تاريخ تأسيس البتراء

البتراء مدينة قديمة تقع في الأردن ويعود تأسيسها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت مركزًا أثريًا مهمًا وجذبًا سياحيًا مشهورًا لكن الآن أصبحت مجرد آثار أردنية لما تبقى بها من مجرد أطلال، وسنتعرف في هذا المقال على تاريخ تأسيس البتراء.

تاريخ تأسيس البتراء

تاريخ تأسيس البتراء
تاريخ تأسيس البتراء

تأسست مدينة البتراء كمركز تجاري من قبل قبيلة الأنباط عام 312 قبل الميلاد، وهي قبيلة بدوية عربية من السكان الأصليين للمنطقة الذين عاشوا وتجاروا بها، وسرعان ما أصبحوا من الأثرياء، ويقول المحيسن الذي يقوم بالتنقيب في البتراء منذ عام 1979 موالمتخصص في الفترة النبطية إنه لم يعثر أحد على أي دليل أثري يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد بل تعود أقدم النتائج حتى الآن إلى القرنين الثاني والأول قبل الميلاد مما يؤكد تاريخ تأسيسها.

يذكر المحسين أنه تم اكتشاف 15% فقط من المدينة بينما لغالبية العظمى وهي 85%  لا تزال تحت الأرض ولم تمسها، وقد تم تم اكتشاف العديد من اللفائف اليونانية والتي يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي في كنيسة محفورة بالقرب من معبد الأسد المجنح في البتراء في ديسمبر 1993م ويقوم الباحثون في المركز الأمريكي للأبحاث الشرقية في عمان بتحليل اللفائف ويأملون في إلقاء الضوء على الحياة في البتراء خلال هذه الفترة للكشف عن تفاصيل أكثر تخص تأسيس تلك المدينة العريقة.

الهجوم على البتراء

ظلت البتراء مدينة تجارية عظيمة حتى هاجمهتها الإمبراطورية اليونانية في عام 312 قبل الميلاد، ويمثل هذا الحدث أول إشارة إلى البتراء في السجل المسجل للتاريخ، لكن قاوم الأنباط بنجاح الغزاة اليونانيين من خلال الاستفادة من التضاريس الجبلية المحيطة بالمدينة وعملت الجبال بشكل فعال كجدار طبيعي لعزل الأعداء.

ومع ذلك لم يكن ذلك الهجوم هو آخر مرة تعرضت فيها المدينة للغزو، بل في الواقع غزا الرومان المدينة في عام 106 م، وأجبروا قبائل الأنباط في النهاية على الاستسلام، وتم ضمها إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية المكتسبة حديثًا وغيرت اسمها إلى بترايا، واستمروا في السيطرة على المدينة لأكثر من 250 عامًا حتى منتصف القرن الرابع الميلادي، عندما دمر زلزال العديد من مبانيها، ثم سيطر البيزنطيون في النهاية على المنطقة وحكموا البتراء لنحو 300 عام، وبحلول بداية القرن الثامن الميلادي تضائلت مكانة المدينة إلى حد كبير ولم تعد موقعًا مهمًا تجاريًا أو سياسيًا أو ثقافيًا.

مكانة مدينة البتراء قديمًا وحديثًا

مكانة مدينة البتراء قديمًا وحديثًا

تقع مدينة البتراء على بعد حوالي 150 ميل جنوب القدس وعمان عاصمة الأردن وفي منتصف الطريق بين دمشق وسوريا والبحر الأحمر مما جعلها مناسبة بشكل مثالي كمركز تجاري قديمًا، كما يعتبرها المؤرخون وعلماء الآثار موقعًا مهمًا بسبب هندستها المعمارية الصخرية الجميلة ونظامها المبتكر لإدارة المياه، مما جعل المنطقة صالحة للسكن رغم أنها محاطة بالصحراء والتضاريس الجبلية الوعرة.

أصبحت مدينة البتراء تسمى المدينة الوردية بسبب لون الأحجار المستخدمة في مبانيها، وقد تم اختيارها كموقع تراث عالمي لليونسكو في عام 1985م، وعلى الرغم من أن المدينة فيما بعد لم تعد مدينة مهمة إلا أن المؤرخين أشادوا بالطريقة التي قام بها البدو النبطيون بتأسيس المدينة، حيث قاموا باستخدام شكل حديث من التقنية المعروفة باسم الهندسة المعمارية الصخرية.

نحت الأنباط العديد من مباني المدينة من الأسطح الحجرية المحيطة بها، لكن مع تطور الثقافة النبطية ومع سعي الرومان والبيزنطيين في وقت لاحق إلى ترك آثارهم الخاصة على المدينة ظهرت الهندسة المعمارية في البتراء كمزيج من الثقافات التي احتلتها، تعد البتراء الآن أحد المواقع التي تبهر الزوار من جميع أنحاء العالم، ويتم الوصول إلى الموقع الآثري لها عن طريق المشي خلال فجوة طويلة طولها 200 متر إلى أعلى.

يتم الدخول إلى مدينة البتراء عبر السق، وهو ممر ضيق يصل طوله إلى أكثر من كيلو متر واحد، ويحيط به من الجانبين مرتفعات صخرية يصل ارتفاعها إلى 80 متراً، ومجرد المشي من خلال السق هو تجربة ومغامرة شيقة في حد ذاتها حيث تتيح للزائر رؤية ألوان وتشكيلات الصخور المبهرة، التي تعد واحدة من المناظر الطبيعية الجيولوجية الفريدة في العالم والمنحوتة من الحجر الرملي المحمر الشاحب.

المرجع

مصدر 1

 

Exit mobile version