من هم العباسيون
استمرت خلافة العباسيون، التي حكمت معظم العالم الإسلامي من بغداد منذ سنة 750 إلى 1258، وكانت الخلافة الإسلامية الثالثة في التاريخ، والتي أطاحت بالخلافة الأموية، لتتولى السلطة على جميع أراضي العالم الإسلامي، وفي هذه المقالة، نعرف من هم العباسيون وكيف كان العالم الإسلامي تحت قيادتهم.
من هم العباسيون
العباسيين، الإسم الذي حصلت عليه ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وهي سلالة إستطاعت الإطاحة بالخلافة الأموية بعد أن أصابها ضعف شديد، وإسم العباسيون ياتي من مؤسسي الدولة، وهم من أحفاد العباس بن عبد المطلب، عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأصغر.
بداية الدولة الفعلية كانت في سنة 754، في عصر الخليفة الثاني، الذي إتخذ عددا من القرارات الحاسمة، أولها إنشاء عاصمة على الضفاف الغربية لنهر دجلة، وتم بناءها والتخطيط لها بعناية، وبعد ثماني سنوات إستكمل البناء، وقبل ذلك كانت الكوفة هي المدينة التي إتخذها العباسيون عاصمة لهم.
بمساعدة من الفرس، نجح العباسيون في الإطاحة بالخلافة الأموية، وقاموا بنقل عاصمة الدولة من مدينة دمشق في سوريا، إلى مدينة بغداد في العراق، بالقرب من بلاد فارس، وبعد عام واحد فقط، دخل العباسيون في معركة صغيرة مع الصينيين في قيرغيزستان، سميت بمعركة نهر طلاس.
على الرغم من أن المعركة كانت مجرد مناوشات صغيرة، إلا أن نتائجها كانت ذو أهمية كبيرة، حيث سمحت بتحديد الحدود بين العالم الإسلامي والبوذي، وسمحت للعالم العربي بالإنفتاح نحو القارة الأسيوي، وأدى ذلك إلى تعلم العرب للعديد من الأسرار المعرفية من الحرفيين الأسيويين.
عادة ما يشار إلى فترة الخلافة العباسية بالعصر الذهبي للإسلامي، فقد إزذهرت العلوم، وبنت مدارس التعليم في جميع أنحاء الإمبراطورية، وإستطاعت الخلافة بناء جيش قوي سيطر على الشرق الأوسط وغرب أسيا وشمال أفريقيا، ومن أهم الشخصيات التي ساهمت في إزدهار هذا العصر :
- عبد الله بن محمد، 750 م – 754 م.
- هارون بن محمد، 787 م – 809 م.
- عبد الله بن هارون، 814 م – 833 م.
- جعفر بن محمد المعتصم، 847 م – 862 م.
- الفضل بن جعفر المقتدر، 946 م – 974 م.
- عبد الكريم بن الفضل المطيع، 974 م – 991 م
العباسيون والعصر الذهبي
تعد الفترة العباسية بمثابة العصر الذهبي للإسلام، فقد قام الخلافاء العباسيون بالإهتمام بالفنون والعلوم بجميع أنواعها، وكان للعلماء مكانة مهمة في المجتمع، وفي تلك الفترة كانت الدول العباسية الدولة الأكثر تقدما في العالم، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش بما كان يعرف بالعصور المظلمة.
في العالم العربي تمت ترجمت الكثير من النصوص الطبية والفلكية إلى اللغة العربية، وتوسع علماء العرب في نظريات إقليدس وبطليموس،وقاموا بإختراع الجبر، وإكتشفوا نجوما، وإستخدموا الأدوات الطبية، في حين قام بعد الكتاب بكتابة قصص لا تزال تقرأ حتى يومنا هذا، منها حكايات علي بابا، سندباد، علاء الدين.
قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتاسيس دار الحكمة في بغداد، وقد كان مكانا مخصص للمنح الدراسية، حيث العلماء العرب والعجم، المسلمين واليهود والمسيحيون، عملوا جميعا في مكان واحد بسلام، ما أنتج عنه ظهور العديد من الإختراعات والعلماء العرب، ابرزهم ابن الهيثم، والخوارزمي.
العباسيون والانهيار
نهاية الخلافة العباسية الفعلية كانت في سنة 1258، بعد إنهيار العاصمة بغداد تحت المد المغولي، وبالرغم من أن السلالة عاشت بعد ذلك في مصر، إلا أنهم ظلوا تحت حكم المماليك، ولم تكن لهم أي سيطرة سياسة أو دينية، وفي سنة 1517 كان النهاية الرسمية للخلافة بعد ظهور العثمانية.
بالرغم من إنهيار الخلافة، إلا أن العباسيون كان لهم دور مهم في تطور الثقافة الإسلامية، خاصة عندما تعلق الأمر بالعلوم والطب والعمارة والفنون، حيث أن العالم العربي لم يعرف تطورا في العلوم مثلما حدث خلال فترة حكم العباسيين للعالم الإسلامي والعربي.