الجاوا هم سكان جزيرة جاوة الإندونيسية بجنوب شرق آسيا ويتحدثون اللغة الجاوية بطلاقة، ويتبع معظمهم الدين الإسلامي وهم من هاجروا منذ قرن من الزمان إلى بلاد الحجاز وخاصة إلى مكة المكرمة، ، ونتعرف في هذا المقال عن من هم الجاوا.
من هم الجاوا
وأطلق عليهم اسم” الجاوية” وهم يعتبرون من أكبر الوحدات العرقية في المملكة العربية السعودية، وكان زمن هجرتهم أثناء العهد الثاني للدولة العثمانية لسهولة استخدام السفن في تجارتهم من الهند وبلاد بونت التي عرفت أيام الفراعنة لجلب البخور والعطور والبهارات والأقمشة الحريرية والقطنية المختلفة، مما عمل عل جذب الآلاف من جزر إندونيسيا الكثيرة.
ما هي أهم عرقيات الجاوا بالحجاز؟
من أهم عرقيات الجاوا بالحجاز هم المهاجرين من إندونيسيا وسنغافورة وبروناي وتايلاند وسومطرة، الذين تدينوا بالدين الإسلامي عن اقتناع وتمسكوا بكل تقاليده ومعتقداته فهم شديدي التدين بالدين الإسلامي، ومنهم من قطنوا في المدينة المنورة ومكة المكرمة واشتهر معظمهم بالغنى والنظام والنظافة والجود، وهم دائمًا يتحركون في نشاطاتهم في صورة مجموعات.
أهم المهن التي عمل بها الجاوا
عمل الجاوا بمهن عديدة تخصصوا فيها مثل تجارة الأقمشة وتجارة الأقلام الباركر والزراير الذهبية، والفوط ” البشكير” التي كان يرتديها أهل الحجاز في العمرة والحج، وكان بعض هذه الفوط يميز بين الفقراء والأغنياء، ففوط الأغنياء كانت تصنع من الحرير وأطلق عليها اسم “سمريندا”، والبعض الآخر من الأقمشة العادية والقطنية المختلفة كانت للفقراء.
وهم أول من أدخلوا الخدمات البنكية إلى الحجاز عن طريق الحكومة الهولندية، والتي أسست البنوك لخدمة الحجاج الجاويين عند زيارتهم وإقامتهم بالحجاز لصرف الصكوك البنكية التي جلبوها معهم من بلادهم عبر السفن التجارية.
أهم صفات الجاوا؟
اتصف الجاوا بالكرم والجود، وحب الغير والإيثار، وسلامة طويتهم، وفطرتهم، ولطفهم، وتعاملهم بكل ود واحترام بينهم وبين العرقيات المختلفة الأخرى، ويسيرون في جماعات خلف مطوفيهم وقادتهم، ويشترون نفس الأشياء والحاجات وأهم مايشترونه ” الكستارد” أو المهلبية والذي يطلق عليه “انقرمنيس” والبهارات والبخور، وكذلك يشترون المواد الغذائية المتنوعة والمختلفة مثل الأسماك التي يشترونها جميعهم سويًا وعندما تراهم يشترون الأسماك ترى في يد كل واحد منهم سمكة ويسيرون خلف قائدهم لا يتخلفون عنه مهما كانت الأسباب ومن هنا نعرف من هم الجاوا.
كيف وصل الجاوا إلى بلاد الحجاز ؟
وصل الجاوا إلى بلاد الحجاز قديمًا وقبل اختراع الطائرات عن طريق البحر، وذلك قبل بداية شهر رمضان في رحلة قد تستمر لشهر من الزمان، حتى انتهاء رحلتهم بعد شهر يغادرون إلى بلادهم، ولكن الكثيرون منهم فضلوا البقاء في بلاد الحجاز لممارسة الشعائر الدينية وبعضهم للتجارة والمكاسب الدنيوية الأخرى.
ماهو زقاق جاوا ؟
يقول أحد سكان المدينة المنورة منذ أكثر من 30 عام وهو من ذرية العالم المسلم ” عبد الصمد الفاليمبانى” ويسمى خدري ” إن الأجداد عاشوا في منطقة تسمى زقاق جاوة (قرية جاوة / أرخبيل) وآثار منازلهم ما زالت موجودة وأحفادهم ما زالوا موجودين هناك إلى الآن، وهناك من سمى الزقاق باسم رباط. وهذان المصطلحان مشتبهان”، وهو مكان قرب جسر المسفلة. وأمام فندق فلسطين وقف مبنى يدعى برج العباس.
وبحسبه، هذا هو المكان الذي يسمى بزقاق جاوة” ولكن الموجود الآن على أرض الواقع هي مباني حديثة وبنايات عالية، وتم ضمها إلى المسجد الحرام كوقف، ويستطرد خدري ويقول ” وفي أزمان ماضية، كانت الحكومة السعودية تبحث عن أحفاد إندونيسية، اسمها فاطمة. ليتم دفع ثمن أراضي جدتهم التي تستخدم في توسعة ساحة المسجد الحرام وفندق غريند زمزم، “لكن للأسف لم يتم العثور عليهم، مع أن مبلغ التعويض كبير جدا”. بحسبه .