضرورية للغاية في إنجاح أي تعاون، خاصة عندما يشمل مجموعة كبيرة من الأفراد، وأي فرد غير مدرك بالقواعد يكون من الصعب عليه المشاركة، بحيث يكون غير مدرك لأهداف التعاون، وفي الأساس لا يمكن لشخص الإنضمام إلى أي تعاون من دون معرفة القواعد والموافقة عليها.
في الدول، يكون المواطن مجبرا على القبول بالقواعد التي تنص عليها الدولة، لطالما أنها قواعد تشير دائما إلى المنفعة المتبادلة، بحيث يعمل الجميع على قدم المساواة لهذا الغرض، وعادة قد لا يستفيد البعض إطلاقا، أو ربما يتضررون، وبالتأكيد قد لا يساهم جميع المشاركين على قدم المساواة.
ما هو دور التعاون في المجتمع
الثقافة والتطور هي أمور تتمحور حول التعاون، لأن التعاون أكثر أهمية لفهم هيكلة المجتمع وكيف تعمل الثقافة والإقتصاد، وكيف تحول الصراعات والأنانية والإنعزالية والجشع والفردية المدمرة إلى سلوكيات ذات منافع أفضل للعامة، وخاصة وأن التعاون يمكن حدوثها في أي مكان، وهو مفتوح للجميع للمشاركة فيه.
عدم ظهور التعاون بين المجتمعات أو في المجتمع نفسه قد يؤدي إلى صراعات مدمرة، لكن في حالة إزدهار التعاون، فإن النتائج قد تتمثل في توقف الصراعات بين الجماعات والأفراد، وظهور المنافسة الشريفة التي تعد شكلا من أشكال التعاون، وإزدهار إقتصاد الأمم المبني على التعاون التجاري والزراعي والعسكري والمعرفي.