من هم الغارمين
الغارمون هم المدينون الذين لا يملكون ما يوفوا به ديونهم، يعطون من المال الخاص بالزّكاة من أجل الإيفاء بديونهم، سواءً كانت قليلةً أو كثيرةً، حتى ولو كان الغارم غني من ناحية قوته، حيث أنه إذا كان هناك رجل يمتلك موارد تكفيه هو وعائلته، وعليه دين لا يمكنه الوفاء به فإنه يعتبر من الفقراء ويتم منحه من مال الزّكاة ما يساعده على الإيفاء بدينه… وفيما يلي سنقدم مقال عن من هم الغارمين
من هم الغارمين
-
لُغةً
- تأتي بمعنى الغُرمُ الدَّينُ، فالغارمُ هو الشخص الذي عليه دَينٌ لأخر، ولفظ الغريم يُطلَقُ على الشخص المَدينِ، وعلى لشخص صاحِب الدَّينِ، جاء أصل الغرمِ في اللُّغة اللُّزومِ، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) ولقد سُمِّي كلُّاهما غريمًا؛ لِمُلازَمَتِه صاحبَه، ولقد قيل: الغُرمُ جاء مِن الخسران، كالغارِمَ هو الشخص الذي خسِرَ مالَه
-
شرعًا
- الغارم هو الشخص المَدينُ الذي يعجز عن الوفاءِ بدَينِه
- الغارمون كلمة جمع غارم وهو الشخص الذي عليه دين لشخص أخر، والغارم قسمان:
– غارم لمصلحة الغير أو المجتمع: وهو الشخص الذين يغرم من أجل إصلاح ذات البين.
– غارم لمصلحة نفسه: وهو الشخص الذي يستدين من أجل نفقة أو زواج أو كسوة أو مرض أو سكن
الغارم والزكاة
- يعتبر الغارم من مصارف الزّكاة الثمانية التي حددها الله عزوجل في كتابه العزيز، قال سبحانه وتعالى:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “، سورة التوبة/60.
- من شروط إعطاء الغارم الزكاة أن يكون قد استدان في طاعة، أو شئ مباح، فلو استدان الشخص في معصية فلا يعطى من مال الزكاة، لذلك يمكن لأي إنسان أن يعطي قريبه من مال الزكاة الخاص به لسداد دينه إذا تيقن أنه قد إستدانه في شئ حلال لا يغضب الله عزوجل
- يجوز أن يتم إعطاء الزكاة للغارم نفسه، كما يجوز أن يتم دفع الدين لأصحابه مباشرة، وتختلف الطريقتين باختلاف حال المدين، فلقد قال الشيخ محمد بن العثيمين:
– أنه يجوز الذهاب للدائن ودفع الدين له؛ حيث أن هذا داخل في قوله سبحانه وتعالى: وفي الرقاب فهو لفظ مجرور بـ في و الغارمين جاءت عطف على الرقاب، ويعرف بأن المعطوف على ما سبق وجُرَّ بحرف يتم بتُقدَّير ذلك الحرف له، فالتقدير في كلمة ” وفي الغارمين “، و ” في ” لا تدل هنا على التمليك لذلك يجوز أن يتم دفع الدين لمن يطلبه
– إذا كان الشخص الغارم محل ثقةً وحريصاً على وفاء ديْنه: فمن الأفضل أن يتم إعطاؤه المال ليتولى دفع الدين عن نفسه حتى لا يُذم أمام الناس، ولا يخجل
– إذا كان هنا خوف من أن يفسد الغارم هذه المال: فلا يتم إعطاؤه له بل يتم الذهاب للغريم وسداد الدين له، ” الشرح الممتع ” ( 6 / 234، 235 ).
- ينبغي في هذه الحالة التنبه إلى أن الشخص الغارم هو الذي يدان لشخص بسبب عجزه عن النفق
علماء اللجنة الدائمة:
- بأنه إذا استدان إنسان مبلغاً من المال مضطراً إليه من أجل بناء بيت ليسكنه، أو من أجل شراء ملابس مناسبة، أو لمال يلزمه في نفقته، أو من أجل شراء سيارة يكد ( يعمل ) عليها من أجل أن يكسب منها مال يصرف منه على نفسه، وليس عند هذا الغارم ما يسدد به هذا الدين: فهو هنا يستحق أن يتم إعطاؤه من مال الزكاة ما يمكنه قضاء دينه به
- أما إذا قم شخص باستدانة مال من أجل شراء أرض حتى تكون مصدر ثراء، أو من أجل شراء سيارة حتى يكون من أهل الترف فلا يستحق أن يتم إعطاؤه من الزكاة، ” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 10 / 8 ، 9 ).