من هم العلمانيون
العلمانية أو الدنيوية، مبدأ سياسي قائم على فصل الدولة عن النشاط الديني، ويرتكز على ثلاث عناصر، الحرية والمساواة والفصل، وهنا في من هم العلمانيون نتعرف أكثر عليها والفرق بينها وبين الإلحاد، وأهدافها.
من هم العلمانيون
العلمانيون فئة من المجتمع لهم أفكار سياسية في المقام الأول، وأهم مبدأ يعملون به، فصل الدين عن السياسة، وهذا الفكر بدأ أول مرة خلال عصر التنوير من قبل عدة مفكرين، أبرزهم جون لوك، دينيس ديدرو، توماس بين، جيمس ماديسون.
العلمانية حركة إجتماعية تتجه نحو الإهتمام بالشؤون الدنيوية، وتعد جزءا من النزعة التي سادت في عالمنا بداية من عصر النهضة، والتي تنصب على إهتمام الإنسان بحياته الدنيوية، فعوض تحقيق السعادة في الحياة الأخرة، سعت العلمانية لتحقيقها في الدنيا.
العلمانيون وفصل الدين عن الدولة
الفصل بين الدين والدولة يعد أساس العلمانية، وهو يتضمن عدم تدخل الجماعات الدينية في شؤون الدولة، وفي نفس الوقت يحرم على الدولة التدخل في الشؤون الدينية، وهذا المبدأ يكون أكثر إلحاحا في الدول التي تعرف تواجد العديد من الطوائف الدينية.
تسعى العلمانية إلى ضمان حرية المعتقد والممارسة الدينية لجميع المواطنين، ويرغب العلماني في أن تسري حريات الفكر والوجدان على قدم المساواة لجميع المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء، كما أن العلمانية لا تحاول تقليص حرية أي ديانة، خاصة الأقليات الدينية.
العلمانية تسعى إلى الدفاع عن الحرية المطلقة للإعتقاد الديني وغيره من المعتقدات، وحماية الحق في إظهار المعتقد الديني بقدر ما لا يمس بحقوق الأخرين وحرياتهم، وتتضمن العلمانية، أن حق الأفراد في حرية الدين متوازن مع الحق في التحرر من الدين، والحق في إظهار ذلك للعلانية.
العلمانيون والديموقراطية
في الديمقراطية العلمانية جميع المواطنون متساوون أمام القانون والبرلمان، ولا يوجد أي إنتماء ديني أو سياسي يمنح مزايا أو مساوئ للأفراد على الأخرين، والمواطن المؤمن هو مواطن لهم نفس الحقوق والواجبات مثل أي شخص أخر، بما في ذلك غير المؤمن.
العلمانية تدافع عن حقوق الإنسان، حتى إذا كان الأمر يتعارض مع الدين، فهو يدعم قوانين المساواة التي تحمي النساء، المثليين، الأقليات الدينية، الأقليات العرقية، وتضمن أن يتمتع غير المؤمن بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها أولئك الذي ينتمون إلى معتقد ديني أخر أو فلسفي.
المساواة في العالم العربي تختلف نوعا ما عن التي يسعى العلمانيون لتحقيقها في الدول الغربية، ومن الأمثلة، المساواة في الميراث، ففي الوقت الذي يميل فيه معظم سكان ودول الوطن العربي إلى تطبيق أحكام الشريعة، يميل العلمانيون إلى أحقية المرأة في أن تأخذ نفس نصيب الرجل.
العلمانيون والالحاد
تعريف الإلحاد هو عدم الإيمان بالألهة، أما العلمانية فهي ببساطة توفر إطار لمجتمع ديمقراطي، وبالرغم من أن الإلحاد أو الملحدون يدعمون العلمانية أكثر من أي فكر سياسي أخر، إلا أن العلمانية نفسها لا تسعى إلى دعم مبدئ أو معتقد معين، ولا إلى فرض الإلحاد على أي شخص.
العلمانية لا تسعى لتقديم خدمات لغير المؤمنين أكثر من المؤمنين، ولا تسعى إلى نشر الإلحاد بين المواطنين، فهي ببساطة ليست معتقد ديني، وإنما فكر سياسي، نشاطه الأول يكون في داخل إطار السياسة، والعديد من العلمانيون غير ملحدين، وإنما ينتمون لديانة مثل الإسلام أو المسيحية.
العلمانيون والحرية
بجانب الفصل بين الدين والدولة، فإن أحد أهم اسس العلمانية هي تمكين جميع المواطنين من الحرية في التعبير والإختيار، حيث أن من حق المتدين التعبير عن معتقداته علانية، وفي نفس الوقت، يكون من حق غير المتدين التعبير عن معارضته لتلك المعتقدات والتشكيك فيها.
الحرية لا تشمل فقط التعبير عن الأراء الدينية، وإنما أيضا الأراء الشخصية، بما في ذلك، المثليين الذين يحق لهم في العلمانية التعبير عن أرائهم الشخصية، والحق في أي تكون لهم كل الحقوق التي ينص عليها قانون العلمانية، وحقوق مثل الحق في الزواج، الحق في تغيير الجنس،الحق في التبني.
خلاصة العلمانية بشكل عام هي أن الحرية الدينية مكفولة للجميع، ولن تحصل أي منظمة دينية على أي إمتيازات من الدولة، ولا تقوم الدولة بنفس الشيئ، مثل إجبار الشخص على تغير معتقده، أو المشارك في عمل أو إحتفال أو طقس أو أي ممارسة دينية، لكنها تمتع التعليم والنشاط الديني في مؤسسات الدولة.