تاريخ تاسيس السودان
تقع جمهورية السودان في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الإفريقية، وتشترك بحدود مع إثيوبيا وإريتريا من الجهة الشرقية، ومع مصر وليبيا من الشمال، أما حدودها من الغرب فتأتي مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومع دولة جنوب السودان من الجهة الجنوبية عاصمتها الخرطوم، وتحتل السودان المرتبة الثالثة على مستوى أفريقيا من حيث المساحة قبل الانفصال، حيث تقدر مساحته بنحو 1.886.068كم2، إلا أن ذلك تغير بعد انفصال الجنوب السوداني عن البلاد، نقدم لكم خلال هذه المقال تاريخ تاسيس السودان.
تاريخ تاسيس السودان
يرجع تاريخ استقرار الإنسان في أراضي السودان إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وتعتبر السودان موطنا لعدد من الحضارات القديمة المتعاقبة عليها، كمملكة كوش، ومروي ونوباتيا والمقرة وغيرها الكثير من الحضارات التي قامت على طول نهر النيل.
حيث استقر الانسان فى السودان خلال الفترة الزمنية بين 8000 الى 3200 قبل الميلاد من العصر الحجري، واستدل على ذلك من خلال ما تم العثور عليه من جماجم ذات أصول زنجية متحضرة في منطقة الخرطوم ومنطقة الشهيناب فوق الضفاف الغربية لنهيل النيل، وفي سنة 1928م تمكن الإنسان من العثور على هيكل لجمجمة إنسان في منطقة سنجة في ولاية النيل الأزرق، وأشارت بدورها على الوجود الإنساني في المنطقة من العصر الحجري البلستوسيني.
كما استضافت الأراضي السوادنية عدد من المماليك، ومن بينها أقدم الممالك السودانية وهي مملكة كوش النوبية، حيث أقامت في الضفة الشرقية من نهر النيل، وشهد السودان خلال تلك الفترة ازدهارا في التجارة، ويذكر أن نظم الإدارة قد عرفت في السودان خلال عهد مملكة كوش النوبية، كما تمكنوا من تشييد الأهرامات وتعدين الحديد والصناعات الحديدية خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
نظام الحكم في السودان
- السلطة التنفيذية: يتألف الحكم في السودان حسب اتفاقية السلام عام 2011م من 3 مستويات سلطوية هي: مركزي رئاسي يتمثل في رئيس الدولة ومجلس الوزراء. حكم إقليمي: يتمثل هذا الحكم في حكم حاكم كل ولاية في الدولة. محلي: يتمثل في المراكز المحلية بالولايات.
- السلطة التشريعية: تتمثل هذه السلطة في المجلس التشريعي المتألف من مجلس الولايات والمجلس الوطني، حيث يتألف مجلس الولايات من 349 عضو.
- السلطة القضائية: تتألف من المحكمة العليا والمحاكم العامة ومحاكم الاستئناف والمحاكم البدائية أو المحاكم الجزائية من الدرجة الأولى والثانية والثالثة المنتشرة في الولايات، بالإضافة للمحاكم الشعبية محاكم المدن والأرياف والتي تضم شيخ القبائل وتطبيق الأعراف.
الدين فى السودان
يعتبر الإسلام الديانة الرسمية للدولة، وتصل نسبه المسلمين فى السودان إلى 65 فى المائة من السكان/ وترتبط دولة السودان بالعالم الإسلامي، وذلك لكونها محطة عبور مهمة للحجاج الأفارقة المتجهين إلى مكة المكرمة، كما يوجد العديد من الديانات السماوية الأخرى.
كما يوجد فى السودان ديانات تقليدية تبلغ ما نسبتها 25 فى المائة، وحوالي 10 فى المائة من سكان الجنوب من المسيحيين، وتشير التقارير إلى أن الديانة المسيحية تنتشر بسرعة، حيث إن أغلب المسيحيين في المجتمع هم من الكاثوليك الرومي، أما بالنسبة للرومانيون الأرثوذكسيون، والقبطيون، والأنجليكانيون فهم موجودون بأعداد صغيرة في المدن، غير أن هناك أدلة تشير إلى أن العديد من المسيحيين ما زالوا يمارسون عناصر من الديانات الأصلية التقليدية.
اللغة فى السودان
تمتلك السودان لغتان رسميتان، وهما: اللغة العربية الفصحى، واللغة الإنجليزية، ويقدر عدد اللغات الأصلية في السودان بنحو 114 لغة، في حين أن هناك أكثر من 500 لهجة في البلد، وقد تم الاعتماد الرسمي لعلم السودان في عام 1970، وهو مشابه لأعلام الدول العربية الأخرى من حيث اللون والتصميم، ويحمل العلم اللون الأحمر، والأخضر، والأبيض، والأسود.
الغزو التركي للسودان
قرر والي مصر العثماني محمد علي باشا عام 1821، على اتخاذ خطوة إرسال حملة عسكرية لاحتلال السودان تحت إمرة نجله إسماعيل باشا، وتكللت هذه الخطوة بالنجاح، فضمت السودان وكل من المناطق الاستوائية في الجنوب وكردفان في الغرب وصولا إلى دارفور وسواحل البحر الأحمر وإريتريا في الشرق لمصر، ولعب خلفاء والي مصر دورا مهما في إقامة كيان سياسي للسودان فوق حدود مقاربة للحدود الحالية.
الثورة المهدية فى السودان
قامت الثورة في الأراضي السودانية بقيادة محمد أحمد المهدي، ويذكر أنه كان قد إدعى المهدية وأنه مرسل من الله إلى الأرض ليعم العدل فيها بعد الظلم، وكانت الجموع السودانية قد التفت حوله ولاقت قبولا كبيرا، فحقق انتصارات بفضل ذلك على الأتراك والمصريين، وأقام دولة المهدية سنة 1885، بعد تحرير الخرطوم، إلا أنها انهارت بسرعة كبيرة سنة 1898، خلال معركة كرري بينها وبين القوات البريطانية المصرية، ولقي حتفه على يد الخليفة عبد الله التعايشي بعد الواقعة بقليل.
استقلال السودان
حيث انتهى مؤتمر الخريجين المنعقد سنة 1938 إلى المناداة بالتخلص من الاستعمار في البلاد وتصفيته، ثم منح السوادنيين الحق الكامل بتقرير المصير، وواصل المؤتمر جهوده إلى أن اجتمع البرلمان السوداني في التاسع عشر من شهر ديسمبر سنة 1955، وتم الإعلان الرسمي لاستقلال البلاد، مع مطالبة دولتي الحكم الثنائي بضرورة الاعتراف بالسودان كدولة مستقلة، ورفرف العلم السوداني لأول مرة في سماء البلاد في الأول من شهر يناير سنة 1956.
المراجع