من هم الغوغاء

عند اشتداد الأمور، وصعوبة إيجاد الحلول، يلجأ البعض إلي الأذي والحرب، والأنام والشتم، ولصق التهم والاستعانة بكل ذي ذمم، واللجوء أيضاً للسفهاء وطرق الأبواب الخاصة بالرعاع، كما تهب رياح الغوغاء، وقد يقوم كل طرف بوصف الآخر به بعلم مسبق، أو فقط لينال من صاحبه، فيتحول لعدو لدود، للتعرف على من هم الغوغاء أقرأ المقال التالي.

من هم الغوغاء

تعني الغوغاء في اللغة، بالصوت والجلبة، والكثير المختلط من سفلة الناس، والجراد حين يخف للطيران.
كما أن الغوغاء في الطبيعة، هي صغار الجراد، وأول ما يصبح الجراد دباً ثم يصبح غوغاء، وإذا هاج بعضه في بعض، ومن ذلك قيل لآخلاط الناس، وعاشتهم غوغاء، ثم يصبح كتفاتا، فيصير خيفانا إذا صارت فيه خيوط، ثم يصبح جراداً.

من هم الغوغاء
من هم الغوغاء

عرَّفهم الإمام علي رضي الله عنه، في نهج البلاغة حيث قال:

الغوغاء هم الذين إذا اجتمعوا، أضروا، وإذا تفرقوا نفعوا، فقيل قد عرفنا مضرة اجتماعهم، ولكن ما هي منفعة افتراقهم؟
قال الإمام علي: يرجع كلاً من أصحاب المهن منهم إلي مهنهم، فينتفع بهم الناس، كرجوع النساج إلي منسجه، ورجوع البناء إلي بنائه، والخبار إلي مخبزه.

كما قام ” عبد الرحمن الكواكبي ” في طبائع الاستبداد بتعريفهم فقال: الغوغاء هم أفراد من ضعاف القلوب، وهم الذين كبقر الجنة، لا ينطحون، ولا يرمحون، ويتم اتخاذهم المستبد كنموذج، البائع الغشاش، علي إنه لا يتم استعمالهم في شئ من مهامه، فيكونون بالنسبة له كالمصحف في خمارة، أو كالسبحة في يد زنديق، ولهذا السبب يقال دولة الاستبداد دولة أوغاد وبُله.

خصائص الغوغاء

من صفات الغوغاء إنهم لديهم سرعة التصديق، وقابلية التحريض، والحركة والخفة، كما أن لديهم المبالغة في العواطف، سواء كانت عاطفة طيبة، أو عواطف سيئة، ويتشجعون بكثرة الأعداد، وحين يشار إلي أحد منهم بقتل شخص ما أو سلب أحد فإنه ينساب انسياباً، لا يثنيه عنه شئ.

وليس لهؤلاء الغوغائيان خصومة مباشرة مع من يخرجون عليه، أو يسفكون دمه، أو يطالبون بعزله، ولكنهم يفعلون هذا نتيجة للتحريض الضخم، الذين يتعرضون له، مع إقناعهم بانهم يقومون بأداء واجبهم. يقول العقاد: ليست الخصومة شرٌ ما يُبتلى به الناس، فشرٌ منها الخسة التي ترضى بالدون، وشرٌ منها الوفاق على الغش والمهانة، وشرٌ منها شلل الأخلاق الذي لا يبالي صاحبه ما يحسن وما يقبح، وما يرضي وما يسوء، وشرٌ منها الحياة بغير قيمة تستحق الخلاف عليها.
والذي يثير الدهشة أن هؤلاء القتلة الغوغاء، يعتقدون بأنهم يقتلون باسم الله، وفي سبيل الله.

الغوغائية والطائفية

الغوغائية هي أخت الطائفية، حيث إنهم وجهان لعملة واحدة، ويعد أثرها مدمر في الأمم جميعاً، والحروب الأهلية والقتال الداخلي، بين أبناء الوطن، وهي احدي تجلياتها، وهي ملعونة، كما إنها ملعون من أيقظها وأشعلها بين الناس، والله براء منها ومن انتسابها الزور إليه، والله براء أيضاً مما يفعله الغوغاء الطائفين في العراق وسوريا واليمن من مذابح ومجازر، والغوغاء ما هي إلا البغضاء، من أفواههم وما تخفي قلوبهم الضالة.

ويتميز اليهود عبر تاريخهم، بإخراج وصناعة الغوغاء من الناس، والقيام باستخدامهم في أغراضهم المشبوهة، كما يقول ” محمد أحمد الراشد ” : يشهد التاريخ لنا دور اليهود الكبير في تجريح القيادات المسلمة، وكلما رأوا نجاحها وفشلهم في أساليبهم الأخرى في محاربة الإسلام، أصبح هدفهم النيل من القادة الإسلامية أنفسهم، والقيام بمحاولة تحطيم مكانتهم، المعنوية في نفوس المسلمين، وهذا هو أسلوبهم المفضل في محاربة الإسلام والمسلمين. فالغوغاء هم ناتج الشيطان.

المراجع

المصدر

المصدر

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *