يعاني كوكب الأراض من تحديات عدة تهدد الحياة عليه، والتصحر يعد من أهمها هذه التحديات، وبمعرفة ما هو مفهوم التصحر نتعرف على مدى الخطورة التي يشكلها التصحر على كوكبنا، وكيف يمكن للإنسان مواجهة هذا التحدي.
ما هو مفهوم التصحر
التصحر هو إستمرار التدهور في النظام الإيكولوجي للأراضي الجافة التي تسببها التغيرات في المناخ والأنشطة البشرية، والأراضي المهددة بالتصحر تشغل حوالي نصف مساحة الأرض، وفيها يعيش أكثر من ثلث سكان العالم، وهو ما يجعل التصحر يؤثر على حياة ملايين الأشخاص، خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية.
في الأراضي الجافة تحد ندرة المياه من إنتاج المحاصيل والعلف وغيرها من الخدمات التي تقدمها الأراضي للبشر، ويكون تأثيرها الأكبر على السكان الأكثر فقرا، ولذلك، يعد التصحر أحد أكبر التحديات البيئية التي يوجهها عالمنا اليوم، وهي عائق رئيسي لتلبية الإحتياجات البشرية الأساسية من الطعام.
التصحر يعني تدهور الأراضي الغير صالحة للزراعة بعد فقدانها للتربة الفوقية، وهذه الظاهرة يكون لها خسائر تقدر بأكثر من 400 مليار دولار سنويا، جراء إرتفاع أسعار المحاصيل الزراعية التي تصبح أكثر ندرة، ويكون للتصحر أضرار أخرى، منها إنتشار الحرائق، وهجرة الناس إلى المدن، وشيوع الرياح الترابة.
التصحر واضراره على الانسان
يعتمد الناس على خدمات النظام الإيكولوجي لتلبية إحتياجاتهم الأساسية مثل زراعة المحاصيل ورعي الماشية والحصول على الخشب أو الحطب، والنباتات والمحاصيل والأشجار كلها تعتمد على توافر المياه والظروف المناخية المناسبة، وعندما لا يكون هناك قدر كافي من المياه في تلك الأراضي، فإنها تصاب بالتصحر.
المزيد من التدهور في الأراضي، يعني عدم وجود بيئة مناسبة للبشر للعيش فيها، لذلك يميل سكان المناطق المعرضة للتصحر الى التنقل نحو المدن، أو حتى إلى بلدان أخرى، وهذا ما يعرف بإسم الزحف الحضري، وهي ظاهرة يكون لها العديد من المشاكل الإقتصادية والسياسية.
من المتأثر الاكبر بالتصحر
يؤثر التصحر على عيش ملايين البشر في جميع قارات العالم بإستثناء القارة القطبية الجنوبية، والتأثير الأكبر يصيب سكان الأراضي الجافة في البلدان النامية، ومقارنة بباقي العالم، فإن هؤلاء السكان تكون لهم رفاهية أقل ودخل أضعف ووفيات أعلى، خاصة بين الرضع.
هذا الأمر يكون أكثر إنتشار في بعض المناطق الجافة في قارة أسيا وأفريقيا، بسبب الضعف الإقتصادي لبعض دولها، فسكان الأراضي الجافة غالبا ما يتم تهميشهم من قبل الحكومات في هذه القارتين، ولا يكون لهم دور كبير في عمليات صنع القرار، ما يجعلهم أكثر عرضة للخطر.
بالرغم من الضرر الذي يلحق بسكان الأراضي الجافة، إلا أن أثار التصحر تتجاوز المناطق المتأثرة بشكل مباشر، وعلى سبيل المثال، يمكن لفقدان الغطاء النباتي أن يزيد من تكوين غيوم كبيرة من الغبار، ما قد يسبب مشاكل صحية في مناطق مكتظة بالسكان على بعد ألاف الكيلومترات.
ما هي الأسباب الرئيسية للتصحر
يحدث التصحر بسبب مجموعة من العوامل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والطبيعية التي تختلف من منطقة إلى أخرى، على سبيل المثال، يمكن للسياسات الزراعية الجيدة المساهمة في توقف تدهور الأراضي، وقد شجع الإسلام على هذا الأمر، ويقول نبي الإسلام في أحد أحاديثه أن من أحيا أرضاً ميتة فهي له.
بجانب عدم الإهتمام بالأراضي الزراعية، فقد كانت هناك العديد من المشاكل الأخرى التي ساعدت ولاتزال في تصحر الأراضي، منها إستخدام وسائل الري الغير مستدامة، ما أدى إلى ظهور عدة مشاكل، منها الإستخدام المفرط للمياه الجوفية التي تؤدي إلى إصابة الاراضي بالجفاف جراء عدم توفر الكمية الكافية من المياه.
كيف يمكن منع التصحر
لمنع التصحر يتطلب الأمر الوقاية الفعالة جراء إتباع نهج وسياسة تعزز الإستخدام المستدام للموارد، ومنع عملية التصحر تكون أكثر سهولة وأقل تكلفة من إعادة تأهيل الأرض، لهذا فإنه من الأهم حاليا إنقاذ الأراضي المعرضة للخطر، وليس إعادة تأهيلها، على الأقل في الوقت الراهن.
حتى بعد تدهور الأراضي، يمكن أن تساعد بعض التدابير في إصلاحها، ونجاح هذه العملية يعتمد على توافر الموارد البشرية والأموال والبنية التحتية، ومن أهم الخطوات التي يمكن القيام بها هي زراعة الأشجار، والإستثمار في القطاع الزراعي، وإنشاء بنوك خاصة لتخزين للبذور.
أهم خطوة لمنع التصحر هي من خلال إنشاء ثقافة الوقاية بين سكان العالم، خاصة سكان مناطق الأراضي الأكثر عرضة للجفاف، من خلال تحسين ممارسات الزراعة والرعي بطريقة مستدامة، وحماية الغطاء النباتي الذي يحافظ على التربة من تأكل الرياح والمياه.
المراجع
المصدر 1