من هم الفرس حاليا
يطلق لفظ الفرس على كل من سكان بلاد الفرس وهي إيران حاليا، والفرس هم سلالة عرقية، يرجع أصلها إلى المجموعة الأريانية، والفارسية هي اللغة التي يتحدثون بها، وتشكلت هوية خاصة للفرس لأنها استوعبت عدد كبير من العرقيات ومنها الترك، العرب،اليونان وغيرهم، سنقدم لكم من خلال هذه المقال الاجابة على سؤال من هم الفرس حاليا .
من هم الفرس حاليا
مر على منطقة الشرق الأوسط العديد من الحضارات العظيمة التي أحدثت أثرا مهما في تاريخ الإنسانية، حيث سجلت هذه الحضارات والأمم مواقف ظلَت محفورة في سجل التاريخ حتى يومنا هذا، كما أنها خلفت وراءها إرثا كبيرا من المعالم الأثرية المهمة والتي لا تزال تستقطب الباحثين لشدة روعتها.
وتعد أبرز الحضارات التي نشأت في العالم القديم والتي استطاعت إحداث أثر كبير في مسيرة الإنسانية خلال فترة حكمها هي حضارة الفرس، والتي تمثلت بإقامة الإمبراطورية الفارسية التي صارت في وقت من الأوقات قطب العالم.
بلاد فارس
بلاد فارس أو الإمبراطورية الفارسية هي الاسم القديم لدولة إيران، وتشمل جميع خصائصها الجغرافية وبيئتيها الاقتصادية والاجتماعية، وتعود أصول بلاد فارس إلى المهاجرين الذين تحدثوا باللغة الإيرانية ووصلوا إلى تلك الأراضي الاسيوية في سنة 1500 قبل الميلاد.
كما يشار إلى أنهم ينتمون للقبائل القوقازية التي رحلت إلى الهضبة الإيرانية، وبعد وصولها إلى تلك المناطق حرصت على التفاعل والاختلاط مع الشعوب التي كانت موجودة فيها.
حيث ظلت بلاد فارس تعرف بهذا الاسم حتى عام 1935م، عندما قرر الشاه رضا بهلوي تحويل اسمها ليصبح مملكة إيران. أما أصول كلمة إيران فمشتقة من آرى نسبة للآريين الذين وصلوا إلى الجهة الغربية من بلاد فارس في حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، بالتزامن مع فترة حكم الآشوريين الذين ساهموا في تأسيس الإمبراطورية الفارسية.
إمبراطورية الفرس
خضعت مساحات شاسعة لسيطرة الإمبراطورية الفارسية، حيث تمركزت هذه الدولة في منطقة إيران وما حولها، أي في المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من شبه الجزيرة العربية.
حيث تأسست هذه الإمبراطورية في منتصف القرن السادس قبل الميلاد على يد القائد الكبير كورش الأكبر، وقد استمرت هذه الإمبراطورية إلى مجيء الإسلام، وتحديدا إلى زمن الخليفة عمر بن الخطاب، الذي استطاع إنهاءها، فصارت أراضيها تابعة للدولة الإسلامية.
كما شكل الفرس النسبة الكبرى من سكان البلاد، غير أن الإمبراطورية استطاعت إخضاع العديد من الشعوب الأخرى وضم أراضيهم إلى دولتها الواسعة، وبهذا صارت الدولة تحتوي على العديد من الشعوب المختلفة.
نظام الحكم عند الفرس
ساد فى البلاد نظام الحكم الكسروي، فرئيس البلاد هو كسرى، وهو الذي يمتلك صلاحيات واسعة ومطلقة تؤهله لفعل ما يريده، إلى درجة وصفه بالإله في بعض الأحيان، وفي أواخر الدولة انتشر الفساد وانتشر، فبدأت الدولة تضعف شيئا فشيئا كحال أي دولة أخرى تركز على المظاهر والقشور، وتنسى الجوهر وهو الإنسان، وقد استطاع الأغنياء احتكار الثَروات الهائلة، وإنهاك الطبقات الفقيرة المعدمة، مما زاد من ضعف البلاد.
الدين عند الفرس
يعتبر أغلب الفرس يدينون بالديانة المجوسية، فأن الديانات السماوية كانت معروفة ولكن ضمن نطاق محدود، وفي أواخر الدولة أخذت أوضاع رجال الدين تتدهور شيئا فشيئا وخاصة على الصعيد الأخلاقي، وهذا أيضا يعتبر من أهم عوامل سقوط الدولة، فالشعب صار تواقا إلى معتقد جديد ينتشله من هذا الوضع المزري، ويحترم إنسانية الإنسان، ومن أبرز الشخصيات التي تؤكد هذا المعنى شخصية الصحابي الجليل سلمان الفارسي، الذي جاء الأرض بحثا عن العقيدة الحقة، بعدما فقد قناعته بمعتقده الأول وهو المجوسية.
العمارة في بلاد فارس
تميزت بلاد فارس بنوعية عمارة خاصة بها، وتأثرت بمجموعة من العوامل الأساسية، والجوانب النظرية، وفيما يأتي توضيح كل منها:
- العوامل الإنسانية: هي العوامل المتصلة مع تقديس الفرس لقوى ومكونات الطبيعة المحيطة بهم، كالماء والنار والشمس، ولم يظهر عند الفرس أي اهتمام ببناء العمارة ذات الطبيعة الدينية، فكانت الطقوس الخاصة بهم تعتمد على تسلق الجبال، وذلك على نحو بناء يمتلك شكلا مستطيلا أو مربعا من الحجارة، يتم الوصول له باستخدام درج، أما التطور الحقيقي في العمارة الفارسية فقد اعتمد على العمارة الخاصة بالقصور الملكية.
- العوامل البيئية: هي العوامل المتصلة بطبيعة المناخ والطقس الخاص ببلاد فارس، والذي أثر في نوعية وتصميم عمارتها، ففصل الشتاء فيها شديد البرودة، أما فصل الصيف فهو حار، لذلك فقد حرص الفرس على إنشاء المباني التي تتناسب مع هذه الظروف المناخية.
- العوامل التقنية: هي العوامل المتصلة بالصناعة، حيث لم يظهر الفرس أي اهتمام بمجال الصناعة، وكان اهتمامهم الصناعي معتمدا على الحرف اليدويّة.
- الوظيفة: وهي ما يميز العمارة الفارسية عن غيرها من أنواع العمارة الأخرى، فمثلا بنيت القصور الكبيرة التي تتميز عن القصور الخاصة بحضارة بلاد ما بين النهرين، فكان القصر الفارسي يحتوي على مجموعة من العناصر والمكونات التي تساهم في استخدامه كمكان للسكن، بالتزامن مع استخدامه كمكان للحكم.
المراجع