كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تكفاح ضد جميع أشكال ما يعرف باسم الإسلام السياسي في الخليج وخارجه، وكان الإخوان المسلمين هو هدفها الرئيسي بعتبارهم هم أكثر مظاهر واضحة للنشاط الإسلامي، إذا كنت تتساءل عن سبب الخلاف، اتبع هذا المقال لتتعرف على لماذا تكره الامارات الاخوان المسلمين.
لماذا تكره الامارات الاخوان المسلمين
كانت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والأسر الحاكمة في الإمارات السبع، “آل نهيان في أبو ظبي” كانت ودية منذ بداياتها قبل أكثر من 40 عامًا.
خلال الخمسينيات والستينيات، قامت الإمارات بأخذ أعدادًا كبيرة من المهنيين من أجزاء أخرى من العالم العربي وخاصاً من مصر وسوريا والأردن وفلسطين، حيث كان القطاع الأكثر أهمية فى ذلك الوقت هو التعليم، فكان هناك حاجه كبيرة إلى عديد من المعلمين المؤهلين للطلاب فى الإمارات.
ثم جاء عدد من المغتربين العرب بعضهم من القوميين (الناصريين أو البعثيين)، وبعضهم إسلاميين معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين، وبعد ذلك آثر هؤلاء المغتربين على الطلاب والمواطنين الآخرين الذين تفاعلوا معهم.
ونتيجة لهذا التأثير قامت مجموعة من الشباب بتأسيس “جماعة الإصلاح”، فى عام 1974 على غرار جماعة الإخوان المسلمين في الكويت، والتي كانت رائدة في النشاط الإسلامي في الخليج.
فى السبعينيات
زاد نشاطهم واستفادوا من قانون جديد يسمح بتنظيم وتأسيس منظمات فى مختلف المجالات، واحدة من هذه المنظمات كانت اتحاد الطلاب الإسلاميين.
بعد فوزهم فى الانتخابات، قام رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان بدعوة الطلاب الإسلاميين، ثم تم اعتراف بهم ورحب بهم من قبل الرئيس.
كانت الشركات التابعة للحركة الإسلامية فى تلك االفتره غير مقيدة في أنشطتها الاجتماعية والثقافية وتعمل بحرية دون قيود.
في الثمانينيات
بحلول أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت سلطات الإمارات العربية المتحدة، وخاصة في أبو ظبي، تتشكك بشكل متزايد في الاتجاه الإسلامي، الذي يعتبرونه تهديداً محتملاً، وقد أثارت هذه المخاوف معارضو هذا الاتجاه، وشغل بعضهم مناصب عليا في مختلف إدارات القطاع العام.
انتهى الوقت الذي تمتع به الإسلاميون في عهد الشيخ زايد آل نهيان في عام 1987، وظهر محمد بن زايد، الابن الثالث للشيخ زايد، كشخصية مؤثرة ذات طموحات، من المعتقد أن بن زايد تلقى تعليمه شخصيًا من قبل أفراد حملوا ضغينة شديدة ضد جماعة الإخوان المسلمين.
في نفس العام، حاول بن زايد إقالة حاكم الشارقة، كان حاكم الشارقة، الشيخ سلطان القاسمي، ناقدًا صريحًا لبعض السياسات التي تبنتها الحكومة المركزية في أبو ظبي، واعتبر قراره بحظر المشروبات الكحولية في الإمارة في عام 1985 بمثابة انقلاب للإسلاميين واحتمال تصوير أبوظبي على أنها غير إسلامية.
فى التسعينيات
تم تنفيذ خطة تسمى “تجفيف الينابيع” لاستبعاد الإسلاميين من المناصب العامة وتقييد أنشطتهم في المجال العام، لم يسلم أي من الإسلاميين، بمن فيهم أولئك الذين ليس لديهم انتماء معروف أو أولئك الذين ينتمون إلى جماعات غير سياسية.
أُجبرت عدة منظمات غير حكومية خيرية وخدمات اجتماعية على الإغلاق، بما في ذلك جمعية أبو ظبي الخيرية ولجنة الإغاثة الإسلامية وعدد من صناديق الزكاة المحلية، ثم أغلقت دوائر الدراسة القرآنية العاملة داخل المساجد وتم حظرها.
شهدت أوائل التسعينيات عددًا من الحوادث التي تم فيها احتجاز و / أو ترحيل المغتربين العرب بسبب ميولهم الإسلامية.
أعقب ذلك في منتصف التسعينيات اعتقال الشيخ عبد المنعم العلي، وهو باحث عراقي وعضو قيادي في جماعة الإخوان المسلمين العراقية اشتهر باسمه محمد أحمد الرشيد.
كلما ازدادت قوة بن زايد، أصبحت الحياة أكثر صعوبة للإسلاميين الإماراتيين.
وفاة الشيخ زايد
بعد وفاه الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004 تولى ابنه الجكم، وزادت الحملة ضد جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات، وجاء ذلك بعد أن قاد سلطان بن كايد القاسمي وفداً من الحركة الإسلامية التي زارت بن زايد بناءً على طلبه، أخبر بن زايد المجموعة أنه قرر أنه لم يعد بإمكانهم العمل كمنظمة.
رفضت المجموعة الإنذار، ودافعوا عن سجلهم بوصفهم نشطاء مسالمين لم يلحقوا الأذى بأي أحد وطالبوا بإعادة فتح جبهة الإصلاح، التي أغلقتها السلطات في عام 1994.
رداً على ذلك، أمر بن زايد بتجريد سبعة من كبار قادة الحركة من جنسيتهم الإماراتية.
على الرغم من القيود والمشاكل التى واجهت الإخوان المسلمين، ظلت معظم الحركة الإسلامية في الإمارات تعمل، وإن كانت بشكل أقل بكثير عما كانت عليه مسبقاً، ثم اندلعت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر في عام 2011، وظلت سلطات الإمارات العربية المتحدة تشكل هجوماً على الإخوان المسلمين، واعتقلت شخصيات إسلامية بارزة وأجبرت بعضها على النفي.
الخلفات بين الإخوان المسلمين والإمارات
قررت دولة الإمارات العربية المتحدة في محاربة جماعة الإخوان المسلمين محليًا وإقليميًا وعالميًا مع المملكة العربية السعودية.
في كل من ليبيا واليمن، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدة لضمان ألا تتولى جماعة الإخوان المسلمين السلطة، باستخدام نفوذها المالي وروابطها السياسية، تحولت الإمارات العربية المتحدة صانعي القرار في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية ضد الإسلام السياسي بشكل عام والإخوان المسلمين بشكل خاص.
كان السبب الواضح لكره الإمارات للإخوان المسلمين هو محمد بن زايد، الذي نظر إلى قوة الإخوان المسلمين وقدرتها على التأثير في الوزارات الحكومية في الماضي.