من هم العثمانيون
استمرت الإمبراطورية العثمانية من عام 1299 إلى عام 1923 كواحدة من أكبر الإمبراطوريات وأطولها في التاريخ، إتخذت من القسطنطينية إسطنبول حاليا عاصمة لها، وهنا نلقي نظره على هذه الإمبراطورية، ونتعرف على من هم العثمانيون وكيف كانت بدايتهم ونهايتهم.
من هم العثمانيون
العثمانيون الإسم الذي يطلق على الإمبراطورية العثمانية، التي حكمت أجزاء من تركيا وروسيا وأوكرانيا واليونان وإيطاليا والعديد من الدول الأخرى، وفي ذروتها، خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، شملت الإمبراطورية العثمانية 43 دولة في جنوب شرق أوروبا وغرب آسيا وشمال إفريقيا.
تركزت الدولة في تركيا، ووسعت نفوذها لتشمل جنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط، وقد كانت أوروبا قادرة على مقاومة تقدمها لمدة من الزمن، لكن في 1444 فشل الجيش الأوروبي في إيقاف التقدم التركي، وكان أهم إنتصار خلال تلك الفترة، السيطرة على القسطنطينية.
كان العثمانيون إسلاميين بأغلبية ساحقة، وكان السلطان يعد الحاكم الأعلى للدولة، لكنه غالبا ما فوض الكثير من سلطته إلى المسؤولين الأدنى منه، وعلى الرغم من أن السلطان كان الحاكم الوحيد، إلا أن القيادة لم تكن ملكية.
كيف بدأ العثمانيون
إسم العثمانيون ينحدر من مؤسس الإمبراطورية، عثمان الأول، إبن الأمير أرطغرل الغازي، وقد ولد هذا الرجل في سنة 656 للهجرة، الموافقة لسنة 1258 للميلاد، في نفس اليوم الذي تم فيه غزو مدينة بغداد عاصمة الدولة العباسية من المغول.
تولى عمثان الأول شؤون الإمارة بعد وفاة والده أرطغرل، وبدأ في تحقيق إنتصارات مهمة ضد الإمبراطورية البيزنطية، وخلال تلك الفترة كان ولائه إتجاه الدولة السلاجوقية، لكن وبعده إنهيارها، أعلن إستقلاله وأسس دولة جديدة، الدولة العثمانية.
كان عثمان الأول أول سلطان يقود هذه الإمبراطورية، وبعد وفاته تولى ابنه الثاني أورخان منصب القيادة، أما أخر من حكم الإمبراطورية فهو عبد المحيد الثاني، ومن بين أهم السلاطيين الذين مرو على هذه الإمبراطورية :
- سليمان الأول، 1520 – 1566.
- مراد الأول، 1362 – 1389.
- بايزيد الأول، 1389 – 1402.
- عبد الحميد الأول، 1774 – 1789.
- محمود الأول، 1730 – 1754.
العثمانيون والذروة
بلغت الدولة العثمانية ذروتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، ففي تلك الفترة كانت الدولة تسيطر على أراضي من ثلاث قارات، أفريقيا وأسيا وأوروبا، ووصل عدد الولايات التابعة للعثمانية 29 ولاية، والرجل صاحب أهم إسهام في هذا النجاح هو سليمان الأول، أو كما عرف أنذاك في أوروبا، سليمان العظيم.
خلال فترة سليمان الأول إستطاعت الإمبراطورية التمدد لألاف الأميال في جميع الإتجاهات، وطوال حياته لم يخسر سوى في إثنان من حملاته العسكرية، لكن ومع وفاته بدأت الدولة تصاب بالضعف، وأخذت تفقد الأراضي، وعلى الرغم من أنها عرفت فترات قوى بعد ذلك، إلا أنها لم تصل إلى نفس قوتها خلال حقبة سليمان الأول.
العثمانيون والانهيار
سنة 1740 كانت بمثابة بداية النهاية للإمبراطورية العثمانية، فقد عاشت بعدها فترة طويلة من الركود، وفي نفس الوقت ظهرت قوات جديدة على الساحة، وكانت أكثر قوة من الإمبراطورية العثمانية عسكريا، خاصة الإمبراطورية الروسية ومملكة هابسبورغ النمساوية، وكلاهما كبد العثمانيين الكثير من الخسائر القاسية في أوروبا.
بجانب فقدانها للأراضي، كانت الإمبراطورية تفقد تأثيرها، حتى أصبحت بعض القوى الأوروبية تتدخل في الشؤون الداخلية للإمبراطورية، ومن أجل إصلاح الخلل، تحولت الدولة إلى النظام الدستوري في بداية عهد عبد الحميد الثاني، ما ساهم في إنفتاحها نحو الغرب، وقد كان هذا السلطان أخر سلطان فعلي في تاريخ الإمبراطورية.
العثمانيون والنهاية
الحرب العالمية الأولى كانت الحرب التي تسبب في إنهيار الإمبراطورية نهائيا، فقد كانوا يحاربون بجانب الإمبراطورية النمساوية المجرية، ضد قوات التحالف، التي ضمت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا، وكان الطرف الأخير، الفائز، ومع نهاية الحرب كانت الإمبراطورية قد إنتهت بشكل رسمي.
بعد إنهيار الإمبراطورية العثمانية، تم تقسيم الأراضي التابعة لها بين الحلفاء، وكل دولة من الحلفاء فرضت حمايتها على إحدى دول الإمبراطورية السابقة، أما في تركيا، فقد أدى إنهيار الإمبراطورية إلى حرب الاستقلال التركية، والتي أدت إلى تشكيل دولة تركيا الحديثة.