العماليق أو العمالقة إسم أطلق على شعب عاش في الجزيرة العربية، كان له تاريخ طويل مع اليهود الذين كانوا العدو اللدود لهم، لكن من هم العماليق ومن الجد الأكبر لهذا الشعب.
من هم العماليق
العماليق إسم يراد به العملاق، أطلقه العرب على قبائل عاشت في الجزيرة العربية، أمة من ذرية عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، وهذا الشعب قد عاصر عدد من الأنبياء، ويقال أن ملك مصر الذي عاصر النبي يوسف كان واحدا منهم.
في الترواة فإن العماليق إسم حصل عليه هذا الشعب من الجد الأكبر، عمليق أو أميلق، وقد عرف الشعب بكرهه الشديد لليهود، ولجميع أحفاد يعقوب عليه السلام، وأول لقاء جمع بين اليهود والعماليق كان في شبه جزيرة سيناء.
العماليق ورواية اليهود
بحسب رواية اليهود، فإن العداوة بين هذا الشعب واليهود بدأت عندما تمكن الشعب اليهودي من عبور البحر الأحمر، ونزلوا في مكان يعرف بإسم رفيديم، وهو موقع يقع في صحراء سيناء، وبينما كان يحاول اليهود الحصول على الماء، ويتعافون من هروبهم من مصر، شن العماليق هجوما مفاجئا عليهم.
يقال أن الهجوم كان بدون مبرر، فاليهود لم تكن لهم أيت نوايا أو مخططات على أراضي العمالقة، ولم يتوجهوا حتى في إتجاه الأراضي الخاصة بهم، ومع ذلك فقد تعرضوا لهجوم شرس، ما دفع موسى إلى بناء جيش لمواجهة العماليق، وقد صعد موسى إلى جبل قريب للصلاة من أجل الخلاص والنصر.
إستطاع اليهود الفوز على العماليق في المعركة، ما أسفر عن مقتل أقوى محاربين العماليق، أما الأخرين فقد تمكنوا من النجاة، بعد أن غفر اليهود لهم وسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم، لكن لم ينتهي العداء مع نهاية المعركة، وكان على اليهود القضاء على جميع العماليق في أي مكان وجدوا فيه.
العداوة بين العماليق واليهود
الجد الأكبر للعماليق هو الرجل الذي يطلق عليه إسم عمليق، مؤسس أمة عماليق، وهو حفيد عيسو، وعيسو هو أخ سيدنا يعقوب عليه السلام، وقد يكون أمرا غريبا أن يكون هذا العداء الكبير بين إثنان من الشعوب جدهما الأكبر أشقاء، ويذهب البعض إلى أن التفسير لهذا العداء جاء جراء التنافس الذي كان بين عيسو ويعقوب في حياتهما.
العداء بين اليهود والعماليق لم يكون عداءا عاديا، فقد كانوا معادين لبعضهم البعض لدرجة تتجاوز فيه إمكانيات التسامح والمغفرة، حيث يرى اليهود أن العداوة ستستمر للأبد، لهذا فقد كان الموت ينال أي شخص يهودي من العماليق، وفي نفس الوقت يقتل أي شخص يعتقد أنه من العماليق، وحتى الأطفال كانوا يقتلون.
العماليق عند العرب
أول إختلاف بين الرواية العربية واليهودية تكمن في الجد الأكبر لهذا الشعب، حيث يرى اليهود على أن عمليق هو حفيد عيسو شقيق يعقوب، في حين أن العرب يشيرون إلى أن عمليق هو بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، لكن ما هو متفق عليه، أنه شعب عاش في الجزيرة العربية، وكان عدائه الأول والاخير لليهود.
يعتقد العرب أن شعب عماليق عاش لأول مرة في الجزيرة العربية، وبعد ذلك رحلوا وعاشوا مع أحفاد نوح الأخرين في العراق، وبعد أن كثر عددهم، عادوا مرة أخرى للعيش في الجزيرة العربية، وإنتشروا حتى وصلو غربا إلى مصر، وعدة دول عربية أخرى، منها اليمن وسوريا والبحرين وسلطنة عمان.