قال الله عزوجل على لسان الحبيب المصطفى بأن هناك ثلاثة أشخاص لا يرفع الله صلاتهم أي لا يقبلها وهما العبد الهارب من سيده، والمرأة التي ينام زوجها وهو عليها غاضب، والإمام الذي يكرهه قومه، وفي رواية أخرى الأخوة المتخاصمون… وفيما يلي سنقدم مقال عن من هم الثلاثة الذين لا ترفع صلاتهم
من هم الثلاثة الذين لا ترفع صلاتهم
- روى الترمذي، وحسنه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون)
شرح الحديث
- يجب على المُسلِمِ أنْ يَسْعى دائما لتحصيل الخير، والنفع بالأخرة من خلال أعمالِه، لذلك حذرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مِن القيام بالأعمالِ الَّتي تُهدِرُ الأجرَ والثَّوابَ لصاحبِها
- في الحديثِ الشريف يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم:
– ثلاثةٌ لا تُجاوِزُ صَلاتُهم آذانَهم: يعني ثلاث لا تصعد صَلاتَهم إلى السَّماءِ، وتكونُ صلاة غيرَ مَقبولةٍ لأنَّها اقترنَت بمعصيةٍ، ولا تصعد الصلاة حتَّى إن كانت صحيحةً في أركانها، وشُروطِها
-
العبدُ الآبِقُ:
- العبدُ الذي يهرب مِن مالكِه بلا عذر أو سببٍ في هروبِه، فلا تُقبَلُ صلاتُه حتَّى يَرجِعَ لسيِّدِه ومالكِه،
-
امرأةٌ باتَت وزوجُها عليها ساخطٌ
- المرأة التي باتت ليلتها وزوجها عليها غاضبٌ بسببِ عصيانها له وعدم طاعته، وسوءِ أخلاقِها، وعدَمِ تأديةِ حُقوقِه الشرعيَّةِ
-
إمامُ قومٍ وهم له كارِهون
- الإمام هو مَن تقدَّم النَّاسِ في الصَّلاةِ، كارهون له يجب أن يكون سبب ذلك أمرٍ يتَعلَّقُ بدِينِه مِن فسق، أو كذبٍ، أو جهل
- إذا كان الإمام صاحبَ دِينٍ، وكانت الكَراهةُ بسبب أمرٍ مِن أمورِ الدُّنيا، فلا يُؤخذ بها ولا يولامُ على إمامتِه
- حدثنا محمد بن عمر بن هيَّاج، ثنا يحيى بن عبدالرحمن الأَرحَبِي، حدثني عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن المِنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترتفع صلاتُهم فوق رؤوسهم شبرًا: رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتَت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان)
شرح الحديث
- ثلاثة أشخاص لا ترفع صلاتهم ولا يتقبلها الله عزوجل وهم:
1. امرأة بَاتَتْ وَزَوْجهَا عَلَيْهَا سَاخِط
- المرأة التي تبات ليلها يغضب عليها زوجها لعَدَمِ إِطَاعَتهَا له فِيمَا أَرَادَ، وَلِهَذَا قَالَ الرسول صل الله عليه وسلم بَاتَتْ لِأَنَّ الأمر يكون في اللَّيْل عادة
2. أَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ
- أخوان لفظ يعني شخصان مسلمان نَسَبًا وَدِينًا
- مُتَقَاطِعَانِ: متخاصمان فَوْق ثَلَاث في الباطل، والْمُرَاد هنا هو التَّقَاطُع الْغَيْر الْجَائِز بين الأخوين
-
رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون
- يكره أن يقوم رجل بالصلاة بقوم، وأكثرهم له كارهون أي لا يرغبون في الصلاة خلفه سوا أان لأمور تخص دينه، أو لأمور تخص شخصه
- من المستحب تنحية هذا الإمام لأن الصلاة وجب فيها الألفة والتلاحم
روايات مختلفة الحديث
- روى ابن ماجه في سننه بإسناد حسن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا: رجل أم قوما، وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وأخوان متصارمان }
- في الترمذي عن أبي أمامة قال ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عنها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون } قال الترمذي: حديث حسن
- في سنن أبي داود وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قوما، وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارا – والدبار الذي يأتيها بعد أن تفوته – ورجل اعتبد محررا }
– رجل أتي الصلاة دِبارًا: الشخص الذي يتخذ حضور الصلاة بعد انتهاء الناس منها عادة له، وقيل: أن يأتي الرجل للصلاة بعدما يفوتُ وقتُها، أو حين يدبر وقتها.
– اعْتَبَد محررًا: اتَّخذ الرجل عبدًا بعد أن يعتقه، أو يعتقله بعد العتق، فيقوم باستخدامه كرهًا، أو يقوم رجل بأخذ حرًّا ويدعيه عبدًا له أو يتملكه
المراجع