اليابان إحدى الدول الأكثر شهرة وتقدما في مجال التكنولوجيا والصناعة في العالم، بالإضافة إلى العراقة والأصالة والتاريخ الموجود في أرضها منذ الاف السنين، تقع في شرق آسيا بين المحيط الهادئ وبحر اليابان، سميت بذلك كونها تقع في أقصى الشرق في العالم القديم، فكانت الشمس تشرق منها، تعني منبع أو مشرق الشمس، وتتألف مما يزيد على ثلاثة آلاف جزيرة، أربعٌ منها الجزر الأكبر والأكثر أهمية، وتتكون من 47 محافظة مقسمة إلى ثماني مناطق، نقدم لكم خلال هذه المقال تاريخ تاسيس اليابان.
تاريخ تاسيس اليابان
تعتبر اليابان من البلدان ذات التاريخ العريق والمتجذر في العالم القديم، فتشير الأحافير والآثار إلى استيطان ووجود الحضارة أثناء العصر الحجري الياباني حوالي 30.000 سنة قبل الميلاد.
التاريخ القديم لليابان كان مكتوبا في البداية في الكتب الصينية، ومن ثم تم إدخال طرق الكتابة الصينية والكورية إلى اليابان، فبدؤا بكتابة تاريخهم من حوالي ستة قرون قبل الميلاد.
دخلت اليابان في فترة حكم المحاربين في العصور الوسطى ويعرفون بالساموراي، وفى القرن السادس عشر وصل التجار من الغرب فبدأ يحدث تبادل تجاري فيما بينهم، ومع دخولهم دخل الدعاة المسيحيون فنظر إليهم اليابانيون على أنهم يريدون غزوهم.
منع التجار المسيحيين من دخول البلاد ما عدا منطقة صغيرة في ناجاساكي وللتجار الصينيين والكوريين والهولنديين، واستمرت هذه العزلة مدة قرنين ونصف حتى أجبرهم ماثيو بيري عميد البحرية الأمريكية على فتح أبوابهم وتوقيع اتفاقية عندما أتى بسفنٍ تحمل أسلحة رشاشة ومدافع وغيرها إلى اليابان وهو ما أخافهم.
مرحلة الإصلاح فى اليابان
بدأت مرحلة الإصلاح في عام 1868 بعد تولى الإمبراطور ميجي الحكم، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة انعطاف خطير في تاريخِ البلاد، فقد أجبرت على توقيع اتفاقية صداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وبريطانيا، وفتحت بموجبها حدودها أمام الشعوب الأخرى، مما خلق حالة انفتاح بين الشعب الياباني وشعوب العالم.
مرحلة الإمبراطور موتسوهيتو
قامت حكومة الإمبرطور بإصلاحات كثيرة لإعادة بناء الدولة اليابانية، معتمدة على قاعدة أن الشعب متجانس، يقيم على أرضٍ مقدسة ترعاها الآلهة، والإمبرطور من سلالة الآلهة ويعد أبا للجميع، وخلال هذه المرحلة استطاعت بناء اقتصاد قويٍ.
شكلت جيشا قويا يؤمن بقدسية أراضيه، استطاع الإمبرطور بناء مجتمع عصري يأخذ بالديمقراطية الغربية، وفرض قانون التعليم الإلزامي.
النهضة لم تستمر طويلا، إذ أخذت تظهر تعارضا مع السياسة الأمريكية، والتوجه نحو ألمانيا، والتحالف مع هتلر.
يعد التحالف تمهيدا لقيام الحرب العالمية الأولى، والتي اتبعتها بسنوات قليلة الحرب العالمية الثانية، فقصفت الولايات المتحدة طوكيو ونجازاكي وهما أكبر المدن اليابانية بالقنابل النووية، والتي أدت إلى استسلام اليابان.
الجغرافية اليابان
تمتد جزر اليابان على طول سواحل المحيط الهادي في الناحية الشرقية من آسيا، وتعتبر نسبة كبيرة من مساحة اليابان غير صالحة للزراعة أو الاستخدام للصناعة نظرا لكونها غابات جبلية.
تكتظ المدن السكنية بالسكان، ونظرا لموقعها الساحلي وقلة المساحات المتبقية وصلاحها للاستخدام البشري، وتتصدر قائمة الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
اقتصاد اليابان
يعتمد الاقتصاد الياباني على قطاع الصناعة بشكل رئيسي، يصدر بالدرجة الأولى الطاقة والمواد الأولية، أما فيما يتعلق بقطاع الزراعة فله النصيب الأقل في البلاد من حيث الحجم إلا أن الحكومة اليابانية تقدم الدعم الكبير لهذا القطاع، ويعتبر المردود الذي تحققه بأنه الأعلى عالميا.
تعتمد اليابان ذاتيا على سد ما يحتاجه السكان من الأرز، وتلجأ إلى استيراد الحبوب من الخارج، وتمتلك أسطولا خاصا للصيد، الأكبر على مستوى العالم إذ يشكل ما نسبته 15 فى المائة من المحصول الإجمالي العالمي للصيد، ويشار إلى أن الاقتصاد الياباني عاش ازدهارا ونموا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
الحياة في اليابان
تعتبر اليابان واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم باعتبار قطاع الصناعة الأكبر في اقتصادها، ويتمتع اليابانيون بأخلاقيات مرتفعة في العمل أدت إلى وصولها إلى هذه النتيجة والطفرة السريعة بعد خروجها من الحرب.
تتصدر اليابان العديد من المنتجات وتشتهر بشكل أساسي على التكولوجيا الحديثة والآليات المتطورة، وتعد أحد الرواد في البحث العلمي والتطور الكبير في مختلف المجالات في العلم والهندسة والطب وغيرها.
وتعتبر الثقافة اليابانية إحدى الثقافات الشهيرة في العالم بطابعها الخاص والمستوحى من تاريخها العريق وخاصة من العصور القديمة.
دخلت الثقافة الحديثة على البلاد والمستوحاة من الغرب، ولربما يكون الأنمي أحد أشكال هذه الثقافة انتشارا في العالم والذي ينبع بشكلٍ أساسي من اليابان، معظم الأطفال سواء الحاليين أو القدماء تربوا على مسلسلات الأنمي والكرتون النابعة من اليابان.
تشتهر بالفنون الخاصة بها والمميزة: كفن الرسم الياباني، والمسرح الياباني، والسينما، والموسيقا والتي تتمتع جميعها بطابع خاص يختلف عن باقي الأماكن في العالم، المطبخ الياباني يعتبر أحد المطابخ الأكثر شهرة في العالم.
المراجع
