الغر المحجلين هم الأشخاص الذين يسطع النور من أيديهم، ووجوههم، وأرجلهم يوم القيامة، فالغُرَّة هي عبارة عن لمعة بيضاء اللون توجد في جبهة الفرس، واستعملت في وصف الشخص الطيب الذكر، أما المحجلين فهي كلمة جاءت من التحجيل الذي يعرف بأنه البياض الموجود في قوائم الفرس… وفيما يلي سنقدم مقال عن من هم الغر المحجلين
من هم الغر المحجلين
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين مِن أثر الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يُطيل غرَّتَه فليفعَلْ))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.
- وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ، لَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بِاللَّبَنِ، وَلَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَإِنِّي لَأَصُدُّ النَّاسَ عَنْهُ، كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ حَوْضِهِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (نَعَمْ ، لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ) رواه مسلم (247).
– غرا: جمع أغر؛ وهي تعني الشخص ذو غُرة، وأصل الكلمة هي اللَمْعة البيضاء التي تكون في جبهة الفرس، يراد بها في الحديثين السابقين بياض الوجه يوم القيامة بنور الوضوء
– محجلين: جاءت من التحجيل وهو البياضٌ الموجود في قوائم الفرس، ويراد به في الحديثين السابقين البياض الذي يحدث لليدين والرِّجلينِ عند الإنسان من أثر الوضوء
– غرا محجلين: يأتي الإنسان يوم القيامة بلمعة بيضاء في مواضعِ الوضوء من الوجه والأيدي والأقدام وسيكون عليها نور أبيض يتلألأ من أثر الوضوء
معنى الوُضوء
- في لغة العرب: يأخذ لفظ الوضوء من الوَضاءة، وهي النضارة، والنظافة، والبهجة، والضياء، والحُسن
- في الشرع: هو اسمٌ للفعل الخاص باستعمال الماء في غسل أعضاء معيَّنة من الجسم على صفة معينة مخصوصة بنيَّة.
- الوَضوء -بفتح الواو- يعرف بأنه الماء الذي يُتوضَّأ به الإنسان، وسمي الوضوء بذلك لأنه يضفي الحسن والوضاءة على الأعضاء، كما يمنحها ضياء براق من ظلمة الذنوب.
شروط الوضوء
- العقل والتمييز والإسلام، فلا يصح الوضوء من مجنون، ولا كافر، ولا صغير غير مميز.
- طهارة الماء المستخدم في عملية الوضوء
- عدم وجود شئ ينافي الوضوء كالنفاس والحيض
- إزالة النجاسة والخبث عن أعضاء الوضوء.
- الحرص على عدم وجود حائل يقوم بمنع وصول الماء للبشرة مثل الشمع، وطلاء الأظفار، أو الأصباغ.
- جريان الماء على أعضاء الوضوء، فلا يكتفي بمجردُ المسح
فضائل الوضوء
-
محبةَ الله:
- قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
-
تكفير السيئات ورفع الدرجات:
- عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» [مسلم].
-
الغُرِّ المحجلين:
- قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» [البخاري ومسلم].
-
دخول الجنة:
- عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ” [الترمذي، وصححه الألباني].
-
الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم:
- عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أنه «دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ». ثُمَّ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[البخاري ومسلم].
-
حل عقد الشيطان:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ» [البخاري ومسلم].
المراجع