على الرغم من أن الطائفتين الرئيسيتين في الإسلام، السنية والشيعية، تتفقان على معظم المعتقدات والممارسات الأساسية للإسلام، إلا أن الإنقسام بينهما بدأ مع بداية الإسلام قبل حوالي 14 قرنا، وفي هذه المقالة نعرف من هم الشيعة، ومتى بدأ تاريخ تاسيس الشيعة.
ما هم الشيعة
الشيعة هم أتباع طائفة إسلامية، يعرفون أيضا بإسم أتباع علي، حيث أن أتباع الشيعة يرون في علي بن أبي طالب المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي، ويؤمن الشيعة بأن التشيع هو الإسلام بحد ذاته، وان الطوائف الأخرى ليست على حق، وأنها نشأت بعد الإسلام بسنوات، من قبل الحكام والسلاطين للإبتعاد عن الإسلام الحقيقي للرسول.
بعد أن أصبح عثمان بن عفان خليفة للمسلمين، تطور الأمر، وطالب الشيعة الخروج والتمرد على الخليفة، وفي الأخير قتل عثمان، وعندها أجمع المسلمون على أحقية علي بن أبي طالب بالخلافة، وهنا ظهرت الشيعة، وهي شيعة علي، أو حزب علي، وهو المصطلح الذي حصل عليه أنصار علي بن أبي طالب منذ ذلك الحين.
تاريخ تاسيس الشيعة
بدأت الشيعية في الظهور في سنة 623، بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان سبب الخلاف بين طرفين من المسلمين في إختيار الخليفة، فقد رأى الغالبية من المسلمين أن الأحق بالخلافة هو الشخص الذي يتوافق الناس عليه، في حين كانت هناك أقلية ترى أن القيادة والإمامة يجب أن تبقى داخل عائلة النبي، أي أن يكون الخليفة الجديد من عائلة النبي.
في نهاية المطاف فازت الأغلبية، والتي سميت بعد ذلك بالسنة، ووقع الإختيار على صديق الرسول المقرب أبو بكر الصديق، ليكون أول خليفة أو زعيم في المجتمع الإسلامي، وأما الخليفة الرابع فقد كان علي بن أبي طالب، والذي كانت الأقلية ترى منذ اليوم الأول أنه الأحق بالحكم بعد وفاة النبي، لكنه وبعد مدة من تسلمه للحكم تم إغتياله.
خلال فترة علي بن أبي طالب شهدت الأمة الإسلامية أول حرب أهلية في التاريخ، وهي حرب أهلية إستمرت لمدة خمس سنوات، وقد ظلت أثارها لأكثر من مائة عام، وقد واجه علي بن أبي طالب الكثير من المشاكل خلال فترة حكمه، من أهمها، مطالبة المسلمين له بالقصاص لمقتل عثمان بن عفان.
بعد نهاية عصر الخلافاء، ظهرت الدولة الأموية، وهذه الخلافة لم يوافق عليها الأقلية، الذين كانوا يرون أن الأحق بالخلافة لا يزال يجب أن يكون من عائلة النبي، وفي سنة 61 للهجرة قام الحسين بالهجوم على الخلافة الأموية بعد تولي يزيد بن معاوية الخلافة، والذي كان يرى فيه الحسين شخصا غير كفء بمنصب أمير المؤمنين.
في المعركة قتل الحسين وقطع رأسه، وكان الأمر نجاحا بالنسبة للخلافة الأموية، كونها قامت بقتل أخر أفراد عائلة محمد، وبذلك وضعت حدا نهائيا لجميع الذين يطالبون بتولي عائلة النبي للخلافة، ولكن ومن جهة أخرى أصبح إستشهاد الحسين في كربلاء القصة المركزية للتقليد الشيعي، ويتم الإحتفال به سنويا في يوم يعرف بإسم عاشوراء.
الانقسام السني الشيعي
بالإضافة إلى معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين، كان هناك أسباب أخرى أدت إلى زيادة الإنقسام بين الشيعة والسنة، أهمها جاء بعد صعود الأسرة الصوفية، التي حولت إيران من مركز سني إلى معقل الشيعة في الشرق الأوسط، وبالرغم من ذلك عاش السنة والشيعة في سلام طوال التاريخ، وظل الأمر كذلك حتى القرن العشرين.
في أوائل القرن العشرين، أدت الثورة الإسلامية في إيران إلى صدام بين السنة المحافظين في المملكة العربية، مع الشيعة في إيران، وتطور الأمر من خلاف ديني وطائفي إلى خلاف سياسي، ولا يزال الخلاف قائما حتى يومنا هذا، وكانت هناك أحداث ساهمت في هذا التوتر، منها الربيع العربي وحرب الخليج وظهور صدام حسين.
من أجل الحصول على النفوذ الأقوى، دخل الشيعة بقيادة إيران إلى عدة حروب أهلية في العالم العربي، منها سوريا ولبنان والعراق واليمن وغيرها، ومن أجل كبح هذا المد الإيراني والشيعي في الوطن العربي، دخلت المملكة العربية السعودية في هذا الصراع، وذلك كان جليا في حرب اليمن.
على الرغم من الطبيعة الطويلة الأمد للإنقسام السني الشيعي، فإن الطائفتين قد تعايشتا في سلام نسبي لعدة قرون، وقد يكون الصراع في الوقت الحالي، سياسي أكثر مما هو عليه ديني أو طائفي، وبداية الخلافة في الأصل كان خلافا سياسيا على من هو الأحق بتولي القيادة بعد وفاة النبي.