العمرين مصطلح جاء في أحد الأحاديث التي تنسب للرسول محمد صل الله عليه وسلم بعدما دعى الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين، وفي هذه المقالة، نعرف من هم العمرين وكيف كان علاقتهما بالإسلام، وهل إستجاب الله لدعاء نبيه.
من هم العمرين
في بداية الإسلام كان المسلمون يتعرضون إلى الكثير من العداء من كبار قريش، ومن أكثر الشخصيات التي حاربت الإسلام أنذاك، عمر بن الخطاب، وعَمرُو بن هِشامِ،فكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يطمع في دخول أحدهما إلى الإسلام، لذا رفع يديه إلى السماء وسأل الله أن يهدي أحدهما للإسلام.
في الحديث الصحيح لم يذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لفظ العمرين، وإنما قال الرجلين، وعلى عكس حديث “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين”، فإن الحديث الصحيح في صحيح الترميذي، ويقول : “اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال: وكان أحبهما إليه عمر”.
بعد فترة من الزمن إستجاب الله دعاء نبيه، وكان الإختيار على عمر بن الخطاب، والذي ساهم بشكل مهم في نشر رسالة الإسلام حول العالم، أما عمرو بن هشام فقد ظل على كفره، وقتل كذلك في معركة بدر، ولقبه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأبي جهل.
من هما العمرين
عمرو بن هشام
عمرو بن هشام بن المغيرة والملقب بأبو جهل، كان سيدا من سادات قريش، من قبيلة كنانة، وهي نفس قبيلة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عرف عنه العداء الشديد للرسول ولأصحابه، ولقبه كان أبو الحكم أو أبي الحكم، لكن الرسول كناه بأبي جهل، بعد أن قام بقتل إمرأة عجوز كانت قد أعلنت إسلامها.
قتل عمرو بن هشام في معركة بدر، على يد إثنان من الشباب لم يتجاوز عمرهما السادسة عشر، وهما معوذ ومعاذ، وبعد مقتله قام الصحابي بن مسعود بقطع أذنه ورأسه، وجاء بالرأس إلى رسول الله، أما قطعه للأذن، فقد كان كنوع من الإنتقام، بعد أن قام عمرو بن هشام بقطع أذن بن مسعود ذات مرة.
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب أو الفاروق هو صحابي وثاني الخلفاء الراشدين وأحد أعظم الشخصيات في التاريخ، وقد صنف من بين أكثر مائة شخصية تأثيرا في التاريخ في كتاب الخالدون المائة من تاليف مايكل هارت، وقبل أن يصبح مسلما كان من أشد الناس عداوة للإسلام، ليدخل بعدها في صراع نفسي حاد، وأخيرا أعلن إسلامه بعد قراءة بعض الأيات من القرأن.
بعد إسلام عمر إشتهر بالشخصية القوية والقيادة العادلة، وقد كانت له مساهمة كبيرة في إنتشار الإسلام حول العالم، حيث أن الإسلام بلغ في عهده العراق ومصر وليبيا وفارس والأناضول وغيرها من البلدان التي لا تزال حتى يومنا هذا دولا مسلمة، ومن أهم إنجازاته كخليفة، السيطرة على مدينة القدس، ثالث أقدس مدينة في الإسلام.