من هم الدروز

الطائفة الدرزية، أحد الطوائف الدينية التي تأسست منذ سنوات طويلة، ولا يزال هناك أعداد كبيرة جدا منتشرة في بلدان مختلفة تعتنق أفكار تلك الطائفة ومبادئها، لذلك نوضح في هذا المقال من هم الدروز ونبذة حول تاريخهم ومعتقداتهم والمناطق المنتشرين فيها.

من هم الدروز

الطائفة الدرزية أو الدروز، طائفة دينية صغيرة في الشرق الأوسط، لها مذهب ومعتقدات خاصة بها، وتلعب دور سياسي في بعض الأحيان، وبلغ عددهم أكثر من مليون في أوائل القرن الحادي والعشرين ويعيش معظمهم في لبنان وسوريا وإسرائيل، مع وجود مجتمعات أصغر في بلدان أخرى.

من هم الدروز
من هم الدروز

الأصول والممارسة

نشأت العقيدة الدرزية في مصر كفرع للشيعة الإسماعيلية، في عهد الخليفة الفاطمي السادس الحاكم بأمر الله (حكم من 996 إلى 1021)، وبدأ بعض الإسماعليين بتنظيم حركة تعلن أن الحاكم بأمر الله بمثابة قائد للمذهب الجديد، ورغم أن الحاكم قد شجع الفكرة إلا أن المؤسسة الفاطمية اعتبرتها بدعة وهاجمتها.

في عام 1017، تم الإعلان عن المذهب الدرزي بشكل علني لأول مرة، ما تسبب في حدوث أعمال شغب في القاهرة في ذلك الحين.

كان هناك صراع داخل الحركة الناشئة، بين حمزة بن علي الزوزاني، ومحمد الدرزي، على السلطة، وحظى حمزة بتأييد الحاكم بأمر الله، وتم الإعلان داخل الحركة أن الدرزي مرتدا ثم اختفى لاحقا (يُعتقد أن الحاكم أمر بقتله)، ورغم وفاة الدرزي، إلا أن اسم الطائفة ظل مرتبطا باسمه.

اختفى الحاكم في ظروف غامضة في عام 1021، وتعرضت الحركة للاضطهاد في عهد الظاهر، وهو الخليفة السابع، وهرب حمزة للاختباء، تاركا الدروز ليقودهم المقتني بهاء الدين، والذي يبدو أنه ظل على اتصال بحمزة لفترة من الزمن.

تلاشت العقيدة الدرزية تدريجيا في مصر لكنها نجت في بعض المناطق المعزولة في سوريا ولبنان، حيث أنشأ المبشرون مجتمعات كبيرة، وانسحب المقتني من الحياة العامة في عام 1037، لكنه استمر في كتابة رسائل دعوية توضح العقيدة الدرزية حتى عام 1043.

نبذة تاريخية

على الرغم من صغر حجم مجتمعهم، احتل الدروز مكانة بارزة في تاريخ الشرق الأوسط، فخلال الحروب الصليبية، ساعد الجنود الدروز القوات الأيوبية ثم المماليك في مقاومة التقدم الصليبي على الساحل اللبناني.

تمتع الدروز باستقلال ذاتي كبير في ظل الإمبراطورية العثمانية وغالبا ما تمردوا عليها، وكانوا محميين من السيطرة العثمانية المباشرة من خلال التضاريس الجبلية في أوطانهم.

من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، سيطرت مجموعة من الأمراء الإقطاعيين على الحياة السياسية الدرزية، كان من أشهرهم الحاكم فخر الدين الثاني الذي عاش في القرن السابع عشر، والذي أقام تحالفا مع المسيحيين الموارنة في جبال لبنان وتحدى السلطة العثمانية بالتحالف مع دولة توسكانا.

الدروز في لبنان

أكبر تركيز للدروز في الوقت الحاضر في لبنان، ويتركزون تحديدا على طول الحواف الغربية لجبال لبنان وكذلك في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، ويبلغ إجمالي عدد السكان الدروز أكثر من 300 ألف.

الدروز في سوريا

يوجد في سوريا عدد كبيرا جدا من السكان الدروز، أكثر من 600 ألف، وصل معظمهم من لبنان في القرن الثامن عشر واستقروا حول السويداء في منطقة جبل الدروز، حيث لا تزال الغالبية العظمى منهم في سوريا تعيش حتي اليوم.

في عام 1925، قاد الزعيم الدرزي سلطان الأطرش ثورة ضد الحكم الفرنسي، وبعد النجاح المحلي، انضم القوميون السوريون خارج المجتمع الدرزي إلى الثورة، التي انتشرت في جميع أنحاء المنطقة وإلى دمشق قبل قمعها في عام 1927، وتُذكر هذه الثورة بين السوريين، أنها الانتفاضة القومية الأولى في البلاد.

ظل الدروز من الشخصيات البارزة سياسيا لعقود قادمة. أدى تمرد درزي آخر إلى انتفاضة وطنية والإطاحة ببعض الحكام، وأصبح بن سلطان الأطرش، منير الأطرش، أحد الأعضاء المؤسسين لحزب البعث السوري، وخدم فيما بعد لفترة وجيزة كرئيس للبرلمان في عام 1965 حتى إلقاء القبض عليه في 1966.

الدروز في سوريا
الدروز في سوريا

الدروز في إسرائيل

يوجد في إسرائيل مجتمع ضخم من الدروز، حوالي 150 ألف، يقع بالكامل في الأجزاء الشمالية من البلاد، ويعرفون بولائهم الشديد لإسرائيل، حتي أنهم انحازوا مع القوات اليهودية في حرب 1948، ومنذ ذلك الحين قاتل جنودهم من أجل إسرائيل في كل حرب عربية إسرائيلية.

هم المجموعة العربية الوحيدة التي يتم تجنيدهم في جيش الدفاع الإسرائيلي، ويشاركون في تأمين الحدود، والحياة الدبلوماسية هناك، ورغم ذلك اعترضوا على القانون الذي أصدره الكنيست الإسرائيلي في يوليو 2018، ورأوا أنه جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية واعتبروه خيانة لإخلاصهم وخدمتهم للبلد.

مصدر

مقالات ذات صلة