تشير أحدث الإحصائيات التي تمت في الربع الثالث من عام 2017 الماضي، إلى أن معدل البطالة في الأردن قد استقر عند مستوى جديد، وهو رقم قياسي حيث بلغ 18.5%، وهو واحد من أعلى المعدلات العالمية بالنسبة لمستوى البطالة، ونوضح فى المقال اه اسباب البطالة في الاردن.
ِاسباب البطالة في الاردن
كان هناك آمال وطموحات أن تبدأ نسبة البطالة في الانخفاض بسبب المشاريع الحكومية التي تم الإعلان عنها، ومشاريع القطاع الخاص الجديدة، التي أكد القائمين عليها أنها ستخلق مئات وآلاف فرص العمل والوظائف الجديدة، إلا أن جميع الآمال انهارت، وأثبتت البطالة قدرتها ليس فقط على البقاء عند المستويات العالية الحالية، ولكن أيضًا على النمو المستمر.
البطالة في الأردن تسجل حاليًا أعلى معدلاتها
بلغ معدل البطالة المسجل حالياً 18.5%، وهو أعلى معدل في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى عدم الوصول حتى الآن إلى الطرق والوسائل الكفيلة بمحاربة البطالة بشكل فعال، على الرغم من أن محاربتها هو شعار الوضع الحالي ومن الأولويات المتفق عليها.
بلغت نسبة البطالة بين الذكور 15.4%، وترتفع إلى 30% بين الإناث، هذا لا يعني أن عدد الإناث العاطلين عن العمل يتجاوز عدد الذكور الذين يعانون من البطالة، حيث أن اسباب البطالة في الاردن بين الإناث بنسبة مرتفعة، ترجع إلى أن غالبية الإناث العاطلات عن العمل لا يبحثن عن وظائف.
ومع ذلك لا يوجد مساواة في فرص العمل المتاحة بين الذكور والإناث، حيث أن الإحصائيات أوضحت أن معظم النساء العاملات يعملن في قطاعات محدودة في الدولة، مثل التدريس، والتمريض، لا يزال أصحاب العمل يفضلون الذكور لأنهم قد يكونون أكثر استقرارًا في وظائفهم، بالإضافة إلى استعدادهم للسفر إلى أي مكان داخل الدولة أو خارجها.
يجب عدم تجاهل أن التعليم لا يكفي وحدة كأداة لمكافحة البطالة، في الواقع غالبية الأردنيين العاطلين عن العمل من أصحاب مؤهلات التعليم العالي، تخرجوا من الجامعات والمدارس الثانوية، لا يقبلون الوظائف المتاحة في السوق، لأنهم يرونها لا تناسب مستوى تعليمهم وطموحاتهم العالية.
استيراد السلع من اسباب البطالة في الاردن
أحد اسباب البطالة في الاردن هو أن الوظائف يتم تصديرها إلى الخارج بسبب زيادة حجم الواردات التي تقدر بثلاثة أضعاف حجم الصادرات، حيث أن استيراد المزيد من السلع يعني فقدان المزيد من الوظائف.
في وقت من الأوقات، كان هناك اعتقاد بأن البطالة ترجع إلى قلة السيطرة على سوق العمل، ومن أهم الأسباب أيضًا أن غير الأردنيين يشغلون وظائف ليست مقبولة لدى الأردنيين.
المصريون على سبيل المثال، لا يصرون على الحصول على حقوقهم بموجب قانون العمل الذي يجعلهم أقل تكلفة، مما أدى إلى أن البطالة في الأردن أصبحت ليست حالة عابرة، بل هي حالة دائمة.
في نفس السياق، قال الخبير الاقتصادي عمر رزاز، الذي يرأس فريقًا وطنيًا من الخبراء الذين يحاولون وضع استراتيجية توظيف جديدة للقضاء على اسباب البطالة في الاردن ، أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، حيث أضاف “لا يمكننا تحمل تحول مشكلة البطالة إلى مشكلة تطرف، هذه هي القنبلة الزمنية التي نواجهها”.
انخفض النمو الاقتصادي في الأردن من 3.1 % عام 2014م إلى 2.4 % في العام الماضي، وفقاً لتقارير البنك الدولي.
القتال في سوريا والعراق من اسباب البطالة في الاردن
من أهم اسباب البطالة في الاردن أيضًا، القتال المستمر في سوريا والعراق الذي أدى إلى إغلاق طرق التجارة البرية الرئيسية في الأردن في عام 2015م، الذي تسبب في أضرار بالغة بالسياحة والبناء.
ارتفعت البطالة من 13% العام الماضي إلى 14.7% في عام 2016، حيث أن 35% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عامًا، لا يجدون وظائف مناسبة، وهذا ما أكدته ليا حكيم، الخبيرة الاقتصادية في البنك الدولي في الأردن، حيث قالت “الاقتصاد لم يولد ما يكفي من الوظائف للسكان”.
كما أن تدفق اللاجئين السوريين منذ عام 2011م أدى إلى زيادة اسباب البطالة في الاردن ، بسبب ارتفاع نسبة الأيدي العاملة، حيث تستضيف الأردن حوالي 660،000 لاجئ مسجل، حيث أوضحت الإحصائيات الأخيرة المتعلقة بالتعداد السكاني، أن عدد السوريين في الأردن بلغ ضعف عدد إجمالي السكان الأصليين، البالغ عددهم 9.5 مليون مواطن.
في السنوات الأولى من الأزمة السورية، قامت دولة الأردن بمنع اللاجئين من العمل بشكل قانوني لحماية قوتها العاملة، مما أدى إلى أن عشرات الآلاف من السوريين قاموا بالعمل بشكل غير رسمي في قطاعات التشييد والزراعة وتجارة التجزئة.
قامت الأردن في الفترة الأخيرة من العام الحالي بتغيير مسارها، حيث أبرمت صفقة مع الجهات المانحة، لمحاولة تحويل أزمة اللاجئين السوريين إلى فرصة تنموية للأردن، من خلال ردعهم عن الهجرة إلى أوروبا، ويتحقق ذلك عن طريق تحسين حياتهم في المنطقة.