تاريخ تاسيس الازهر الشريف

الأزهر الشريف في جمهروية مصر العربية هو نصب إسلامي ذو أبعاد عديدة، شيده الخليفة المعز لدين الله في سنة 970، وكان أول مسجد يتم تأسيسه في القاهرة، وفي هذه المقالة، نقدم تاريخ تاسيس الازهر الشريف، وتحوله التدريجي إلى أحد أكثر مراكز التعليم الإسلامي نفوذا في العالم.

تاريخ الأزهر الشريف

الأزهر الشريف يعد اليوم الجامعة الدينية الأكثر أهمية في العالم العربي، مع أكثر من 90 ألف طالب يدرسون في هذا المكان، ويمكن القول أنه واحد من أهم مراكز التعليم الإسلامي والأكبر والأكثر نفوذا في العالم الإسلامي السني لأكثر من ألف سنة.

بعد تأسيس هذا المسجد في سنة 970 سمي بالأزهر، وهو إسم يلمح إلى إسم فاطمة الزهراء، بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنذ التأسيس ظل شكل التعليم في جامعة او مسجد الأزهر غير رسمي نسبيا لجزء كبير من تاريخه.

في عهد الخلافة العباسية في القرن الـ 12 أصبح الأزهر مركزا أكثر أهمية للتعلم، وإستمر في الإزدهار بعد ذلك كمركز للمنح الدراسية السنية، وفي أوائل القرن الثالث عشر لحق بالأزهر أضرار جراء زلزال قوي، ليتم تحديثه بالشكل الذي يعرف به اليوم.

في الأول لم يكن للأزهر الشريف شروط أو قوانين مثل متطلبات للإلتحاق، أو منهج رسمي أو شهادات، وكان البرنامج الأساسي للدراسات ولا يزال حتى اليوم هي الشريعة الإسلامية، ولغة التدريس هي اللغة العربية.

تاريخ الأزهر الشريف
تاريخ الأزهر الشريف

تاريخ تاسيس الازهر الشريف

في الأول تأسس الأزهر الشريف كمسجد، وبدأ العمل عليه في سنة 970 للميلاد، وتم الإنتهاء من بناءه في غضون عامين، وأول صلاة أقيمت في داخل هذا المسجد كانت في يوم 7 رمضان 361 للهجرة، الموافق ليوم 22 يونيو 972 للميلاد.

يختلف المؤرخون حول سبب تسمية المسجد بالأزهر، لكن الراجح أن المسجد أخذ إسمه من فاطمة الزهراء إبنة النبي محمد، وهذا التفسير يبدو الأكثر ترجيحا بين التفاسير الأخرى، وخاصة أن الفاطميين الذين أسسوا المسجد، أخذوا إسمهم من فاطمة.

في العصر الفاطمي بين 971 و 1171 كان الأزهر جامعة ثانوية، هدفها نشر التعاليم الشيعية في مصر، وهو المذهب الرسمي لهذه الدولة، وقد كان موقع الأزهر ذو أهمية كبيرة للسلالة الفاطمية، لكنه لم تكن بنفس الأهمية لباقي العالم الإسلامي.

العالم الإسلامي السني ركز على مدينة بغداد كمركز للمعرفة الإسلامية، ففي مدارس بغداد تعرف المسلمون على العديد من الشخصيات الإسلامية المأثرة، منهم الغزالي والباقلاني، وبالنسبة إلى غالبية المسلمين، لم يكن الأزهر مشهورًا مثل مدارس بغداد.

في البداية، ومع المنافسة من مدارس بغداد، لم يكن للأزهر أهمية، بل أن العديد كان ينظر إلى الفاطميين على أنهم زنادقة، وهو رأي قاله عدد من كبار العلماء السنيين، وهذا الموقف أعاق الأزهر من إتخاذ مكانة بارزة في العالم الإسلامي في زمن الفاطميين.

تاريخ تاسيس الازهر الشريف
تاريخ تاسيس الازهر الشريف

العصر الذهبي للازهر الشريف

عندما تسلم الأيوبيون السلطة في مصر، تحول الأزهر إلى التعاليم الإسلامية السنية، عوضا عن الشيعية، ولكن مع إنشاء المزيد من المدارس في مصر، أصبح وضع الأزهر في العالم الإسلامي بنفس الأهمية التي كان عليها في زمن الفاطميين، وكانت مثل أي مدرسة إسلامية أخرى.

في عهد السلطان الظاهر بيبرس، شهد الأزهر نهضة جديدة رفعته ليصبح أعلى مؤسسة للتعليم الإسلامي، وذلك من خلال تحديث المسجد، وبعدها أمر بان تكون صلاة الجمعة الرئيسية في الأزهر، وهو ما شجع عليه العلماء، وتعد هذه الفترة بمثابة العصر الذهبي للأزهر.

بعد النهاية الفعلية للخلافة العباسية، تم دعوة الأسرة العباسية للعيش في مصر، ومع هذه الخطوة، هاجر العديد من العلماء المسلمين من الشرق إلى مصر هربا من المغول، ومن جهة أخرى جائها العلماء المسلمين من الأندلس بعد تدمير عدد من الإمارات في شبه الجزيرة الإيبيرية.

العصر الذهبي للازهر الشريف
العصر الذهبي للازهر الشريف

التعليم في الازهر الشريف

جامعة الأزهر هي إمتداد طبيعي للمسجد الكبير للأزهر، ولأكثر من ألف سنة، أنتجت الأزهر الألاف من العلماء البارزين، خاصة خلال الفترة المملوكية حيث كان الأزهر القبلة الأولى للتعلم في العالم الإسلامي، وعبر التاريخ درس في الأزهر عدد من العلماء المشهورين، منهم :

  • أبو العباس القلقشندي.
  • تقي الدين أحمد المقريزي.
  • ابن حجار العسقلاني.
  • بدر الدين العيني.
  • سراج الدين البلقيني.
  • أبو المحاسن بن تغري دي.
  • شمس الدين السخاوي.
  • جلال الدين السيوطي.
  • محمد بن أحمد بن اياس.
  • محمد تقي الدين الفاسي.

مع هزيمة المماليك في عام 1517 ، إستمرت أهمية الأزهر الشريف، وفي ظل الحكم العثماني إحتلت مكانة بارزة بين مؤسسات التعليم المصرية، وفي أواخر القرن التاسع عشر، تم إضافة الطابع الرسمي للأزهر، منها متطلبات القبول والإمتحانات، وتم إدخال عدد من الموضوعات المعاصرة للمنهج الدراسي.

التعليم في الازهر الشريف
التعليم في الازهر الشريف

المراجع
المصدر 1
المصدر 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *