من هم الصابئة
الصابئة هي جماعة دينية ذكرت بالقرآن الكريم، وكانت هويتها مصدر لغز وغامضة بالنسبة للعلماء وحتى وقتنا هذا، فيما يلى نعرض من هم الصابئة.
من هم الصابئة
يشير مصطلح “الصابئين”، كما هو مستخدم حرفيًا في التعليقات القرآنية، إلى “الشعوب التي تحول من دين إلى آخر” أو “الشعوب التي تتعامل مع دين جديد غير دينهم”.
جمع صابئي مستمد من جذر ساب، حيث يشير إلى “اللجوء إلى” أو “تميل إلى”.
الصابئة فى القرآن الكريم
الصابئين ذكروا في ثلاث آيات في القرآن الكريم :
الآية الاولي
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ( البقرة)
الآية الثانية
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) (الحج)
الآية الثالثة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) (المائدة)
وقال ابن القيم رحمه الله: “اختلف الناس كثيراً عنهم، وكان الأئمة غير متأكدين منهم لأنهم لم يكن لديهم معرفة كافية بمعتقداتهم ودينهم.
قال الشافعي رحمه الله: إنهم مسيحيون، وقال في مكان آخر: إن قضيتهم ستخضع لمزيد من البحث؛ إذا كانوا يشبهون المسيحيين في الأمور الأساسية لكنهم يختلفون عنهم في بعض القضايا البسيطة
فعندئذ يجب أن تؤخذ الجزية منهم، لكن إذا اختلفوا عنهم في قضايا الدين الأساسية فلا يمكن الموافقة على دينهم من خلال أخذ الجزية منهم.
وفيما يتعلق بآراء السلف المتعلقة بهم، روى سفيان بن ليث أن مجاهد قال: إنهم شعب قادم بين اليهود والمجوس وليس لهم دين.
قال ابن القيم: إن الصابئة أمة كبيرة من بينهم مباركون ومهلكون، وإنهم واحد من الأمم التي تنقسم إلى المؤمنين والكافرين.
فالأمم قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من نوعين، الأمم الكافرة التي كان مصيرها مثل أهلها مثل عابدي الأوثان والسكان.
وآخرون انقسموا إلى أولئك الذين باركوا وأولئك الذين كانوا محكومين عليهم، أي اليهود والمسيحيين والصابئين.
آراء مختلفة عن الصابئة
يضع العديد من العلماء الصابئة بين أهل الكتاب، في حين أن بعض العلماء لم يقبلوا هذا التصنيف بسبب اعتقادهم أن مصطلح أهل الكتاب قد استخدم على وجه التحديد لليهود والمسيحيين.
أخبرنا العلماء المسلمون الأوائل أن الصابئة كانوا جماعة دينية تعيش في جنوب بلاد ما بين النهرين.
وتشير جميع الأدلة إلى فكرة أن صابئي القرآن كانوا المندائيين في جنوب العراق، نعلم أن المندائيين كانوا يعيشون في هذا المجال منذ القرن الثاني للعصر المسيحي.
معتقداتهم وطوائفهم لها العديد من أوجه التشابه مع اليهودية والمسيحية والزرادشتية، ويشار إلى أتباعه في القرآن باسم المجوس، ويحملون عناصر مختلفة من هذه التقاليد الدينية.
في الفترة العباسية، ظهرت التكهنات بأن الصابئين اتبعوا عبادة كوكب بلاد ما بين النهرين القديمة.
ومن هذه الفترة فصاعدًا، رأى معظم العلماء علاقة خاصة بين مصطلح “الصابئة ” وثنيي حران، التي كانت مدينة قديمة ذات أهمية استراتيجية وأصبحت الآن قرية في جنوب شرق تركيا.
السمات المميزة للحرانين، مثل الشرك وعبادة النجم والمعبود، قد نسبت إلى الصابئين أيضًا.
هذا يتعارض مع آراء العلماء الأوائل، حيث أنهم لم يذكروا الشرك أو عبادة الأوثان أثناء وصفهم للصابئين.