وفقاً لإحصائيات البنك الدولي، يعيش حوالي 13% من سكان الأردن في حالة فقر، وهذا يعني أن 13 في المائة من السكان ينفقون أقل من 2.6 دولار أمريكي في اليوم الواحد، وبالنظر إلى أن هناك أسباب عديدة ومعقدة لوصول الفقر إلى هذه النسبة في الأردن، التي تعتبر دولة صغيرة الحجم نسبياً من حيث المساحة، سنحاول أن نناقش في المقال التالي أهم اسباب الفقر في الاردن.
اسباب الفقر في الاردن
رغم أن نسبة من يعيشون في فقر دائم بالأردن تصل إلى 13%، إلا أن ما يقارب ثلث سكانها يعيشون فيما يعرف بالفقر العابر، أي أنهم يعيشون في فقر على مدار 3 شهور على الأقل سنوياً.
التعليم
على الرغم من أن دولة الأردن بدأت في تحسين التعليم العام بشكل كبير وملحوظ، وخاصة التعليم الثانوي في السنوات الماضية، إلا أن نظام التعليم لا يزال متخلف عن المستوى العام للمدارس الخاصة المرتفعة الثمن، حيث يمكن فقط للذين يعيشون في مستوى اجتماعي جيد أو على الأقل متوسط أن يحصلوا على تعليم جيد، في حين أن محدودي الدخل أو تحت المتوسط غير قادرين على تحمل تكاليف التعليم.
نتج عن ذلك وجود فجوة كبيرة في التعليم ما بين الطبقات المتوسطة وما تحتها وبين الطبقات العليا، وتتحمل الأسر المتوسطة حالة الفقر التي يدخلون بها بمجرد بدء الدراسة، فهم يكونوا في حالة مادية جيدة طالما أن موسم المدارس لم يبدأ بعد، وهو ما كنا نطلق عليه الفقر العابر أو المؤقت فيما سبق.
الفجوة بين الأجور
أحد أبرز أسباب الفقر بالأردن أيضاً هو الأجور الثابتة نسبياً، فالعديد من عائلات الطبقة المتوسطة يصارعون في حياتهم على التوفيق بين أجورهم وبين متطلباتهم المعيشية، فالرواتب على حالها منذ عدة سنوات وخاصة في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك فإن تكاليف المعيشة في ارتفاع مستمر، وخاصة في المدن الكبرى مثل العاصمة عمان.
طبقاً لأحدث الإحصائيات فإن هناك حوالي 51% من الأسر الأردنية تنفق كما لو كانوا يعيشون في فقر فعلي، ليستطيعوا تجاوز مصاعب الحياة، والحفاظ على حياة كريمة.
شهر رمضان
نعم، لا تتعجبوا، فشهر رمضان من أهم المواسم التي تؤدي إلى ارتفاع ناري في الأسعار، ويزيد إنفاق الأسر في الطبقة العليا وفوق المتوسطة بشكل كثيف ومبالغ فيه، فلقد أنفق الأردنيون مجتمعون جوالي 493 مليون دولار أمريكي على الطعام وحده!، وبالنظر إلى هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق، فطبيعي أن ينغمس بعض مواطني الطبقة الوسطى في الفقر بعد شهر الاحتفالات المرتبطة برمضان، بالرغم من أن شهر رمضان في حد ذاته لا يدعو أبدأ إلى مثل هذا الإسراف في الطعام، بل على العكس تماماً، فهو يدفعنا للزهد أكثر في الطعام والشراب والاهتمام بحياتنا الروحية وعباداتنا أكثر.
يفتقر الأردن إلى الموارد الطبيعية
في الوقت الذي تمتلك العديد من دول الشرق الأوسط احتياطيات نفطية كبيرة، توفر لها قاعدة اقتصادية كبيرة، فإن الأردن يفتقر إلى هذا النوع من الثروات الطبيعية، علاوة على تمتعها بمناخ رديء إلى حد كبير، مما أدى لإرتفاع معدلات الفقر.
سوء توزيع الأموال
رغم العوامل السابقة إلا أن الأردن في الواقع ليست بلد فقيرة، فالموضوع أكبر من مسألة الموارد الطبيعية أو نقص الثروات الطبيعية، فبالرغم من أن الأمم المتحدة صنفت كدولة متوسطة الدخل، إلا أنها ليست يائسة اقتصادياً، فالأمر برمته يتبلور في سوء توزيع الأموال في جميع أنحاء البلاد، وليس في نقص الأموال في حد ذاته.
الميزانية الحكومية المحدودة والمشاكل الاقتصادية
بسبب الضغوطات المتعددة وسوء الإدارة في المنظومة الحكومية، يواجه الأردن عجز مالي متزايد، مع توفر القليل من الأموال المتاحة لمحاربة الفقر المتزايد، بالإضافة إلى انخفاض معدلات المشاركة في الاقتصاد.
كما أدى تزايد الدين الوطني والضغط الاقتصادي إلى ارتفاع معدلات التضخم بها، وفي نفس الوقت فهي غير مستعدة للتعامل مع مثل هذه الأزمات بطريقة صحيحة، فمكافحة التضخم تهدد بزيادة البطالة، مما يزيد من تقييد حركة المواطنين الذين يتطلعون للهروب من دائرة الفقر.
أزمة الثمانينات
حتى أوائل الثمانينيات، كان الأردن بلد ثري نسبي، حيث يعيش 3% فقط من سكانها تحت خط الفقر، ولكن أصبح الفقر مشكلة شديدة وسائدة بها بعد الأزمة الاقتصادية في الثمانينيات، حيث أثرت هذه الأزمة على الأردن بشدة، وعلى الرغم من أن اقتصاد البلاد استأنف نموه المطرد، إلا أن الكثير من السكان لا زالوا يشعرون بالآثار الدائمة.
أزمة اللاجئين السوريين
تسببت أزمة الحروب الداخلية الوحشية والأزمة السياسية الكبيرة التي وقعت فيها سوريا إلى نزوح الآلاف من المدنيين السوريين إلى العديد من الدول العربية المجاورة ومنها الأردن بحثاً عن العزاء وهروباً من هذه النزاعات، مما زاد من الضغوط الاقتصادية على البلاد، وإضافة الآلاف إلى الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر.
المراجع